نبشت بعظام الهدهد ورود القرنفل في ضفائر الصغيرات، وما زالت رائحة الطبيخ تزدهر حول شريط سخام المطبخ، أنا أقود الهواء إلى نافذة عميان هاربين من كاميرا السخام وهم يسوقون الإسفلت الأسود بعكازاتهم ويشطفون رشاقته، ونطيل المكوث في رائحة السواد ويطيل الزعفرا
نبشت بعظام الهدهد ورود القرنفل في ضفائر الصغيرات، وما زالت رائحة الطبيخ تزدهر حول شريط سخام المطبخ، أنا أقود الهواء إلى نافذة عميان هاربين من كاميرا السخام وهم يسوقون الإسفلت الأسود بعكازاتهم ويشطفون رشاقته، ونطيل المكوث في رائحة السواد ويطيل الزعفران المكوث في بلاعيمي، وبلاعيم الوردة البنفسجية، ننتظر دورنا في التقاط السماء وكشط الصدأ عن مرايا الحامل لذكرى أسنان جدتي وذكرى الغبار وهذيان منديلها وسط عاصفة الدمع وهذيان موتي أو هذيان جنازات، أختار ضحاياي، هكذا، إذاً اخترْ ضحاياك من أي مقبرتك تشاء، كل الضحايا مرقّنة قيودهم في سجلات جامعة الحياة، خذ الألم كله لك. أيتها الساعة السماوية في روزنامة الرب، أنت وأعيادك. أنت وضحاياك تعالي إلى صمت الفردوس وهديل الملائكة، تعالي إلى صمت الذهب وأناشيد الفضة، أمطريني بالصمت السماوي، تعالي إلى برجي الوحيد إلى شمال سماء الإله آنو إلى شخير حائط الروزنامة التي فقدت أعيادها ابتهاجاً بمداره و"عبد الألم الربيعي" ومزامير غياب دال ميخائيل لأشطب عن بلاعيمي تاريخ أو ذكرى الغبار وعيد ميلاد الساميلين وفضائح السعال وألفباء العطاس / سعوط وترياقات وسكاكر لك في مدارك الوحيد، أدفع حبّة الخردل بعيداً عن فمك، أنا على أهبة جدار أقف، أقف منتفخاً ببهجة الخردل والمخللات والعنبة ونفاخات الشامبو العظيم الذي يجلل أبطيك العظيمين برائحة الليمون والتفاح، وماذا عن ذكرى شكسبير وهاملت وجمال الخازندار والصافي سعيد والمنصف الوهايبي وأغا ممنون وخرائب مخ نوسترداموس..؟ ماذا عنك وأنت تشطفين شخيري بنوتات شخيرك ورائحة الكحول وماذا عن شخير حائط الروزنامة التي ابتلعت أعيادها مازلت أرسل أحزانها لمظلات الورد وسلالم الأبدية وهي تشطف أخطاءنا البيضاء من جداول الزرقاء لإلهٍ يخترع السعادة في منديل العذراء،،، وماذا عن تاجي القديم وتماثيل آلهتي الذين ثملوا من رائحتي وأنا أحتفي بسلاسلهم الذهبية،، ماذا عن عطشي الغامق والكل يتحدثون عن أعياد الكلام في ذكرى الصمت وعن ذكريات الغبار في عيد ميلاد حدقاتهم الهاربة من حلق حكيم يسيل ذكريات من جرار مردوخ أمام زئبق ثور تعطش إلى مياه كوكبه وهو يدخر رائحة الصيف لموائد الشتاء وأعراسه..؟ ماذا يا أشقاء العسل وصوركم تُسرق من ألبومات العالم وتهرّب إلى ضحاياكم.، ماذا عن زناخة الغراب وهندسة منقاره اللحوح،؟ أنني أشطب آثار ندم مثل حمل نحيف وأنام كالزئبق في دواة الإمبراطورة.!!! نبشتُ في"راجيتات الطبيعة" عن ساعة اللغز وأسلاك السعادة فوجدت صيدليات غارقة بدموع جدتي -مامو- وجدي -آنو- وأبطال باب نركال وهم يرشّون القبور القريبة من رؤوسهم بعطور السفرجل ويعلّقون أجراسهم في أعناق خرافهم احتفاءً بعيد ميلاد السماء....................