دبي/ اف بدعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس الجمعة المصريين والجزائريين الى الهدوء بعد التوتر الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما المؤهلتين لكاس العالم في كرة القدم. وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي
"ادعو الى الهدوء ووضع الامور في حدودها وفي اطارها". كما دعا "الشارع العربي الى العودة الى العقل" معتبرا ان ما حصل هو "فتنة ادت الى فورة اعصاب في بلدين كبيرين". وتوترت الاجواء بين القاهرة والجزائر بسبب اعمال عنف وهجمات اعلامية رافقت مواجهة منتخبي البلدين ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا 2010، وتحولت الخميس الى ازمة دبلوماسية باستدعاء مصر سفيرها في الجزائر "للتشاور". وجاء هذا الاستدعاء عقب الادانات القوية من جانب القاهرة لما اسمته "اعتداءات" تعرضت لها الجماهير المصرية من قبل المشجعين الجزائريين مساء الاربعاء في الخرطوم عقب فوز الجزائر على مصر 1-صفر في المباراة الفاصلة. كما تحتج القاهرة أيضا على تعمد عنف ضد المصريين في الجزائر. وكانت احداث عنف استهدفت ايضا اللاعبين والجماهير الجزائرية الأسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الاول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء، ما استدعى اقامة المباراة الحاسمة في الخرطوم بعد تعادل الفريقين بعدد النقاط والاهداف في صدارة مجموعتهما المؤهلة الى كاس العالم. الى ذلك اعلنت وزارة الداخلية المصرية ان احد عشر شرطيا و24 من الأفراد جرحوا صباح امس الجمعة امام السفارة الجزائرية في القاهرة عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة. وجاءت التظاهرة التي بدأت مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة حسب الوزارة، بعد يومين من تأهل الجزائر لمونديال 2010 اثر مباراة في كرة القدم مع مصر جرت في الخرطوم. وقالت الوزارة في بيان ان "مجموعات من المواطنين حاولت التوجه الى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الاعلام المصرية باسلوب متحضر وملتزم اعرابا عن غضبهم واستنكارهم للاحداث المؤسفة التى اقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم". واضافت ان عددا من المتظاهرين المصريين "جنحوا الى القاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما اسفر عن اصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الافراد". واضافت ان "تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات اربعة محال ومحطة وقود واثنتي عشرة لوحة للاعلانات". وتابعت ان ذلك "اضطر قوات الشرطة لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي اعمال الشغب"، موضحة ان "التحقيق جار" في الحوادث. واوضح البيان ان "قوات الشرطة حرصت على اتاحة الفرصة لهم على مسافة تبعد عن مقر السفارة حوالى نصف كيلومتر" في التظاهرة. ووصفت الوزارة "ما تعرض له مشجعو الفريق المصري من مشجعي الفريق الجزائري" بانه "اعمال اجرامية وغير متحضرة"، داعية المصريين في الوقت نفسه الى "الالتزام بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم". كما دعت المحتجين الى "الا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لاثارة اعمال الشغب او تحقيق اهداف خاصة". وبدأ الاحتجاج مساء الخميس في شارع يؤدي الى السفارة. وعمدت شرطة مكافحة الشغب مرات عدة الى صد المتظاهرين الذين احرقوا اعلاما جزائرية ورددوا هتافات معادية للجزائر التي تأهلت الاربعاء لمباريات كأس العالم لكرة القدم في 2010. وقد دانوا "الاعتداءات المتكررة" على المشجعين المصريين من قبل المشجعين الجزائريين في الخرطوم حيث نظمت المباراة بين الخضر والفراعنة. واكد مشجعون مصريون لوكالة فرانس برس ان حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في اثناء العودة الى مطار الخرطوم بعد خسارة فريقهم 1-0 في المباراة الفاصلة. واستدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور الخميس كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات. وهذه المرة الثانية في اسبوع التي يستدعى فيها السفير عبد القادر حجار. وقد استدعي الى وزارة الخارجية الاسبوع الماضي عقب مهاجمة مشجعين جزائريين لمؤسسات ومنازل مصريين في العاصمة الجزائرية. وكانت اعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الاسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الاول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء. وبعد هذه المباراة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبا لشركة محلية تابعة لشركة اوراسكوم المصرية للاتصالات كما قاموا باعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات شركة اوراسكوم الى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.
بعد توترات سياسية بين البلدين..موسى يدعو المصريين والجزائريين الى"الهدوء"
نشر في: 20 نوفمبر, 2009: 05:01 م