بائع زهور أنيق يجلس في الجهة اليسرى لوردة بيبون في كشكه الصغيرامام مقبرة المدينة وأمام مسبحها وشارعها السياحي و متجر للنساء ومطعم للوجبات السريعة دائما يخرج لزبائنه بابتسامة تسير مثل امرأة تتأنق في نقر رؤوس أصابع قدميها على لمعة جلد
بائع زهور أنيق يجلس في الجهة اليسرى لوردة بيبون في كشكه الصغيرامام مقبرة المدينة وأمام مسبحها وشارعها السياحي و متجر للنساء ومطعم للوجبات السريعة دائما يخرج لزبائنه بابتسامة تسير مثل امرأة تتأنق في نقر رؤوس أصابع قدميها على لمعة جلد حذائها الجوزي اللامع الذي تتوسط جهته اليسرى وردة دفلى وصوت علكتها الطقاق ورنة نقر أصابعها تعزف في عود المكان يده داخل جيبه وفمه بأناقة محسودة يفتحه كما تفتح زهرة الشمس في أول الفجر وكان من أعماق جوف فمه يخرج عطرا يرش به ذاكرة الزبون وينهض شهوة إرجائه المكتظة بالماء والنار دائما ينهض من خلف طاولة تشبه طاؤوسا منفوشا بالألوان والرغبات لا احد لا يمر بل دائما يمرون مثل رجل لا تعرف سوى إنه شبح يتوارى خلف جسد طري فاقع يقترب من رجل بشارب كث ويناوله باقة ويرزمها ويبتسم بائع الزهور الشاب لأنه كتب اسما بناء على طلب الزبون لا يمت بصلة لزبونه بشارب كث مشكوك السواد ويسرع لامرأة تتلوى مثل ثعبان وتهمس له باسم زاره أمس مع زوجته ولم يطلب شيئا من الورد وهو بابتسامته مرات مثل عمود مكسور وأخرى مثل ظل فوق ماء نتن وثالثة ورابعة مثل وفي ذاكرته أسماء وأفعال تتلون ولكن تشبه ألوان الشوك يضجر أحيانا بائع الزهور الشاب من رتابة مشهده المكرر وألوان الزبائن ووجوههم التي تستبدل كل يوم ينظر ثم خلسة ومن فرط وجد يخرج خارج كشكه الصغير ينظر إلى سياج مقبرة قريبة ويكتب أمام باقة من الزهور اسم امرأة أودع تابوتها ذات فجر ولم يرسل وردة طيلة حياته باسم غيرها ودائما يبتسم أمام باقة يكررها كل يوم باسم امرأة واحدة أودعها ذات فجر خلف سياج المقبرة