معرض جديد للفنانين العراقيين لمشاهد ساحرة ولكن الكاتب زوي بيلغر يتساءل ان كانت اللوحات تشير إلى ما حدث للعراق بعد عام 2003 والغزو الأمريكي. وكتب زوي بيلغر في "الغارديان" عن رأيه في الأعمال الفنية التي ضمها المعرض، هذه المقالة أعتقد ان عنوان المعرض،
معرض جديد للفنانين العراقيين لمشاهد ساحرة ولكن الكاتب زوي بيلغر يتساءل ان كانت اللوحات تشير إلى ما حدث للعراق بعد عام 2003 والغزو الأمريكي.
وكتب زوي بيلغر في "الغارديان" عن رأيه في الأعمال الفنية التي ضمها المعرض، هذه المقالة أعتقد ان عنوان المعرض، "أهلا بكم في العراق"، فيه نوع من السخرية، في إشارة إلى العنف واليأس الذي أصاب العراق في خلال الأعوام الماضية، منذ الاحتلال الأمريكي له، عام 2003، فالعنف يزداد سوءا .وقد أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 703 أشخاص في خلال شهر واحد فقط.
ولكن غاليري مدير غاليري إكون في بيرمينهام كان جادا لتقديم ماهو جدير بالأمل للعراق، وهذه المعروضات من اللوحات عرضت أولاً في "قاعة العراق في بينالي فينيسيا في العام الماضي.
وكانت تضم هذه اللوحات، وقطعا نحتية وعددا من الأفلام والصور الفوتوغرافية وهي من مساهمات 11 فنانا عراقيا معاصرا، وقد تم نقل كل تلك المعروضات إلى غاليري "جنوب لندن" في بيكهام.
وفيما يبدي الكاتب أعجابه بالإصرار على عرض ماهو جديد وحيوي عن الحياة الثقافية في العراق، فإن هذا المعرض جعلني قلقاً، فهو معرض جميل، ولكنه لا يمت بصلة إلى الأوضاع السياسية في العراق، وهذه الأعمال ليست فناً للتعبير عن الاحتجاج، وهكذا تتواصل المناقشة، ولماذا يجب ان تكون؟ والفنانون العراقيون مثل الفنانين في كل مكان، إنهم يستمتعون بجميع الألوان و حالات وأوضاع الإنسان كافة، ولا يتوجب إثقالهم بمسؤوليات استكشاف الصراعات، ومع ذلك فان تمثيل بلد غاطس في الصراعات، والإشارة إليه تلميحاً يبدو في الحقيقة أمراً غريباً.
وقد شارك العراق في البينالي للمرة الأولى عام 2011، بعد انقطاع عنه دام 35 سنة، ووجه إليه النقد لعدم تضمنه أي رسام مايزال يعيش في البلاد، وقد تولت مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق، الإشراف على الأمر.
وقد قام جوناثن واتكينز بعمل جيد للتهيئة للجناح العراقي في بينالي 2013، إذ سافر إلى العراق ووجد هؤلاء الفنانين وكما يقول، لم يجد كياناً ثقافياً، أو مؤسسة للتشاور معها، ولهذا كان الواجب كبيراً ،وهذه الأعمال التي تعرض في إنكلترا نفذت في العراق إثر الضربات الجوية الأمريكية وحرب "الصدمة والخشية"، ولا يجد الناقد أي إحساس بالعنف في تلك اللوحات أو أثر للاحتلال.
ومن المشاركين في المعرض.
عبد الرحيم ياسر
هذا الفنان هو الاستثناء، بتقديمه مجموعة من الرسومات الكاريكاتيرية السياسية انجزها ما بين 2003-2013، وهي تضع "ديفيد شريغلي في وضع مخجل، فهذه التخطيطات بالحجر على الورق تقدم سيناريوهات تراجيدية- كوميدية عن الوضع في العراق اليوم، الأقرب إلى التراجيديا من الكوميديا، واحدى تلك الرسومات تقدم تخطيطاً لفنان يقف أمام لوحته الخشبية وأمامه صفوف لا نهاية لها من جدران إسمنتية متفجرة في مدينة بغداد، وهو منظر مخيف، يدل على كون المرء محاصراً، ولكن الفنان رسم على لوحته شجرة في أوج ازدهارها، فهل يعني هذا وهماً شخصياً أو هرباً ضرورياً؟
إن موضوع الهروب يظهر في حالات أخرى، ولوحة "الأهوار(1)"-2012 لباسم الشاكر، وهي معلقة فوق أريكة طويلة مغطاة بنسيج بوسائد من كردستان، مع نقوشاتها ذات الألوان الزاخرة الجميلة الهندسية واللوحة تبدو متميزة لعدم تحديدها الزمن.
ففي النظرة الأولى، تبدو وكأنها رسمت لتباع للسياح-تقديم صورة بسيطة عن الحياة القروية .فهناك امرأة ترتدي إيشارباً أحمر اللون، وتحمل رزمة من محصول الحصاد، وبعد فحص دقيق مقتربين من اللوحة، نجد ان ضربات الفرشاة تبدو عدوانية، فالزرع الذي ينمو هزيل ونحيل، والسماء بلون أبيض وسخ، وغيمة بلون رمادي تدفع نفسها إلى أسفل اللوحة، مهدّدة بالمطر وبالتأكيد ليست بالمطر فقط، بل بالقنابل تهبط من سماء العراق.
أزيز (2012) لحارث الهومان
في الحقيقة، إن المشهد متخيل، ذكريات عن الأهوار في جنوب العراق، عالم ماء مخضوضر حيث عاش قبل مئات الألوف من الناس معتمدين عليه للبقاء، وقد تم تجفيف مياه الأهوار في أوائل التسعينات من القرن العشرين من قبل صدام حسين، مما تسبب في انزياح جماعي من المكان إضافة إلى كارثة بيئية، قارنتها الأمم المتحدة بتشويه الغابات في الأمازون، والتي اقتلعت أشجارها من قبل بريطانيا في أعوام الخمسينات، والأهوار من الأمور الحاسمة بالنسبة لسكانها، لأنها مرتبطة بماضيها وتراثها، حيث يعتقد الباحثون المختصون بالكتاب المقدس، ان اصل جنة عدن كان هناك، فهي إذن كانت جنة دمرّت.
إن جمال هذا المعرض هو سماحه لك بالجلوس وتأمل الأعمال الماهرة والتي تكتشف ببطء معانيها، وقد تم تقسيم القاعة إلى عدد من الغرف، والتي توحي بجو محلي، وهناك مائدة مغطاة بالكتب التي تتحدث عن العراق. كما تم تقديم شاي أسود مجاناً للزوار، كما نجد في المكان مائدة طويلة لجلسات النقاش .
يقال إن المهاجرين إلى الشتات أكثر ممن يعيشون في العراق توقاً للقيام بأعمال من أجل التعبير عن مرحلة الاحتلال، قد يكون هذا الأمر صحيحاً، ولكن المعرض لم يقدم نقداً مباشراً للولايات المتحدة وحلفائها.
وعلى أي حال، هناك نقد لصدام حسين, و"صدام هنا (10-2009) هي مجموعة من الصور الفوتوغرافية لجمال بنجويني، وفي كل واحدة منها نجد عراقياً يرفع صورة بالأسود والأبيض لصدام مغطياً أو مغطية وجهها.
"بلا عنوان" (2011) لكاظم نوير
هذه السلسلة تعيد إلى الذاكرة أعمال وارهول.. وهي انتقادات لسلوك الديكتاتور وشخصيته، ولكن الكاتب (زوي بيلغر) يقول انه يراها انتقادات للغرب لفرحته بضرب العراق بالصواريخ، إن الاهتمام هنا غير موجّه للإنسان الذي يعاني في العراق، بل لإلقاء القبض وقتل الديكتاتور. وقد وجد الكاتب ان هذه الأعمال أخذت أشكالها بلاوعي أو عن وعي، فهي اليوم تعبر عن الحرب.
"أهلاً بكم في العراق" معرض يقام في غاليري ساوث لندن، لندن SE5 ويتواصل حتى الأول من حزيران.
عن: الإندبندينت
جميع التعليقات 1
Abu Semir
With pleasure we are going to visit the gallery