رئيس التحالف الوطني الحاكم تبنى في موسم التلويح بسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي ورقة الاصلاح ، تمهيدا لعقد مؤتمر وطني لتسوية الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، وشكلت لهذا الغرض لجنة تحضيرية لاعداد جدول اعمال المؤتمر ،ولم يعقد لاسباب يعرفها الراسخون بالعلم من قادة الاحزاب والكتل النيابية .
الاصلاح مفردة تكررت في المشهد السياسي العراقي منذ شهد اندلاع اول ازمة، ثم تناسلت لتنجب ازمات اخرى بتلقيح صناعي مقصود لتحقيق غايات ومكاسب لبعضالاطراف، لطالما اعلنت ان الاصلاح هو الطريق الوحيد لمعالجة الملفات العالقة ، متجاهلة في الوقت نفسه اسباب طرح اكثر من ورقة في هذا الشان ، وواقع الحال يشير الى ان فقرة واحدة لن تاخذ طريقها للتطبيق ، فدخلت البلاد في فوضى الاصلاح ، ووصلت الىنشر الملصقات والصور في الشوارع العامة لحث عباد الله على تبني مفردات الحركة الاصلاحية .
المصادر التاريخية تشير الى ان العراق ، شهد تشريع قوانين تنظم الحياة في العصورالقديمة قبل التاريخ ، ونشرت في ذلك الوقت بمسلات عرفت باسماء اصحابها من الملوك، فكان لهم الفضل في بلورة فكرة اصدار جريدة الوقائع الرسمية في الوقت الحاضر ،وتشريعات العصور القديمة هي الاخرى تضمنت دعوات الاصلاح ، لكن الحروب والغزوات احبطتها واطاحت بملوك وحكام فخرجوا مع مشاريعهم الاصلاحية من التاريخ ، وانتقلت مسلاتهم الى متاحف عالمية.
من حق العراقي اليوم ان يتساءل عن مصير مبادرات الاصلاح ، ولماذا تم التخلي عنها في وقت عصيب تشهد فيه البلاد تراجعا امنيا ، واتساع الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بقضايا تمس حياة العراقيين بشكل مباشر.
ورقة اصلاح التحالف الوطني كانت تتضمن تفعيل دور البرلمان التشريعي ، لتمريرمشاريع قوانين العفو العام وتشكيل الاحزاب ، ومجلس الاتحاد ، والنفط والغاز ،يضاف اليها البدء بخطوات جديدة لتعديل بعض المواد الدستورية موضع الخلاف ،واستهلك الحديث عن ورقة الاصلاح الكثير من الوقت ، وعقدت اجتماعات ، ومؤتمراتصحفية ، وبعض الجهات رفعت الاصلاح بوصفه شعار المرحلة ، وعندما انخفضت الاصوات ، اعلن مسؤول كبير تبنيه ورقة اصلاح جديدة ، تبين في ما بعد انها وثيقة شرف الحفاظ على السلم الاجتماعي ، وفي يوم توقيعها زف السياسيون والمسؤولون للعراقيين بشرى استقرار الاوضاع الامنية والسياسية .
على خطى اسلافهم حرص الساسة والمسؤولون الحاليون على ان يكون لكل واحد منهم مسلة باسمه يدون فيها رؤيته للاصلاح ، ليضعها في ساحة عامة ليطلع عليها العراقيون ، وكانه يريد ان يعطي درسا بان الدخول الى التاريخ لابد ان يكون عبر بطاقة الاصلاح ، وعلى قاعدة هذا الوهم ، يعتقد البعض بان فن ادارة الازمة، يتم عبرالاكاذيب والتنصل عن تنفيذ الوعود والاتفاقات السابقة والبلد خربان ما ينفع الاصلاح .
مسلة الإصلاح
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2014: 09:01 م