جلال حسن ثمة مؤتمرات لاغنى لأي وزارة عنها، وان مقدار نجاحاتها يستند في احد اوجهه الى حجم تأثيره على آلية عمل هيكلية الدوائر والمؤسسات. ولا يمكن ان يتحقق من دون حضور ذوي الشأن في مناقشة وبحث وتوضيح جوانب المحاور في علاقات متوازنة تشكل علامات واضحة لمفاصل الوزارة .
 وثمة مؤتمرات لا يُرتجى منها غير نشاط تقليدي يدون في سجلات تعرض على المسؤولين بطريقة روتينية، تؤشر مقدارالصرفيات العامة من دون سبب وجيه. أمس الاول واثناء انعقاد المؤتمر الاول لمكتب المفتش العام في وزارة الموارد المائية ، وبحضور رئيس هيئة النزاهة، أجمعت البحوث التي قدمت في المؤتمر، على ان الفساد الاداري والمالي جريمة كبرى، وعمل دنيء، وسرطان في جسد الاقتصاد العراقي، وطارد للاستثمار، وعرفت " المفسد " : بأنه شخص خارج على الاجماع الوطني، ولا يحترم الدستور والقانون. وعلى الرغم من قصر ملخصات البحوث ،وقلة التوصيات العامة ، التي من شأنها ان تثبت خارطة توضيحية للمعالجات الموضوعية على المستوى العملي، الا انها تستحق الاشارة الى توطيدها، ودفعها الى ابعد المديات. إن الارتباط بالواقع يحتاج الى وسائل وستراتيجيات جديدة تلائم عراقا ديمقراطيا بقانون عسير ضد أي مفسد، ومهما كانت مكانته السياسية والاجتماعية، من اجل تأسيس بناء رصين وتشريعات متكاملة. إن قراءة سريعة للمحور القانوني للمؤتمر تكشف عن دراسات ظاهرية لمشكلة الفساد في اجهزة الدولة، وتدور في تعاريف وشروحات لبعض القوانين والقرارات المعدلة، ومطالبات بإعادة النظر ببعض التشريعات ذات الصلة بجرائم الفساد وشرعنته. وقد لا يبتعد المحور الاقتصادي كثيرا، الا انه استطاع من خلال بحوثه ان يرصد وبالتحليل مظاهر، واثار الفساد على اصعدة التنمية والاستثمار واقتراح حلول وقائية، متخذا من اسلوبي المقارنة والقياس، دليلا للتحليل فضلا عن العمليات الاحصائية كأدوات مساعدة لفهم اهداف البحوث. إن هكذا مؤتمرات لا تحقق نجاحاتها بالاعتماد على الاوليات والبحوث، فحسب، بل في الرغبة الاكيدة بالارتكاز على منطق التحرك باتجاه قضايا ملزمة للنهوض في استعادة التوازن. التوازن الذي يرشد الى اداء مهني ناجح على مستوى مفاصل الوزارة . إن مكاتب المفتشين العامين بحاجة الى دعم كبير، لاستعادة دورها وقوتها, وهذا الامر يتطلب وجود صلاحيات وستراتيجيات وخطط استنهاض شاملة، تضع بنظر الاعتبار شمول جميع الدوائر والمؤسسات، بإعادة خلق اسس بمستوى الحرص والمسؤولية ،وادراك أهمية وجودها كمكاتب قيادية في تنظيف دوائرها من المفسدين، والعابثين بمصلحة وأموال الشعب. jalalhasaan@yahoo.com