فيلم (كوميديا جادة) ,الذي يعد أول فيلم عراقي إسباني مشترك, وجرى تصويره في خمس دول بينها العراق ,الذي شكل المحطة الأخيرة بين هذه الدول , حيث بدأ التحضير والتهيئة لتصوير في بغداد في الحادي والعشرين من شباط الماضي ,ويستمر حتى العشرين من آذار2014 , وسيكو
فيلم (كوميديا جادة) ,الذي يعد أول فيلم عراقي إسباني مشترك, وجرى تصويره في خمس دول بينها العراق ,الذي شكل المحطة الأخيرة بين هذه الدول , حيث بدأ التحضير والتهيئة لتصوير في بغداد في الحادي والعشرين من شباط الماضي ,ويستمر حتى العشرين من آذار2014 , وسيكون هذا الفيلم الذي يخرجه الإسباني لاندير كاميريرو , ناطقاً باللغة العربية (اللهجة العراقية), وستتوفر نسخ منه مترجمة إلى ست لغات :الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، الباسكية، الإيطالية، والعربية.
وقال الفنان نزار الراوي , رئيس جمعية الفنون البصرية المعاصرة , والمنتج المنفذ , وبطل هذا الفيلم الذي يخرجه الإسباني لاندر كاماريرو: " تصوير مشاهد فيلم (كوميديا جادة) في محطته الأولى , جرت في إسبانيا ولوكسمبورغ , انتقل بعدها فريق التصوير إلى سلطنة عمان لتصوير المشاهد الخاصة بالفيلم ,وتحديدا في منطقة (البدية الصحراوية) ومدينة صور (الساحلية) , إضافة إلى مدينة مسقط العاصمة , ومن هناك انتقل الفريق إلى أبوظبي ودبي , في دولة الإمارات العربية المتحدة , لتصوير المشاهد الأخرى ".
مؤكدا : " إن هذا الفيلم يطمح لتطبيق المواصفات والمعايير العالمية , في مرحلتي الإنتاج والتسويق , ويتعرض إلى قصة واقعية , بأحداث حقيقية تحصل في العراق, فيها الكثير من الظرافة واللمسات الكوميدية, إلا أن مجريات الأحداث تأخذ , في كثير من الأحيان , مسارات جدية خطرة..".
مضيفا : " ويمزج الفيلم على نحو مبتكر , بين بعض المشاهدات الواقعية للمخرج الإسباني لاندر كاماريرو, التي قام بتوثيقها خلال زيارته الأولى إلى بغداد , التي دامت شهراً كاملاً , وبين القصة التي قام بتأليفها وإنضاج أحداثها ,خلال ورشة كتابة , اشترك فيها الكاتب العراقي محمد رحيمة , مما أنتج سيناريو يمازج على نحو متقن بين الواقع والخيال ,ولا تخلو الأحداث حتى من بعض الانعطافات السوريالية , التي ارتأى المخرج إضافتها للارتقاء بالنوع السينمائي للفيلم".
ومن جانبه أكد المخرج الإسباني لاندر كاماريرو: " الفيلم يكاد يكون ديكو دراما , فهو يجمع بين الوثيقة والدراما , وكتب السيناريو وفق هذا الأسلوب , والذي أسهم فيه وفي كتابة الحوارات باللهجة العراقية ,الكاتب محمد رحيمة والفنان نزار الراوي , حيث يرتكز على فكرة عامة , تتحرك بشكل يتواءم مع الظرف العراقي الراهن , وجرى تصويره في بغداد وقرية في إحدى المحافظات الجنوبية, حيث يعد قصة واقعية مموهة بشكل وثائقي".
مضيفا : " ووفقا للسيناريو فقد جرى تصوير مشاهد من الفيلم خارج العراق, وقد اخترت بلداناً لدينا معرفة فيها , ومن صوروا معنا كانوا متعاونين ولطيفين, ومرحبين بفكرة الفيلم , فنحن تعاملنا مع أناس غير محترفين , أي أناس طبيعيين بمواصفات معينة ,تصلح لمجريات الفيلم , حيث يظهر فيها بطل الفيلم نزار وهو يبحث عن تمويل لصناعة فيلم كوميدي, ومهرجان العراق الدولي للفيلم القصير, فتحصل مفارقة تخص العراق ,حين يبحث عراقي عن تمويل خارجي ,لمهرجان عراقي يقام داخل العراق ".
مشيرا إلى أن الأحداث في العراق تبلغ 85 بالمئة من القصة ,حيث يجري انتظار عودة رئيس المهرجان من جولته الخارجية في هذه البلدان, دون الحصول على تمويل ,ويبقى البطل قلقا ليس لأن المهرجان لا يحصل على تمويل, وإنما لأنه لم يحصل على أفلام كوميدية لعرضها في المهرجان ".
وبخصوص حاجز اللغة أوضح المخرج لاندركاماريرو : " إن السينما لغة عالمية ,وهناك قواسم مشتركة بين جميع السينمائيين في العالم , فأنا لا أحتاج إلى تفاصيل كثيرة , وسبق أن خضت تجربة مماثلة في فيلم (ماذا عن كولومبس؟) ,عبر خمس جنسيات مختلفة ,ومع ذلك خرجنا بنتيجة ناجحة جدا ".
ولاندر كاماريرو كاتب ,,ومخرج ,ومنتج سينمائي , ويعمل مديرا لمؤسسة (برشر فيلمك )ونائبا لمدير (اوفتوبيك السمعبصرية )في إقليم الباسك في إسبانيا , ومتفرغ حاليا لإخراج الأفلام المستقلة لها ,وعمل كاتب سيناريو, ومساعد مخرج ,ومخرجا ومونتيرا للتلفزيون الإسباني وإقليم الباسك .وسبق أن أنجز فيلمين روائيين قصيرين, حصل عنهما على أربع جوائز , ففيلمه (ماذا عن كولومبس ؟)حصل على جائزتين في كل من إيطاليا وإسبانيا, والثاني وهو (قصة السياسة ) حاز جائزتين في ألبانيا والباسك , وهو في طريقه إلى مهرجانات أخرى .أما تجربته الوثائقية (أصدقاء مقربون ) ,فقد حصلت على عشر جوائز في مهرجانات عدة. وكل هذه الأفلام تم إنتاجها في نطاق التعاون والإنتاج المشترك , وفوق هذا وذاك فقد عمل في السينما ,في نيويورك, والهند, وبيرو, فضلا عن إسبانيا .
وختم مخرج فيلم ( كوميديا جادة) لاندر كاماريروحديثه بالإشارة إلى أن" الفيلم يؤدي وظيفتين :إحداهما داخلية تدفع السينمائيين العراقيين, للعودة إلى استخدام الكوميديا للتغيير,, والثانية خارجية تهدف إلى عكس صورة أكثر مصداقية وواقعية عن العراق ,وعلى العكس مما تظهر في وسائل الإعلام , فضلا عن تأكيد وجود حياة في العراق..".