مسؤول في الحكومة الحالية ، اعتاد على استخدام مفردة “الشامل” في نهاية كل جملة من تصريحاته اليومية المتعلقة بالأوضاع في العراق ويصفها بانها ربيع والجو بديع ، ومن مقولاته التاريخية : سنشهد في الايام المقبلة نهضة تطوير شامل ، وسيتم القضاء على الإرهاب بشكل شامل ، والإعلام في العراق يتمتع بحرية تعبير شاملة ، وعلى ايقاع جرس مفردتي "الشامل والشاملة" ، اعلن المسؤول قبل ايام ان الإعلام المحلي بجميع وسائله حقق نجاحا كبيرا بفضل الدعم الشامل ، وحرص الجمهور على متابعته لقناعته بخطابه الشامل ،بوصفه ينقل الحقيقة بمهنية وحيادية ، وهدفه تقديم المعلومة للجمهور والاطلاع على قضايا تتعلق بحياته اليومية .
ابو الشامل ، جزاه الله خيرا على مواقفه الوطنية المعبرة عن حرصه على خدمة ابناء شعبه ، شغل منصبه باستحقاقه الانتخابي ، ولإيمانه بامتلاك النظام السابق اسلحة الدمارالشامل ، تبنى المفردة وجعلها علامة فارقة في خطابه الحضاري الشامل ، فصرح في اكثر من مناسبة انه يعمل على تحريم الفنون ، وفصل الإناث عن الذكور في المدارس الابتدائية ، واعتماد عقوبات رادعة بحق اصحاب محال بيع التسجيلات الغنائية ، لأنها من وجهة نظره من اعمال الشيطان تستهدف زعزعة الايمان في قلوب المؤمنين والمؤمنات.
المسؤول بوصفه زعيم تنظيم سياسي يزعم امتلاكه قاعدة شعبية ، وفي لقاء شامل مع مسؤولي عدد من فضائيات المحافظات ، بحث معهم سبل تطويرها وامكانية توسيع جمهورها ، ولاسيما ان الكثير من العاملين في تلك الفضائيات ، وعلى الرغم من منحها الأموال الطائلة ، اكدوا ان فضائياتهم لم تستطع استقطاب الجمهور المحلي ، فوضع المسؤول الشامل النقاط على الحروف ، وعلى بركة الله في غضون الايام القليلة المقبلة ستزداد نسبة المشاهدة ، ويتحقق النجاح الشامل بالانتصار على الإعلام المضاد .
فضائيات المحافظات تنفق شهريا من دون "وجع كلب " ملايين الدولارات ، ومن توفرت له فرصة متابعتها ، سيجد برامجها فقيرة لا تتوفر فيها ادنى المتطلبات الفنية ، وساعات بثها على مدى 24 ساعة مخصصة لافلام كارتون وعالم الحيوان ، اما نشراتها الإخبارية فتتناول نشاطات المسؤولين المحليين ، وجولاتهم الميدانية في الأسواق ، وتوجيهاتهم في استخدام الدهن الحر بإعداد حلاوة الدهين ، والخل المدبس بصناعة الطرشي ، والزام أصحاب محال بيع المخللات بشراء الخيار " الطعروزي " من الاسواق المحلية ، لتشجيع المزارعين على مضاعفة الانتاج ، ثم الحد من إقبال المستهلكين على شراء الخضارالمستوردة من الأردن وسوريا باستثناء الواردة من ايران ، لانها تلائم اذواق معظم العراقيين، بحسب نظرية المسؤول الشامل .
متابعة برامج فضائية محافظة تعاني منذ اكثر من ثلاثة اشهر أزمة أمنية ، وتشهد بشكل يومي مواجهات مسلحة وأحداث عنف ، تجعل المشاهدين "يلطمون على رؤوسهم" فالبرامج ليست لها علاقة بما يجري ، وفي كل يوم تعيد تقريرا عن مشروع الورار وسن الذبان ،ودبكة الجوبي على انغام المطبك ، وأطوار غناء البادية بصوت المطرب الفنان الشامل ،صكر البادية .
فضائية الورار
[post-views]
نشر في: 26 مارس, 2014: 09:01 م