اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لا أستطيع العيش مع رجل أخرس

لا أستطيع العيش مع رجل أخرس

نشر في: 23 مارس, 2014: 09:01 م

حين يلتقي القاضي بأناس ينطقون ... يستطيع أن يدير الحوار معهم ويفهم ما تنطوي عليه نفوسهم ، وقد تتضح الحقيقة من خلال زلة لسان ، مهما كان المرء قوي الحجة ومهما كانت المرأة حاذقة ، ولكن ان يكون احد الزوجين أبكم فهنا قد يجد القاضي صعوبة في الإلمام وفهم ما

حين يلتقي القاضي بأناس ينطقون ... يستطيع أن يدير الحوار معهم ويفهم ما تنطوي عليه نفوسهم ، وقد تتضح الحقيقة من خلال زلة لسان ، مهما كان المرء قوي الحجة ومهما كانت المرأة حاذقة ، ولكن ان يكون احد الزوجين أبكم فهنا قد يجد القاضي صعوبة في الإلمام وفهم ما يقصد ... لن يقف القاضي مهما امتلك من قوة البصيرة على حقيقة الخلاف بين هذا الزوج وزوجته ، لأن الطرف الناطق سيحاول دفع التهمة عن نفسه أو يصور نفسه ملاكا ، بينما الطرف الأبكم يشير إشارات نفهم البعض منها ولا ندرك قصده من إشارات أخرى ... وقف الزوجين الأبكم وزوجته أمام قاضي أحوال الموصل وبدأ يفهم القاضي بإشارته إلى زوجته بأنها تسرق نقوده التي هي من عرق جبينه وأخذ ينضح العرق عن جبينه ، وافهم القاضي أيضاً بانه حين يعود من عمله لا يجدها في البيت ... فأشار إليه القاضي إلى أين تذهب ؟ فأشار أنها تذهب إلى بيت أخيها وأشار بيده إليه ،لأن والديها ليسا على قيد الحياة ... في أي وقت تشاء ... تستريح هناك وتدخن السجائر ... وعاد يشير إلى أبيها بانه يشرب الخمر ويلعب القمار ويجمع في بيته أصدقاءه المخمورين وهي تجلس معهم ... فما الذي يدفعها لفعل ذلك ؟ وأشار إلى أخيها من جديد ووضع إصبعه على انفه كمن يستنشق للوضوء وفهم القاضي بان أخاها تافه ووضيع ولا قيمة له في المجتمع ... بعدها بدأت زوجته تتحدث إلى القاضي وترد اتهامات زوجها الأبكم قائلة : حينما عرض علي قبوله كزوج .. أنا وأهلي نعرفه من قبل لأننا أبناء حي واحد قبلت به وقلت ما دام اخرس فهو في نظري افضل من رجل ينطق ، على الأقل لا يشتمني أو يشتم أهلي إن أخطأت، وسأحاول إسعاده وبناء عش الزوجية معه ولي الأجر من الله إن أنا أحسنت صحبته ... ولكن ما ان تزوجني في بيته حتى اخذ يضايقني فان خرجت هجم علي واذا ابتسمت لأحد أقاربه أو أقاربي تثور ثائرته ، وحين يريد ان يقضي حاجته مني أراه يتودد إلي ، وعندما ينتهي يثور في وجهي لأتفه الأسباب ، وقد أنجبت منه ولدا وقد سئمت العيش معه ، رجل شكاك لا يطاق ... وذات يوم حملت ولدي وسرت إلى بيت أخي بعد ان ضربني وشتمني بطريقته – كيلا احمل منه من جديد – أريد الطلاق منه وإنهاء حياتي الزوجية معه لأنه لا يهاب شيئا حين يضرب وقد ضربني مرة بسكين على فخذي ... وأشارت إلى فخذها ... وبإلحاح من أخي وبضغط من أهلي كنت أعود إليه في كل مرة ، لكني هذه المرة لن أعود إليه أبدا ... التفت إليها القاضي وقال : كل ما تقولين لا يثبت انه يسيء إليك إساءة بالغة تدفعك لتركه وقد رزقت منه طفلا ... هل يقصر معك في طعام أو شراب أو نفقة أو ملابس لك ولابنك ؟ قالت لا انه من هذه النواحي لا يقصر مطلقا ... فأشار زوجها انه يعمل ليلا ونهارا ويقدم لها كل ما يتقاضاه من أجور دون ان يدخر شيئا ... وتابع إشاراته انه يريدها زوجة محترمة ... ان عاد من عمله وجد طعامه جاهزا تنتظره والبسمة ترتسم على وجهها ... يجلس بجانبها ويداعبان معا طفلهما ... فقالت للقاضي بعد ان أنهى إشاراته : أنا لا اقصر معه كما يشير ، لكن بصراحة مللت حياة الإشارة هذه ، أرجوك يا سيدي ان تنهي العلاقة الزوجية في ما بيننا ... بالأمس ضربني بالسكين في فخذي فمن يدري قد يغرز السكين في المرة القادمة في قلبي ... لا أريده ولا أريد منه شيئا من المتأخر ! أريد الطلاق وأنا أترك كل شيء له ! اخذ القاضي بعدما قراره وقال للزوج الابكم بان زوجته لا تريده وسنفرق بينكما ... وليبحث له عن زوجة كالتي اشار اليها قبل قليل ... فاقترب من زوجته وأشار إليها إشارة احتقار وازدراء .. بعدها قام بإصدار إشارات مبهمة فهم القاضي منها انه سيأخذ منها ولدها وسيحرمها منه إلى الأبد ... وبعدها أحال القاضي القضية إلى الباحثة الاجتماعية للتوفيق بين الطرفين ... ولكن الزوجة أصرت أمام الباحثة وما بدلت من قرارها شيئا ... وقد أرسلت بولدها لزوجها الأخرس ليربيه ... بعدها بشهر حكم القاضي للزوجة بالخلع عن عصمة زوجها ... فخرجت من المحكمة وهي تبتسم ابتسامة الفوز بالمعركة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram