اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > آثار الحريق في مسرح الجريمة

آثار الحريق في مسرح الجريمة

نشر في: 23 مارس, 2014: 09:01 م

تشكل جرائم الحريق أخطر أنواع الجرائم، التي لا يمكن السيطرة عليها، أو التحكم في نتائجها.وغالباً ما يُخلف الحريق، خصوصاً لأسباب عمدية، آثاراً مدمرة على الأرواح والممتلكات. وجرائم الحريق العمد غالباً ما تمتاز بسهولة ارتكابها. كما أنها تدمر معظم الآثار و

تشكل جرائم الحريق أخطر أنواع الجرائم، التي لا يمكن السيطرة عليها، أو التحكم في نتائجها.وغالباً ما يُخلف الحريق، خصوصاً لأسباب عمدية، آثاراً مدمرة على الأرواح والممتلكات. وجرائم الحريق العمد غالباً ما تمتاز بسهولة ارتكابها. كما أنها تدمر معظم الآثار والأدلة المادية التي يخلفها الجاني.ففي أغلب الأحيان تدمر علميات الإطفاء، والإسعاف، والإخلاء، ما تبقى من الآثار، اذا تبقى منها شيئاً. علاوة على ذلك، فان تحديد ما اذا كان الحريق متعمداً أم لا مسألة معقدة جداً، حتى وان امكن التعرف على آثار الجريمة، لصعوبة معرفة خفايا الفاعلين .
غالباً ما تكون دوافع الحريق العمد: الرغبة في تحقيق منافع غير مشروعة، كما في السعي للحصول على التأمين، أو ان يكون مضرم النار مديوناً، وكذلك بدافع الحقد والكراهية، أو لدوافع انتقامية. وأحياناً يكون الفاعل مريضا نفسيا أو عقليا.
لإحداث الحريق لابد من توافر عوامل مادية، علاوة على الإهمال أو التعمد البشري، ومن العوامل:
1 . توفر مواد قابلة للاشتعال، كالمواد البترولية، والأخشاب، والأقمشة، وغيرها.
2 . توفر مصدر اشتعال، كاللهب الناشئ من إشعال عود ثقاب أو شرارة كهربائية .
3 . توفر الأوكسجين .
وإذا كانت النار غالبا ما تدمر اغلب الآثار التي يخلفها الجاني في جرائم الحريق، فان هذا الرأي لا يؤخذ على إطلاقه. فقد قدم لنا العلم والتكنولوجيا الحديثة طرقاً ووسائل علمية تؤدي إلى كشف الكثير من هذه الآثار. ولعل أهمها في هذا النوع من الجرائم، هو تحديد المواد التي استخدمت في إحداث الحريق، والطريقة التي تم إحداثه فيها .
ولا بد من التنويه هنا إلى ان أول وأهم ما يسعى إليه المحقق في هذه الجرائم هو تحديد ما اذا كان الحريق حدث عمداً، أم نتيجة إهمال، أو خطأ، أو قلة احتراز. ويلعب الخبير الذي يتولى الكشف على مكان الحريق، وما يستخدمه من تقنيات ووسائل كشف الأدلة والآثار المادية، دوراً هاماً وفاعلاً في تحديد هذه الآثار في أماكنها المتوقعة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى الوصول إلى نتائج ناجعة.
وسائل إحداث الحريق
يتطلب البحث في الطرق العلمية الصحيحة للكشف على حوادث الحريق،معرفة مسبقة بالوسائل التي يمكن ان تسبب نشوب هذه الحرائق عمداُ أو خطاً، ومنها :
1- الكهرباء:
تعتبر الكهرباء من اكثر أسباب نشوب الحرائق. كما انه يتم إسناد كثير من الحرائق مجهولة المصدر إلى الكهرباء. والحريق الناتج عن الكهرباء يحدث نتيجة وجود مادة قابلة للاشتعال قرب مصدر كهربائي، أو نتيجة قدم أسلاك الكهرباء، أو لزيادة ضغط التيار الكهربائي، أو نتيجة خطأ في إجراء التمديدات الكهربائية، حيث تؤدي شرارة نارية صادرة عن حدوث تماس كهربائي إلى اشتعال النار في المادة القابلة للاشتعال. ويمكن ان يحدث هذا الحريق ابتداء في الأجهزة الكهربائية الموصولة بالكهرباء، نتيجة حدوث هذه الشرارة، واشتعال المواد البلاستيكية، التي تدخل في تركيبها. أو قد يحدث ذلك نتيجة شدة التيار، أو طول أمد استخدامها، فيؤدي إلى ارتفاع كبير في درجة حرارتها، وبالتالي اشتعالها. واذا كان هذا النوع من الحرائق يُعزى في اغلب الأحيان إلى أسباب الإهمال، أو الخطأ، واعتبار ما ينتج عنها قضاءً وقدرا، إلا ان التجربة اثبت ان هذا النوع من الحوادث قد يكون متعمداً ويتم إحداثه لإظهار الحريق بمظهر الحريق الناشئ عن تماس كهربائي .
ومن أخطر الحرائق التي تنشأ عن الكهرباء، ذلك النوع الذي يحدث في أماكن محكمة الإغلاق ومشبعة بالغازات القابلة للاشتعال. فقد يحصل عند ضرب الجرس أو التلفون أن تولد شرارة تؤدي إلى اشتعال الغاز في مكان محكم الإغلاق، مما يحدث انفجارا غازيا ناشئا عن تمدد الغازات نتيجة الاحتراق، فتحدث دماراً كبيراً جداً .
2- مواقد ( صوبات ) التدفئة الغازية والبترولية:
غالباً ما تكون سبباً لأكثر حرائق الشتاء في المنازل والمحال، التي تستخدم المواقد، سواء كانت ثابتة أم متحركة. وغالباً ما تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأجسام القريبة منها، كالأقمشة والسجاد، أو ما شابه، إلى حد الاشتعال. واحيانا يساعد الشرار المتطاير منها إلى إحداثة مباشرة .
واذا كانت هذه الحرائق، على الأغلب، حرائق غير عمدية، فان ذلك لا يمنع من استغلال هذه الظاهرة في إحداث حرائق عمدية- كما في حالة تذويب الشمع المحترق، المتصل في أسفله بمادة قابلة للاشتعال، فما ان تحترق الشمعة حتى نهايتها،عندئذ يصل اللهب إلى المادة القابلة للاشتعال، وينشب الحريق .
3-أشعة الشمس:
يؤدي تجميع أشعة الشمس، بواسطة عدسات لامة، وتركيزها على جسم قابل للاشتعال،غالباً، إلى رفع درجة الحرارة، واشتعال النار في هذا الجسم، وامتداد النار إلى مناطق اكبر. يمكن ان يحدث ذلك عرضاً نتيجة وجود قطع زجاجية لعدسات تقوم بنفس الغرض .
4- المواد الكيميائية:
من الخصائص الكيميائية لبعض المواد أنها تحدث ناراً نتيجة اختلاطها ببعضها عند تعرضها للهواء، أو عند ارتفاع درجة الحرارة الناشئة عن التفاعل الكيميائي. ويحدث أيضاً عند خلط كلورات البوتاسيوم مع التنر وحامض الكبريتيك المركز . وهناك بعض المواد الكيميائية التي تشتعل بمجرد عرضها للهواء كالفسفور والصوديوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram