اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مشجعو برشلونة والريال.. غياب من الدوائر والمدارس ومشاكل عشائرية

مشجعو برشلونة والريال.. غياب من الدوائر والمدارس ومشاكل عشائرية

نشر في: 26 مارس, 2014: 09:01 م

قاسم السعيدي او البرشلوني كما يلقبونه داخل البيت او في الشارع جلس يتابع المباراة مع العائلة بجانب عمه النقيب الذي  يشجع  نادي ريال مدريد ،وعلى الرغم  من تسجيل ناديه المفضل للهدف الأول في مرمى الريال لكنه كتم فرحته في داخله ولم يقفز من

قاسم السعيدي او البرشلوني كما يلقبونه داخل البيت او في الشارع جلس يتابع المباراة مع العائلة بجانب عمه النقيب الذي  يشجع  نادي ريال مدريد ،وعلى الرغم  من تسجيل ناديه المفضل للهدف الأول في مرمى الريال لكنه كتم فرحته في داخله ولم يقفز من كرسيه ، وعلى حد قوله ليس احتراما لمشاعر عمي وإنما خشية من عصبيته وتعصبه للريال التي  قد تدفعه إلى ضربي  بأبسط  الأحوال ،او استخدام مسدسه الشخصي الذي وضعه بجانبه لكونه متعصب اعمى للفريق، وحين سجل الريال هدف التعادل كان يقفز فرحا ،وانا يملأني الغضب ولكن بصمت، ثم جاء الهدف الثاني لناديه أيضا فلم يتوانَ من إغاضتي بفرحه الهستيري ،ولكن لم تدم فرحته الى النهاية بعد ان تمكن برشلونة من تعديل النتيجة والفوز بالنهاية ،و بعد ان اصبح بحالة جنون تام وصب جام غضبه على الحكم حينها يقول السعيدي غادرت البيت خشية منه، و لأشارك أصدقائي فرحتهم بهذا النصر العظيم والمستحق.
مشاجرات وفصول عشائرية
حكاية قاسم حالة من ظاهرة تسيدت الشارع العراقي شأنها شأن الوضع الأمني والتفجيرات، وهي ظاهرة الهوس والجنون الذي سكن عقول وقلوب اغلب شرائح المجتمع في تشجيع الناديين الاسبانيين ريال مدريد او برشلونة، قصص لمشاجرات بآلات حادة وحالات قتل أدت الى الفصول العشائرية والسجون ،فضلا عن عزوف اغلب الطلبة الذين يشجعون النادي الخاسر عن جامعاتهم او مدارسهم وحتى بعض الموظفين عن دوائرهم ،خشية من الاصطدام بالطلبة او الموظفين اللذين يشجعون النادي الآخر والحال ينطبق على كلا الجنسين  وبأعمار مختلفة، الظاهرة وحكاياتها وأسباب شيوعها واستفحالها في العراق بصورة قد يتفوق بها المشجع العراقي على الإسباني نفسه جعلت من فريق المدى المكون مني والزميلين محمود رؤوف وحسين شامي يتجول في المقاهي التي يرتادها مشجعو الناديين من الطلبة والموظفين وحتى من الرجال الكبار السن.
رهان من وجبة طعام
قاسم السعيدي موظف في وزارة العلوم والتكنولوجيا (برشلوني) يروي للمدى حكايته مع معاون مدير عام دائرته الذي يشجع نادي ريال مدريد والتي حدثت أثناء المباراة الأخيرة التي كانت نتيجتها فوز برشلونه على الريال 4-3،مبينا بانه تم الرهان بينه وبين مسؤوله على النتيجة والرهان يتحمله مشجع الفريق الخاسر بالطبع ، وهو عبارة عن وجبة طعام لجميع موظفي القسم البالغ عددهم (30)موظفا وبحسب رغبة اي موظف بنوعية الطعام الذي يفضله، وعندما بدأت المباراة واستطاع الريال التقدم كان هاتف معاون المدير لا ينقطع عن الاتصال بالسعيدي ليذكره بقيمة الرهان خشية منه ان يتنازل كما يقول السعيدي، لكن بعد ان استطاع برشلونة التعادل 2-2 اتصل به السعيدي فوجد الهاتف مغلقا ولكن بعد ان أصبحت النتيجة 3-2اتصل به المعاون ليذكره وهو يتشفى به بالرهان المتفق عليه ،ولكن والكلام للسعيدي بعد ان استطاع نادي برشلونة قلب النتيجة والفوز بنتيجة 4-3اغلق الهاتف تماما وعند مطالبته بإيفاء الوعد ،قال لي انا على استعداد لتلبية طلبك وباي مطعم تريد ولكن انت وحدك وليس عزيمة للجميع فرفضت ذلك وقلت له وأمام جميع المهندسين والمهندسات نحن اتفقنا ان تكون العزيمة للجميع وليس لي فقط، وإلى يومنا هذا ولم يفِ المعاون وعده كما يقول السعيدي.
حرق فانيلة الفريق الخاسر
في مقهى البغدادي جلس رامي سعد وهو يرتدي فانيلة برشلونة و بين للمدى اعتزازه بهذا النادي ما جعله دائما يرتدي هذا الزي ،مبينا بانه ومع تشجيعه للنادي الكتلوني لكنه يعشق اللاعب رونادو كريستانو  ويحمل صورته في هاتفه لوجود ملامح شبه بينه وبين اللاعب المذكور، وبالنسبة للدوري العراقي يقول سعد انه يشجع نادي القوة الجوية ،ولكن فرحته حين تفوز برشلونة تكون اكبر من فرحته بفوز الجوية، موضحا ان جميع العائلة من مشجعي برشلونة، اما صديقه إيهاب محمد الذي كان يجلس بجانبه هو من مشجعي ريال مدريد ردا على سؤال المدى بشأن المشاكل التي تحدث بعد المباراة قال بالنسبة لي ولصديقي رامي لا توجد بيننا أية مشاكل بل نتقبل الأمر بروح رياضية ،واحيانا نتراهن على وجبة طعام او عصائر ،مضيفا ان البعض يقوم برهان غريب وهو ان يقوم مشجع الفريق الخاسر بشراء فانيلة فريقه ويعطيها لمشجع الفريق الفائز ليقوم بإحراقها حسب قوله.
أغاني برشلونية وأخرى مدريدية
إيهاب محمد بين للمدى ان العديد من الطلبة يعزفون عن الذهاب الى المدرسة خشية من تعرضهم لكلام ومزاح الطلبة من مشجعي الفريق الفائز، مؤكدا بانه في باص نوع(كيا)شاهد نقاش وجدال بعصبية  بين شابين احده برشلوني والآخر مدريدي ،وكان المشجع المدريدي يلقي باللوم على الحكم الذي كان هو السبب في خسارة الفريق، وكان الحديث يسمعه جميع الراكبين بل ان البعض شاركهم الحديث ،والسائق كان برشلونيا فرفع صوت جهاز التسجيل لأغنية هيبت البدر (برشلوني ....برشلوني......راح أغير حتى اسمي ...واكتب المدريدي خصمي ...الا أكلكم حتى دمي ...برشلوني...برشلوني) تضامنا مع صديقه بالتشجيع ،فما كان من المشجع المدريدي الا ان رفع صوت هاتفه وهو من نوع(كلاكسي) بأغنية مدريدية تقول(حبيبي مدريدي ....ويحب مدريده....وآني على شانه البرشة ....ما أريده)،وسط ضحك وابتسامة الجميع، مبينا انه يشجع نادي الزوراء واللاعب المفضل عنده مدريديا هو كرستيانو وعراقيا يونس محمود، وانه يفضل مشاهدة المباراة داخل مقهى الباشا لكونها تولد الحماسة والإثارة بين الشباب على حد وصفه.
غياب طلبة الفريق الخاسر
الطالب محمد حليم من إعدادية الشرقية اكد للمدى ان التنافس بين الشباب على تشجيع الفريقين لا ينطبق على الطلبة فقط فحتى المدرسين ينقسمون الى فريقين احدهما مدريدي والآخر برشلوني، وفي اليوم الذي تجري فيه المباراة يكون محور حديثهم هو المباراة ويتضامنون مع الطلبة اللذين يشجعون ناديهم المفضل ،وفي حالة الخسارة جميع المدرسين او الطلبة اللذين يشجعون الفريق الخاسر يقومون بإغلاق هواتفهم ، ان بعض الطلبة يضطرون الى الغياب في اليوم الثاني حتى لا يتعرضون الى كلمات التجريح من الفريق الفائز وخشية من حدوث شجار بينهم واكد حليم انه قبل المباراة بعض الطلبة يقومون بالرهان فيما بينهم، واحيانا يكون الرهان وجبة طعام او شراء ملابس وتصل احيانا الرهانات حتى بالمال، حليم  الذي يشجع نادي الشرطة ولاعبه المفضل بالسابق في نادي الريال (كاكا)أما عراقيا هو نشأت اكرم استهجن  ظاهرة الرهان بين الطلبة وخاصة اذا كانت مبالغ مادية ،لان الرياضة فن جميل والتشجيع يجب ان يكون بروح رياضية خالصة بحسب قول حليم الذي هو من عائلة جميعها تشجع الريال.
تسريحة كريستيانو وإعلام الناديين
الشاب علي صادق(18)عاما اكد بانه لا يشجع الريال او  برشلونة ومع ذلك يتابع مباريات الفريقين من اجل رؤية قصة (تسريحة) كريستانيو او تسريحة جميلة لاحد لاعبي الفريقين ،مبررا ذلك حتى يطلب من الحلاق عمل تسريحة له بنفس القصة (التسريحة) ،مؤكدا ان الكثير من الشباب يتابعون المباراة من اجل عمل قصة شعرهم بنفس تسريحة هذا اللاعب او ذاك.
عمر ثائر من مشجعي برشلونة قال ان لاعبه المفضل هو مسي ولاعبه العراقي سامال سعيد، مؤكدا للمدى انه لا يشاهد المباراة بالمقهى  ويفضل رؤيتها مع العائلة خاصة وانه لا يوجد له منافس بالبيت ،لكون شقيقه يشجع فريق مانشستر يونايتد، وانه لا يفضل رؤيتها في المقهى خشية من المشاكل التي تحدث بعد نهاية المباراة بين المشجعين.عبد الرشيد عبد الحميد(طالب جامعي) ان هذه الظاهرة لها تداعيات داخل جميع الجامعات ،كحدوث مشادات كلامية بين مشجعي الفريقيين ،بحيث يأتي العديد من مشجعي الفريق الفائز وهو يحمل علم فريقه المنتصر، مضيفا ان طلبة الفريق الخاسر غالبا ما يتغيبون عن الدوام في اليوم التالي من المباراة.
الموظفات يشجعن نادي المسؤول
الموظفة في وزارة العلوم والتكنولوجيا  التي رفضت ذكر اسمها خشية من معاون مديرها العام الذي يشجع نادي ريال مدريد لكونها تشجع نادي برشلونة تضامنا مع زوجها وأولادها ،مبينة انها تدعي أمامه بانها تشجع نادي ريال مدريد لكونه من المشجعين المتعصبين له ولا يمكن ان يمنح اي إجازة او حتى ساعات زمنية حين يعرف بان هذا الموظف او تلك الموظفة يشجعون النادي الكتلوني الا في حالات صعبة جدا، لكنه والكلام للموظفة يبالغ في دلال مشجعي النادي الملكي الذي يعلق صورته في مكتبه الخاص، لذلك تجد العديد من الموظفين والموظفات يدعون بانهم يشجعون  ناديه المفضل حتى يحصلون على الإجازة او المكافأة، مؤكدة ان العديد من الموظفات في دوائر اخرى اللواتي تعرفهن كصديقات او من الأقرباء يعانين نفس المشكلة في دوائرهن ،مبينة انها حالة غير مقبولة ويجب مراقبتها والقضاء عليها لان من المعيب والكلام للموظفة ان تتحول الرياضة الى طريق لتمييز هذا الموظف او تلك الموظفة.
ضرب احد المشجعين بالتلفزيون
ناطق هاشم  وهو من مشجعي برشلونة ولاعبه المفضل (انيستا)يقول ان جمهور الريال جمهور متعصب وهو من يخلق المشاكل ،وتراهم حين يخسروا المباراة يقومون بإثارة المشاكل وبعضهم يضطر الى غلق هاتفه والخروج من  فيسبوك نهائيا حتى يتجنبوا التعليقات الساخرة، مؤكدا ان العائلة تنقسم الى قسمين فوالدتي واخي وزوجته وانا نشجع برشلونة ،بينما البقية يشجعون الريال، وتجد أثناء المباراة كل فريق جالس على تلفزيونه بغرفته الخاصة،(وياويله وسواد ليله الذي يتجاوز على الاخر في حالة فوز اي فريق لان ضربه يصير عمل شعبي)،وبين هاشم ان جده الذي يملك صالة ألعاب ومقهى (رامي )في جسر ديالى يشجع الريال وفي حالة فوزه يقوم بإطلاق العيارات النارية ،وفي احدى المباريات التي فاز بها نادي برشلونه قام بضرب احد مشجعي فريق برشلونه بشاشة التلفزيون ،ومرة اخرى رمى احد المشجعين بالمولد وترتب على ذلك الأمر فصل عشائري دفعه لأهل المتضرر.

الاكاديمي صالح راضي: النجوم الكبار واللعب الجماعي وراء انتشار الظاهرة
وعن أسباب شيوع هذه الظاهرة وخاصة بالعراق بين للمدى  الاكاديمي والمدرب العراقي  د-صالح راضي  ان انتشارها يكمن في عدة أسباب أهمها اللعب الفردي والجماعي والوضع العام ،واقصد بالفردي هو ظهور نجوم كبار في تلك الأندية مثل رونالدو وديماريا وميسي، واللعب الجماعي من خلال المستوى العالي الذي يقدمه الفريقان والرقي بالتعامل  أثناء مباراة الكلاسيكو، مضيفا ان التعامل الحضاري والمستوى العالي يجبر اي متابع رياضي على متابعة أداء الفريقين لكونه يجد الفن والمتعة، واما الوضع العام فالقصد منه أجواء الملعب ،التشجيع الحضاري، التصوير بتقنية عالية، التعليق الراقي ،الراي الاكاديمي والدقيق في التحليل، التحكيم العادل ،وغياب تلك الأمور عن الدوري العراقي هي من جعلت هذه الشعبية للفريقين في الشارع العراقي واصبح اهتمام المواطن بهما اكثر من فريقه المفضل محليا، وبين راضي  انه لا يميل لأي فريق منهما لكنه وبحسب قوله متابع لجميع مبارياتهم  ودائما أتعاطف مع الفريق الخاسر وعلى العموم إنها ظاهرة إيجابية.
اللاعب صالح سدير: ظاهرة سلبية حين يتحول التشجيع الى تعصب أعمى
صانع ألعاب فرق الزوراء اللاعب الدولي صالح سدير اكد للمدى ان بعض المشجعين العراقيين اصبحوا اكثر من المشجعين الإسبان في تعصبهم، فالرياضة فن وذوق وكذلك التشجيع ،والذي اصبح والكلام لسدير في الشارع العراقي عبارة عن حالات شجار وصلت في بعض الأحيان الى اطلاق العيارات النارية واحيانا الى القتل وهذا الأمر لا يعقل ،موضحا ان للناديين في  اغلب الدول العربية قواعد شعبية كبيرة لكن لا يحدث فيها ما يحدث في العراق من مشاكل وحالات لا تصدق ،واصفا انه يتابع المباراة من اجل المتعة ورؤية الفن واحيانا اذا كان لديه اي عمل او ارتباط عائلي لا يشاهد المباراة، وناشد سدير جمهور الفريقين بالتحلي بالروح الرياضية والابتعاد عن التعصب الأعمى الذي لا يجلب غير الخراب للخراب للرياضة ومشجعيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram