من الترجمة إلى الإعلام ثم التمثيل فالإخراج، مسيرة حفلت بها طموحات المبدعة إنعام عبد المجيد التي شاهدها الجمهور من على شاشة قناة الفيحاء تظهر بأكثـر من برنامج ،منها البرنامج الثقافي (مقهى الفيحاء).. ومن تجاربها في مجال السينما شاركت في فيلم (المغني) و
من الترجمة إلى الإعلام ثم التمثيل فالإخراج، مسيرة حفلت بها طموحات المبدعة إنعام عبد المجيد التي شاهدها الجمهور من على شاشة قناة الفيحاء تظهر بأكثـر من برنامج ،منها البرنامج الثقافي (مقهى الفيحاء).. ومن تجاربها في مجال السينما شاركت في فيلم (المغني) و (صمت الراعي).. وهي الآن تخوض أول تجربة إخراجية لفيلم روائي قصير يحمل عنوان (شروق) الذي عنه حدثتنا قائلة: فيلم (شروق) طبعاً هو تجربتي الأولى في الإخراج وهو يمثل بالنسبة لي تحدياً ورغبة للتغيير بأفضل الطرق تأثيرا. ًمؤكدةً: أحببت أن أمعن التأثير لأجل وصول فكرة المرأة للناس. أتمنى أن تؤخذ المرأة على محمل الجد وأن تكون آراؤها وكلمتها ذات قيمة بين الناس مساوية لقيمة الرجل. وبأننا نحن النساء قادرات على التخطيط والتنفيذ. السينما شغلت فكري منذ طفولتي، تأثرت بها وأثرت في بناء شخصيتي وما أتمتع به من صفات. وأتمنى من خلال الأفلام أن تؤثر السينما في الناس بنفس الطريقة.
وعن موضوع الفيلم وما يطرحه من أفكار قالت: شدتني فكرة العمل على موضوعة الفقر، فهي مسألة مهمة جداً صار يعانيها المجتمع العراقي بشكل مؤس جداً، فأصبح الإنسان يعمل لأجل المعيشة فقط، وليس للتطور والإبداع، إضافة إلى حالات عديدة من عدم الأمان تطارده من مكان الى آخر، الكثير من دون سكن ولا يوجد على رأسهم سقف، مما يضطر الأبناء للعمل حتى البنت منهم كحال (شروق) في الفيلم وهي تقول لصاحبتها: إذا لم أجلس خلف ماكنة الخياطة ليوم واحد لا أستطيع دفع إيجار البيت. هذه العبارة هي من الأشياء المهمة التي أتمنى أن تأخذ حيزاً من التفكير، إذ ان كيان شروق مهمل ومعطل ومنسي وهي امرأة تعاني عذابات كبيرة من دون أن يشعر بها احد.. وقيمتها الذاتية أمام نفسها والآخرين ليست عادلة، تتحسسها وتشعر بها وحين تقف أمام المرآة التي تقصّدنا ان تكون مشوّهة وصدئة، تقوم شروق بمسحها فلا تجد ذاتها. وبرأيي ان هذا النوع من النساء هو الذي يحتاج إلى الاهتمام والرعاية لتحلّيه بصفات العفة والمثابرة والشعور بالمسؤولية. للأسف إن مجتمعاتنا تنظر إلى أصل المرأة ونسبها ببالغ الأهمية بغض النظر عن بقية الصفات. ومن جانبي تحمسي لقضية المرأة جعلني اختار هذه القصة المكتوبة بشكل جميل وحساس وهي للكاتب سمر قحطان.
وتحدثت عن مشاركاتها في مجال التمثيل: التمثيل كذلك كان من الأمنيات التي حققتها وأعطاني شعوراً بأني أستطيع ان أعيش بأكثر من حياة ،بل حيوات متعددة. فهو يعطيك فرصاً لتضع نفسك مكان الآخرين.. التمثيل كذلك كان حلمي ورغبتي منذ الطفولة لكني بدأت في وقت متأخر، وأحب كثيراً أن أظهر في أدوار مؤثرة بالناس.
وعن نظرتها للمرأة العراقية وطبيعة أدائها قالت: للاسف هناك تراجع في دور المرأة لأسباب كثيرة ،منها عدم استطاعتها الخروج من البيت تجنباً لسوء الأوضاع الأمنية، ومعنى هذا ان جميع الجوانب الحياتية قد تعطلت بالنسبة لها كالعمل والدراسة وغيرهما، فلم يعد لها دور تمارسه على صعيد التطلع والتطور الثقافي سوى البيت. وإضافة إلى هذا السجن تكبلها العادات والتقاليد العشائرية والأعراف القبلية. لابد أن تمارس المرأة حقوقها كما يمارسها الرجل في الخروج من البيت والعمل والدارسة لأجل ان تتراكم خبرة حياتية للمرأة تمكنها من ان تكون صاحبة قرار لتسهم في بناء المجتمع حتى تستطيع ان تعلّم أطفالها في أهم لبنة بالمجتمع.
وعن طموحها قالت: أتمنى الاستمرار في طرح قضايا المرأة وكل ما يسهم في توعيتها وتحريرها وتحفيزها على اتخاذ خطوات جريئة للنهوض بمسؤولياتها الثقافية. وقراري ان أقدم على مستوى التمثيل أو الإخراج كل ما يؤثر بالمجتمع ليتقبل ويقتنع ويشجع هذه الأساليب الحضارية بخصوص المرأة.