اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من هو "ولي" دمائنا؟

من هو "ولي" دمائنا؟

نشر في: 23 مارس, 2014: 09:01 م

هل كان لابد أن يقتل الزميل محمد بديوي لكي يعرف العراقيون ان ولي دمائهم هو السيد رئيس مجلس الوزراء؟ وأن الصحفيين هم اقرب من حبل الوريد للنائب علي العلاق وللزعيمة حنان الفتلاوي.
أتمنى عليك عزيزي القارئ أن تعيد معي عقارب الساعة إلى صباح يوم 9 أيلول عام 2011 وتتأمل معي الصورة المنشورة لتشييع هادي المهدي، ودقق جيدا في القوات الامنية التي اصرت ان تغلق الطرق ومنعت نقل جثمانه، في ذلك اليوم خرجت علينا الزعيمة حنان الفتلاوي لتؤكد ان جريمة قتل هادي المهدي جنائية لا تحتاج كل هذه الضجة، وان الاعلام المغرر به يريد ان يصطاد بالماء العكر، ومازال موقع غوغل يحتفظ بالمقولة الشهيرة التي اطلقها احد اعضاء دولة القانون "لماذا كل هذه الضجة الإعلامية على مقتل محرض للفتنة وعصابي وشيوعي بعثي من أمثال الصحفي العراقي هادي المهدي؟".
لقد عشنا جميعاً من قبل مع العرض الذي قدمه اعضاء دولة القانون في شتم الاعلام والتحريض عليه ومعهم السيد رئيس مجلس الوزراء الذي وصف الإعلام بانه "وسيلة للكذب والتشهير والتسقيط والدجل ومحاولات تفكيك الوحدة الوطنية" و " ان وسائل الاعلام  تنفذ اجندات خارجية " حسب قوله في مؤتمر حقوق الانسان، وكلنا يتذكر كيف انحاز المالكي الى صولة الحاج كامل الزيدي ضد مثقفي شارع المتنبي ليخرج علينا في شهر تشرين الاول من عام 2010 شاتما المثقفين واصفا اياهم بانهم يروجون لكتب الإلحاد والرذيلة وكتب الجنس الرخيص.
وشاهدنا كيف ترقرقت الدموع في أعين السيد قاسم عطا وهو يتهم متظاهري شباط من الشباب ومعهم منظمات المجتمع المدني وإعلاميين بانهم يريدون الاجهاز على العملية السياسية والمشروع الديمقراطي في العراق ،  ولازالت حالة الدروشة التي اصابت النائب علي العلاق ماثلة للعيان وهو يصرخ ضد المتظاهرين الشباب: "انهم خونة"، وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع باتجاهات أخرى فإنني مع الاقتصاص من قاتل الشهيد محمد بديوي، وايضاً كتبت في هذا المكان ضد جريمة قتل هادي المهدي وكامل شياع ومدرب كربلاء، لكنني اتحدث عن منهج يتبعه الكثير من السياسيين وقادة دولة القانون  بالذات، من الذين لا يعترفون بالاعلام حين  يختلف مع مصالحهم ، ويرون أن الحل في أزمات العراق هو في اغلاق الصحف والقنوات التي لا تغني اناشيد "نحبك والله نحبك".. ولازالت قضية تفجير مقر جريدة الصباح الجديد وتهجير كادرها "حاضرة" في اذهان الجميع، وكيف صمت مكتب القائد العام للقوات المسلحة، ولم نسمع همساً للحاجة حنان الفتلاوي ولا كلمة مواساة من قبل السيد علي العلاق، بل شاهدنا كيف نشر احد النواب تهنئة بموت الفنان احمد الربيعي.
هذا التضامن مع الشهيد محمد بديوي أمر مهم، لأننا جميعا ضد انتهاك حرمة المواطن العراقي ايا كانت صفته، إلا أن الغريب ان رئيس مجلس الوزراء و أصحاب "المعالي"  من اعضاء دولة القانون أصيبوا بداء "البكم والصم" إزاء الحادث الاجرامي الذي تعرض له الشهيد كامل شياع قبل سنوات، بل اصروا ان  تحفظ هذه الجريمة البشعة في الادراج ويُمنع نشر أي تفاصيل تتعلق بها؟ ووجدنا القائد العام للقوات المسلحة  يصم أذنيه عن مطالبة المثقفين بالكشف عن نتائج التحقيق في قضية هادي المهدي؟
أليس من حق المواطن العراقي كامل شياع مثلما من حق المواطن المغدور المهدي ان يخصص لهما السيد المالكي جزءاً من وقته لمعرفة، لماذا حصل كل هذا، ومن المسؤول عن هذه الجرائم ؟ أليس من حق "الضحية العراقية" ايا كانت قوميتها او طائفتها او دينها أن تلتفت الحكومة لمناقشة الاسباب التي ادت الى قتلها واهدار دمها وكرامتها؟
للاسف يتصور المالكي ومن معه بانهم يخاطبون شعبا من البلهاء، يستخدمون معه أساليب التنويم بالخرافات والشعارات، تحت وابل من أحاديث  انا وليكم الاوحد فاتبعوه.  
السيد المالكي.. الناس يريدون إجابة على سؤال يؤرقهم، وهو لماذا لا نجد صوتاً حكومياً يقول انا ولي دم هادي المهدي وقبله كامل اشياع، ومعهم عشرات الالاف من الضحايا، والسؤال الاهم: لماذا كل خطوات ائتلاف دولة القانون تحركها دوافع نفعية؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. داخل السومري

    كان هدف ومبدئ الدكتاتور المقبور صدام هو البقاء على كرسي الحكم.ومن اجل هذا المبدئ كلنا يعرف ما عمل بالعراق و شعب العراق.وهذا هو المالكي والفيلسوف الروزخوني ابراهيم الجعفري وكل قيادة حزب الدعوه هدفهم و مبدأهم هو نفس هدف ومبدئ المقبور،مع الفارق الا وهو ان ه

  2. احمد

    مقالة فاشلة .... ونعرف انه جريدتكم تتحدث بلسان كردي باللغة العربية

  3. وحشي

    مقالة رائعة اقلها ليست بلسان فارسي وباللغة العربية مثل جرايد الحكومة مو استاذ احمد والله ان الشهيد هادي المهدي كان اكثر شجاعة في تشخيص الداء اكثر من بقية السياسيين الفاشلين الفاسدين المتلونين اصحاب السبح الجذابية اللي اتطقطق والمحابس ترس اصابعهم وكلهم حرا

  4. ستار الكعبي

    استاذ علي حسن انا معك في كل ما قلته . لكنك كاتب كبير والاجدر بك ان تذكر لنا السبب الذي ادى لحضور المالكي الى مكان الحادثوقولة هذا الكلام وبالتأكيد انت تعرف السبب لكن لا تريد قولة لو انه اذا عرف السبب بطل العجب .

  5. عساكم بخير

    الاخ احمد الا نكون ولو لمرة واحد نفكر بالوطن دون انحياز الى طائفة او قومية اما كيف تحكم على المقالة بانها فاشلة انا متاكد لاتفهم ما يكتبة الاستاذ علي حسين انها الحقيقة التي جميعنا نعرفها ولكن للاسف لم نعلن عنها ان الفشل هو من تريد ان تدافع عنهم هولاء اللذ

  6. احمد محمد

    اجاد الكاتب المفالة و لكن لم يقل لماذا قاد السيد المالكى الجيش او الشرطة و ذهب الى مقر الرئاسة يقينا كان يتمنى ان تكون مواجهة بين الطرفين ليخلق ازمة جديدة للعراقيين و من ثم تأجيل الانتخابات و انتظروا مفاجئات كثيرة و لن تكون هناك انتخابات و السيد كاتب المق

  7. ابو سجاد

    لماذا كل هذا الاستغراب مما فعله المختار يااستاذ علي يااخي الفاضل ان مابدر من المختار بخصوص الشهيد امر طبيعي لاصحاب ماننطيها وليس مفاجاْ لو خرج الامام الحسين ع من جديد لذبحوه وقالو له لانعطيك اياها حتى ولو كنت ابن رسول الله فلاتستغرب من هؤلاء القتلة واصحاب

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram