TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: روح المواطنة

كردستانيات: روح المواطنة

نشر في: 20 نوفمبر, 2009: 04:52 م

وديع غزوانعملت حكومة إقليم كردستان ومنذ تأسيسها على ترسيخ وتكريس مفهوم التسامح والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العرقية والدينية المختلفة، وحماية حقوق الجميع في ممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية وأمان.
 وانطلاقا من إيمانها بان مفهوم المواطنة أسمى واكبر من كل المسميات الأخرى سعت الى (تضمين التعايش السلمي المشترك بين القوميات والأديان والمذاهب في كردستان في الدستور) كما أجهدت نفسها لضمان تحقيق المساواة فيما بينها في الحقوق والواجبات وإشراك الجميع في مهمات البناء والتطوير والحفاظ وحماية المكتسبات المتحققة والتي هي لصالح الجميع. ولان مثل هكذا قضية بقدر حاجتها الى قانون وإجراءات رسمية للتطبيق، فانها تحتاج وبالدرجة الأساس الى خلق قناعات راسخة لدى كل المواطنين وبمختلف مشاربهم ومكوناتهم للتمسك بروحية التعايش التي بدونها يستحيل بناء الأوطان،فتم تنظيم الحوارات بين المكونات المختلفة لتعميق ثقافة قبول الآخر والتعايش وتعميق مبادئ حقوق الإنسان والمحبة. وتجسدت هذه الروحية في الإقليم بالعديد من الممارسات والفعاليات الشعبية المشتركة حتى صارت مدنه وقصباته ملاذاً آمناً لعدد غير قليل من أبناء شعبنا في مدن العراق الأخرى التي هربت من جحيم جرائم الإرهابيين التي حاولت وما زالت قطع كل الجذور التاريخية التي تربط العراقيين بوطنهم و التي صنعوا منها أعظم الحضارات.. وفي الجانب الرسمي فان حكومة الإقليم في الوقت الذي أولت فيه اهتماما واسعا بالدين الإسلامي الحنيف كديانة لأغلب مواطني الإقليم سعت وبذات الروحية الى (الاهتمام بجميع الأديان والمذاهب في كردستان استناداً الى مبدأ التعايش الديني الذي تؤمن به الحكومة) وفسح المجال للمواطنين لممارسة طقوسهم الدينية باختلاف معتقداتهم . ومن النقاط الجديرة بالملاحظة في هذا المجال هو الاهتمام المتوازن والعادل بدور العبادة لجميع مكونات الشعب الكردي ( وتطوير مناهج التعليم الديني حيث تم إدراج الناحية القومية وتاريخ الكرد واللغة الانكليزية ضمن هذه المناهج ) لتتناسب وتواكب روح العصر . لقد كان من أهم نتائج ترسيخ هذه الروحية في التعايش السلمي تصاعد عمليات البناء والتطوير التي تشهدها مدن وقصبات الإقليم بشكل متساو واندفاع المواطنين على أداء واجباتهم في إطار روح المواطنة التي يفتخر الجميع بالانتماء لها كونها الخيمة التي يستظلون بها لأنها الرابط الأساس والضامن لحماية التجربة الكردستانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram