منذ أول دورة لعجلة العملية السياسية في "العراق الجديد" على حد وصف المتفائلين بمستقبل الديمقراطية في بلد المليون ازمة والاضطراب الامني ، اعلنت القوى الفاعلة في الساحة بان تحالف "الشيعة مع الكرد" ستراتيجي وتاريخي ، وعلى صخرة التلاحم العربي الكردي ستندحر محاولات المتآمرين الساعين لدق الاسفين بين الطرفين ، لانهما يؤمنان بان وحدتهما هي السبيل الوحيد لتحقيق مصالح الشعب العراقي .
الاسفين اي المسمار بالحجم الكبير ، لاوجود له في تحالفات الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، لان تصريحات الساسة والزعماء والمسؤولين حرمت استخدامه ، عندما كان الوفاق والاتفاق وفي كثير من الاحيان التوافق عوامل اساسية في ترسيخ وتوطيد تبادل الثقة ، والوقوف على قاعدة صلبة من القواسم المشتركة ، لا يخترقها بسمار فولاذي ، ويعجز "الدريل الهمر " عن التاثير في القاعدة الصلبة لقوتها المستمدة من قوة تماسك الساسة والتزامهم بالدستور وتطبيقهم مواده بروح رياضية ، بعيدا عن الدوافع الطائفية والفئوية والحصول على مكاسب سياسية لصالح طرف على حساب اخر .
مراجعة تصريحات القادة السياسيين والمسؤولين على مدى اكثر من عشر سنوات ، تعطي دليلا واضحا على ان القاعدة الصلبة كانت مجرد اوهام ، فالواقع على الارض يكشف عن خلافات عميقة ، والقاعدة الصلبة اكذوبة اسهم الجميع في تسويقها بوصفها حقيقة ثابتة، والعراقيون على يقين راسخ بان القاعدة هشة وبامكان بسمار بانج واحد اختراقها ،واسقاط من يقف عليها ، بمعنى اخر انها "تختة جرك" عادة ما تكون السبب في سقوط الشخص من السقف الى الارض، وبالتعبير السياسي الانحدار نحو منزلق خطير اوالدخول في نفق مظلم ، ولا امل قريبا في وجود الضوء بنهايته .
تحالف ستراتيجي واخر تاريخي والثالث مصيري ،وكلها من اجل خدمة المصالح الوطنية ،شعارات رفعت في مواسم الوفاق والاتفاق ، وسرعان ما اختفت ، وتلاشت نتيجة بروز نزعة استبدادية لدى من يدعي بانه رجل دولة من الطراز الفريد ، فاصبح محبوب الشعب بكل فئاته ومكوناته والموجه والمرشد وصاحب نظرية جديدة في اعتماد التداول السلمي للسلطة ، فوقف وحده على القاعدة الصلبة ، وتناسى ان خطوة واحدة منه ستكفي ليكون ضحية "التختة جرك".
قبل دخول الجكليت المستورد الى الاسواق المحلية ، كانت اصابع العروس وهي نوع من الحامض حلو ، بالوان متعددة توزع بين الاطفال في مناسبات الافراح ، واثناء زيارة المراقد الدينية ، للتعبير عن الشكر في الحصول على المراد ، بولادة الابن البكر ، او كشف سحر امرأة شريرة بثت الكراهية بين رجل وزوجته ، وعادة ما تطلق النساء الهلاهل امام باب الحوائج في لحظة "طش" اصابع العروس على الرؤوس ، فليلتقطها الرجال والنساء ،ومع تذوق حلاوتها ، تنطلق التمنيات بدوام العافية والستر .
في مرحلة ما بعد اصابع العروس ، تبدو التصريحات حول التحالفات الستراتيجية ،والوقوف على قاعدة صلبة مثل الوقوف بقرب "التختة جرك " ولتفادي السقوط في المنزلق الخطير ، لابد ان يتوجه دعاة التحالفات التاريخية المصيرية الى المراقد الدينية وامام باب الحوائج ويقسمون بانهم لن يستخدموا البسامير ، ويوقعون على وثيقة شرف تلزمهم بتوزيع اصابع العروس ضمن مفردات البطاقة التموينية .
اصابع العروس
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2014: 09:01 م