اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أصحاب المهن في باب الشيخ عاجزون عن دفع الإيجار وأغلب المحال أغلقت أبوابها

أصحاب المهن في باب الشيخ عاجزون عن دفع الإيجار وأغلب المحال أغلقت أبوابها

نشر في: 22 مارس, 2014: 09:01 م

لم يعتقد  أبو مرتضى وهو صاحب ورشة كبيرة لتصليح المكائن الثقلية فى منطقة باب الشيخ ان يمر بحالة مأسوية كالتي يعيشها منذ أكثـر من ستة اشهر وهو عاجز  على تدبير اموره المادية ودفع الايجار الشهري المستحق عليه فى بداية كل شهر،  فضلاً عن توفي

لم يعتقد  أبو مرتضى وهو صاحب ورشة كبيرة لتصليح المكائن الثقلية فى منطقة باب الشيخ ان يمر بحالة مأسوية كالتي يعيشها منذ أكثـر من ستة اشهر وهو عاجز  على تدبير اموره المادية ودفع الايجار الشهري المستحق عليه فى بداية كل شهر،  فضلاً عن توفير احتياجات العائلة خصوصاً لأولاده الثلاثة فى مراحل الدراسة الثانوية والآخر فى كلية العلوم فى جامعة بغداد ، ابو مرتضى الذي روى لـ( المدى ) حكاية المصنع الذي كان يعمل به اكثـر من عشرين عاملا ، وكان حافلا  بالعمل والمواقف الجميلة للعمال،حيث  اعتدنا ان يكون الغداء مليئاً بالأنواع المختلفة من الأطعمة نتيجة الوضع المادي الجيد والحركة الدؤوبة للانتاج  الوفير والذي وصل إلى تواصل العمل لساعات متأخرة في المساء، وصف الوضع الحالي بالمأساوي نتيجة الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد وتوقف عجلة العمل في منطقة باب الشيخ والشيخ عمر.
مخاوفنا من المرحلة المقبلة
  فرات الربيعي صاحب مطعم فى باب الشيخ يشير لـ( المدى ) أنه بالرغم من تحسن الوضع الأمني فى المنطقة حيث بدأ المواطنون وأصحاب المحال التجارية  بالعمل وعاودت الورش نشاطها نتيجة تحسن  الوضع الامني الذي كان العائق الوحيد امام الحكومة في عدم توفر الخدمات وفرص العمل نتيجة نشاط المشاريع الاقتصادية المحلية حيث بدأت  الحياة  تعود للمطقة والمصانع، وورش العمل بدأت تزدحم فى المنطقة فإنه ومنذ اربعة اشهر توقفت الحياة وهذا يعد موشرا خطرا للمرحلة المقبلة ،ونحن هنا ومعنا معظم المهن والمحال (نأكل  بالدين) ولدينا مخاوف كبيرة للمرحلة اللاحقة  بسبب الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد بالاضافة الى المخاوف الأخرى الخاصة بمشاكل السياسيين التي أثرت بالفعل على الحياة الاقتصادية ولجميع القطاعات .
شلل كامل للعمل فى المنطقة الصناعية
 أبو دلير صاحب ورشة لانتناج قطاع الغيار للمكائن والمعدات الصناعية يبين لـ( المدى ) أنه ليس سوق باب الشيخ او الشيخ عمر من يشكو البطالة فى بغداد فحسب، بل يجب القول  ان الصناعة في البلد تمثل  حالياً السمة  البارزة من سمات المحنة العراقية الكبرى . ابو دلير يصف  التوقف شبه التام لعجلة الانتاج الصناعي بأنه بوجهين حقيقي ومقنّع مع انعدام كامل لقدرة المنتوج المحلي على المنافسة ، واصفاً وضع الصناعة في العراق بأنه يتجه من سيء الى أسوأ ،لعدم وجود رغبة عند المواطن  في  المنتوج المحلي ،بينما فتحت ابواب الاسواق للمستورد بكل انواعها مما يرهق كاهل المواطن العراقي من ناحية ويجلب الدمار للاقتصاد من ناحية اخرى ،وهذه ليست مبالغة في الوصف كما يقول ابو دلير، ولا هو بالتجني حيث ترى السوق اليوم والعمال يقضون يومهم ( بالسوالف) ويراقبون الانتخابات وغيرها من احاديث الشارع بسبب عجزهم عن ايجاد حلول ،وعند محاولتنا الاتصال بالمصانع الاخرى علمنا أنها متوقفة عن الإنتاج بشكل شبه كامل منذ سنوات وبعضها الآخر يعمل بأقل من نصف طاقته الإنتاجية، والامر هو أحد نتاجات ازمة المصانع الحكومية العراقية !
أكثـر من 200 محل متوقف عن العمل
ستار نقليات  وهذا لقبه المتعارف عليه في سوق باب الشيخ يروي لـ( المدى ) انه يعمل فى مجال النقليات عن اب وجد وله اسطول كبير من  الآليات  توراثه من اهله فى المنطقة يصف الوضع الحالي الذى تشهده السوق بأنه غير معروف وان توقف العمل لفترة فهو بسبب الوضع الامني فى عام 2006 نتيجة الحرب الطائفية التى عاشتها بغداد وخصوصاً منطقة باب الشيخ والشيخ عمر.
ستار واصفاً هذا العزوف عن العمل الذي أصاب اكثر من 200 محل في المنطقة لا يستبعد بان يكون مقصوداً بسبب السماح وعدم وجود الاذان الصاغية لمناشدات أهالي  المصانع وغيرها من المهن لإيقاف الاستيراد العشوائي الذى شل الصناعة العراقية، والسوق هنا يعتمد بشكل كلي على ادامة المكائن وغيرها من الآليات، ستار اوضح ان جميع  المتعاملين فى السوق من اصحاب المشاريع والمتعاملين مع مكاتب النقليات اقفلوا هواتفهم الخلوية بسبب الضائقة المالية وعدم صرف الدولة للمستحقات المالية لهم .
المناطق الصناعية أصبحت صحراء
قاسم عليوي صاحب محل (تورنة) يوضح لـ(المدى) أن العمل متوقف فالشارع الآن اشبه بالصحراء (حسب قوله) فعلى على الرغم من كثرة السيارات فان عوائدنا من العمل شحيحة والسبب يعود إلى ان السيارات المستوردة هي سيارات حديثة وعطلاتها قليلة ونادرة إلى حد ما.
عليوي أشار الى ان عمل  (تورنة) لعمل البراغي  ونتيجة الاستيراد المفتوح الآن تأتي جاهزة وبسعر اقل من السعر الذي نتعامل به مع المشتري الذي يفضل الجاهز ولا يعمد إلى تصنيعه في محالنا ان كان بحاجة اليه،الاستيراد المفتوح اثر في عملنا كذلك ، داعيا إلى حماية  الصناعة المحلية حيث يعجز الصناعيون عن دفع ايجار محلاتهم، داعيا  الدولة الى ان تلتفت لهذا الأمر.
أبو حاتم  صاحب محل لتصليح السيارات في  المنطقة  نفسها طلب منا زيارة مناطق كسرة وعطش واماكن اخرى، لنتعرف على  اسعار الايجارات  التي بدأت ترتفع بشكل تدريجي  اذ وصل  الايجار السنوي للمحل الى مليون و700 الف دينار، مبينا ان هناك دخلاء على الشارع ليسوا من اصحاب المهنة صاروا منافسين ، بل يحاربون رزقنا،  مبيناً أن الوضع الامني اثر تأثيراً كبيراً على العمل، والعديد من الورش والمعامل اغلقت أبوابها  بعدما كان اصحاب المحال يغلقون ابوابهم  قبل   الرابعة  مساءً ، الآن لا نجد محلاً مفتوحاً بعد هذا الوقت .
 نبيع بالتصريف  لزجاج السيارات
 أبو فاطمة صاحب محل لبيع زجاج السيارات يقول لـ( المدى ) إنه يبيع في محله زجاج السيارات ولشحة الإقبال ، فإن اغلب زبائنه هذه الايام هم من الذين يتهشم زجاج سياراتهم بفعل التفجيرات والسيارات المفخخة، الطلب على الزجاج يتزايد  وعن نوعية الزجاج الذي يستخدمه في محله ،أوضح  أبو فاطمة ان جميع الزجاج المستخدم هو  مستورد نأخذه من التجار ونبيعه على (التصريف) وما يعكر صفو مهنتنا هو ارتفاع ايجار المحال التي بلغت المليون ونصف المليون دينار سنوياً،موضحا بانه كأقرانه هناك ليس لديهم  امكانية لدفع مبلغ الايجار هذا، ودعا الدولة الى التدخل لتقليل الايجارات اذ تعد عائدية  اغلب المحال التجارية المنتشرة فى المناطق الصناعية الى أمانة بغداد .
أبو فاطمة اشار الى  ان حال السوق أخذ بالتراجع منذ اكثر من اربع سنوات لكن توقف العمل بهذا الشكل اصبح مصدر قلق خصوصاً في الفترة ما بين بداية العام الحالي وحتى الآن.
 مسكن للأشباح
صاحب محل  الاصدقاء حافظ ( ابو محمد) يوضح لـ( المدى )  أن قمة النشاط  الصناعي في بغداد هو منطقة الشيخ عمر  وتحديداُ منطقة باب الشيخ حيث تتركز فيه مجمل النشاطات الصناعية المهمة وخصوصا سوق (البليت والستنلس ستيل)حافظ   ذكر أن باب الشيخ  فقد بريقه الصناعي منذ 2004 ،حيث توقف العمل بشكل كامل تقريبا فالبضاعة نائمة لا يحركها  زبون في حين كان سوق (البراغي) نشطا في الماضي ،اما الرافعات ومكائن الدريل همر والكلام لأبي محمد فهي تنتظر ان يحن عليها مقاول بالسنة مرة ، اما سوق الاستيل والبليت فهو مشلول الحركة تماما ..ان باب الشيخ مسكن للاشباح الان، في حين يقول الحاج رضا تاجر (بليت) لم يعد العمل كما كان برغم اننا نستورد جميع المعادن لكن المشكلة ان العراق لا يعيش بصورة حقيقية نهضة الإعمار.. مبينا انه لو بدأ الاعمار بشكل صحيح سيعمل الشيخ عمر بصورة جيدة .
الحاج مصطفى من سكنة منطقة السبع ابكار فى بغداد وهو صاحب محال (الرايمر)  يوضح لـ( المدى) ان المهن جميعاً بدأت بالإغلاق وهى محال فارغة من الاسطوات الا ما ندر لتصليح السيارات حيث يوجد لكل سيارة قطع غيار ان كانت حديثة او منفسيت،مصطفي يوضح  اننا نعمل بين الحين والآخر لمحركات مضخات المياه للفلاحين وكذلك محركات المولدات الاهلية التي لا توجد لها قطع غيار في السوق او السنك،أما محال اللحام الذي كان الشيخ عمر يزخر بها فقد تلاشت تقريبا ولم يبق منها الا ثلاثة محال فقط وهي تقريبا متوقفة لكون اللحامين انتقلوا الى الاحياء الصناعية القريبة من الاحياء السكنية ،مثل محال نادي النفط  الصناعي وباقي الأماكن التي أنتشرت فيها المحال الصناعية بشكل عشوائي في مختلف مناطق العاصمة والتي باتت تشوِّه جمالية تلك المناطق إضافة الى مخاطرها البيئية والصحية بحسب قول مصطفى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram