TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الوطن ليس حقيبة!

الوطن ليس حقيبة!

نشر في: 19 مارس, 2014: 09:01 م

عاد من العراق ، خائبا ، مدحورا..يكتم آهة ، وتفضحه دمعة،  يؤشر بيديه كمن به لوثة ،، بيت العائلة الكبير بيع دون علمه .  زور الصهر  القسام الشرعي ، واستبعد  اسمه  وأضاف  أسماء غريبة ، صغار العائلة كبروا وتنكروا إلا  لمصالحهم ، لم يبق من الوالدة الراحلة غير طيفها الرحيم،…
قلت  أهدهد محنته ::  لا عليك . كلنا حشرنا بنفس المركب المعطوب . نحن الذين تعشينا بالآمال وافطرنا  على  الأماني ، وتأرجحنا على حبال الخيبات ، وبرعنا — عن خوف او تقية — في الكتابة عن اللاشيء  إلى  اللا أحد .  وخبرنا الكتابة  عما لا يضر  ولا ينفع،
الكتابة  من الأسفل للأسفل ، كيما نفلت من رقابة رقيب  او وشاية واش .
اتدري ايها الصديق  كم كلفنا تسكين المواجع . وتنويم  اليقظة  ولجم الانتباه ؟؟و….و…
كانت الكلفة باهظة ،، نصف اعمارنا الماتعات ، اما النصف الآخر فقد ضاع بين الامل والرجاء والتجوال بين محطات  الانتظار ..
تقول  : سأرفع دعوى لأسترد حقوقي !!!!
على من ترفع دعواك ؟ وضد من ؟ وأين ؟ وأمام أي قاض ؟؟ وما من شهود في الساحة غير شهود الزور ؟؟
احتج — إن شئت — ارفع عريضة تظلم  وجاهر بالمظلمة،، لن يصغي اليك احد ،إبك ، انتحب . شق  زيقك. ابتهل ، توسل  . لا فائدة،، الكل مشغول عنك . بعد آن تقزمت كلمة الحق  واسود وجهها من فرط ما استبيحت ،، وعلى ملأ،، وتداولها المرابون والسماسرة وتجار الحملة .
تقول مكلوما :  لقد صغر الوطن ..وسهوت ان تسأل لماذا تصغر الأوطان ؟
— عندما يبدآ الذوات يتكابرون . يكابرون ، يتسلطون ، يتباهون ولا يستحون ، صار الوطن يصغر وهم يتضخمون .  صغر حتى صار بحجم راحة  الكف . مساحة لا تكفي إلا  للاستجداء  وطلب الرحمة.
 تقول : لو كان الوطن جبة ، لخلعتها وارتحت ،، لو كان حقيبة لرميتها في أقرب مكب ، واسترحت ، لو كان سنا منخورة لقلعتها وما  ندمت .. لو .،….
إن كان عزاؤنا إننا لم نختر  اوطاننا .. اوطاننا هي التي اختارتنا : ميلادا وتسمية ، وهي التي وشمت جباهنا وعيوننا وهوياتنا باسمها وشميمها .. فلا عزاء لنا إننا اخترنا منافينا ، طائعين .. او مرغمين .
ما المنفى ايها الصديق غير ان نكون ، ( نحن )  بذات الوعي  الحاد المقدس .داخل رقعة الوطن  وخارجه .. .إخلع جبة وطن أنكرك  وتنكر لك .. إخلعها . أتحداك ان تقدر ،، وأتبرأ من صداقتك إن كنت تستطيع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عراقي حقيقي

    اثنتا عشر عاما من زهرة شبابي قضيتها في خدمة الوطن من حرب ايران الى الكويت تكليفا لا تطوعا وخرجت مكسورا لا املك شبرا من الارض التي دافعت عنها لاعيش ثلاثة عشر عاما اخرى حصارا الوك الخبز صخرا كما تقول الاغنية, رفيقي الذي حسم امره وهرب من الجيش باتجاه ايران ع

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram