لا تسأل عزيزي القارئ.. لماذا تكره حنان الفتلاوي السنة والاكراد والمسيحيين والايزيديين ومنظمات المجتمع المدني، وشباب التظاهرات ورواد اتحاد الادباء، وكل من لا يمت بصلة قرابة او " نسابة " لائتلاف دولة القانون؟ اسأل فقط عن المنافع التي حصلت عليها "معالي" النائبة منذ ان وطأت أقدامها أعتاب البرلمان.
ولانني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره ، لانعرف بالضبط العمر السياسي للنائبة الفتلاوي، ولكننا نعرف جيدا من خلال خطابها " المتشنج " أنها تنتمي الى صنف من السياسيين يصرون كل يوم على تذكيرنا بان الأزمة العراقية هي خلاف بين طوائف الشعب، وأنها معركة بين معسكر الشيعة من جانب وأعدائهم السُّنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاعت الفتلاوي بفضلها الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات، وانتجت لنا في النهاية برلمانا طائفيا وحكومة محاصصة مقيتة، وكان ظهور أمراء الطوائف بوجوههم الكالحة أول خرق للتنوع الديني والاجتماعي والثقافي الذي امتاز به العراق على مـرّ عصوره.
سيقول البعض إنه من العبث أن تتوقع من نائبة مثل الفتلاوي شتمت شباب تظاهرات شباط والصقت بهم تهم الارهاب والسرقة والشذوذ ، ان تؤسس خطابا سياسيا يرفع لواء القانون لانها مثل اشقاء لها في البرلمان يبنون "سلطاتهم" على تغييب القانون وامتهانه واحتقار عقول الناس من خلال تشبيه مقتل العشرات من ابناء هذا الشعب بأنه موازنة بين السنة والشيعة، كما أخبرتنا الزعيمة الفتلاوي التي استحضرت كل خبراتها و"فصاحتها" لتقول بالحرف الواحد: "اذا قتلوا سبعة من الشيعة أريد مقابلهم سبعة قتلى من السنة"، فالنائبة التي ظهرت على شاشات الفضائيات تصرخ في وجوه الجميع "المالكي مظلوم" وكأن لسانها قد وضع على جهاز تسجيل، يردد جملة فقيرة واحدة: إنهم لا يريدون أن يحكم العراق "شيعي" ، وهذه خدعة اخرى تريد الفتلاوي من خلالها أن توهم الناس أن المطالبة بمحاسبة الأجهزة الأمنية واستجواب الحكومة ، هي محاولة لاستهداف مكون طائفي بأكمله ، إنها حروب الطائفية.. ليس مهماً أن تتدمر الدولة ، أو تتحول مؤسساتها الأمنية إلى حراسات خاصة لمن يمنح العطايا والامتيازات.. حتى ولو كان ذلك على حساب بناء أجهزة أمنية حقيقية تحمي المواطن والمجتمع.
السيدة الفتلاوي التي جلست تحت قبة البرلمان بفضل المالكي وائتلافه، مطلوب منها أن تلعب دورا في إرسال بطاقات الوعيد والتهديد لكل من تسول له نفسه الحديث عن الخراب الذي يحل بالبلاد.
النائبة الفتلاوي هي التعبير الحيّ عن فقدان قانون يرسم العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، هي ابنة المنطق الذى تطارد به القوات الأمنية شباب التظاهرات، فالكل خائن وعميل مادام يعترض على سياسات رئيس مجلس الوزراء ويحق عليهم العقاب.
الفتلاوي ومعها رموز الطائفية السياسية دأبوا منذ اللحظات الأولى على استخدام سلاحهم الأثير في إيهام الرأي العام بأنهم يدافعون عن مظلومية طوائفهم، فيما المعركة كانت بالأساس معركة اقتسام الغنائم، وخطف الوطن، وإعلاء المصالح الشخصية على حساب مصالح الناس، وترسيخ قيم المنفعة والاستحواذ والانتهازية.
كم ضحية قُتلت بسبب خطب ساسة الطوائف ، لماذا لا ترى الفتلاوي أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الشيعة كما يواجه السُّنة، هم سياسيو الصدفة الذين عاثوا فساداً في البلاد؟ نعم الشيعة في خطر مثلما البلاد في خطر كبير، ولكن ليس على طريقة موازنة الفتلاوي، وإنما السبب الاكبر سياسيي الطوائف الذين سرقوا أحلام وآمال الناس ومعها ثرواتهم وأمنهم واستقرارهم! فماذا يعني أن يعيش ملايين الشيعة حياة تعيسة وبائسة، من أجل أن تنعم الفتلاوي ومن معها في البرلمان بالحياة الباذخة والقصور والامتيازات والمصفحات؟! البرلمان كيان وطني يجب أن يظل محايداً ولا بــدَّ أن يظل على مسافة واحدة من كل العراقيين، ومهمته توفير الطريق لسعادة كل فرد، نعم كل فرد، لا أفراد بسبب طائفتهم أو لونهم أو انتمائهم السياسي، ولا يجب أن يخضع البرلمان إلى تفسيرات أو تصورات أي جماعة ترى في نفسها أنها الأحق في الحياة من دون غيرها.
هل نبني دولة بخُطب الطائفية بعد أن سُرقت منا بشعارات الطائفية أيضا..؟
لا دولة حديثة يُقيمها نواب يستثمرون معانات الناس من أجل المناصب والمنافع!.
"موازنة" حنان الفتلاوي
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 15
محمد المالكي
التحريض على القتل جريمة بحاسب عليها القانون العراقي وكل قوانين العالم كما أعتقد وهذه النقطة لم يذكرها الأخ علي حسين!!!
علي السالم
لااعتقد ان الفتلاوي في كامل وعيها اعتقد انها مريضة او تعاني عقدة نفسية معينة والا لايمكن ان يتحدث عاقل بما تتقيأ به من كلام اقل مايقال عنه انه كلام شارع لايصدر الا من شخص...........؟ تحياتي استاذ علي ونأمل ان يبقى قلمك حادا بالحق .
خليلو...
عندما التفت الى الوراء الزمان استعيد صورا بالالاف لشباب لم يتجاوزوا مرحلة الشبيبة وقضوا نحوبهم في عهد الملكية وعهد الجمهورية الاولى التي حسبناها اول فجر سياسي في تاريخنا وعهد التتار الذين ايضا نثرتهم امريكا فوق العراق في ١٩٦٣ ثم ما حصل في السابعة من الا
ابو اثير
ألفتلاوي سيدي الكريم شخصية مركبة معقدة ولا يشفع لها حصولها على شهادة الدكتوراه في الطب لأن شخصية مثل هذا المستوى الوضيع من ألأفكار الطائفية المقيتة لاتستحق من قلمك الهادف للتطرق اليها فهي كما يعلم الشعب العراقي دخلت البرلمان عن طريق أصوات السلطان الذي غنم
عراقي انا
الفتلاوي-عضوة اتحاد نساء العراق -اصوات ناخبيها باعترافها 9 الاف صوت فقط لاغير-لذا تدافع عن ولي النعم -دولة القانون اذ لولاه لما اصبحت نائبة-وللعلم اخيها عقيد شرطة في زمن المقبور جرذ الحفرة ويشغل الان منصبا في الداخلية وتريدون منها الا تدافع عن ولي النعم و
المهداوي
سؤال؟ هل يخلو البرلمان من طائفية غير هذه الفتلاوية ابحثوا لترو عجائب الطائفية والمناطقية وهو مرض تروارثه العراقي منذ الزمن الملكي وغذاه النظام البعثي والان السراق وباعة الضمير
فادي أنس
أخواني الأعزاء, الأخ المبدع الكاتب علي حسين, بعد هذا القيء من حنان الفتلاوي أتوقع أن يصعد رصيدها الأنتخابي ولسوف تتكرم على المالكي وغيره بالأصوات الفائضه عن حاجتها في الأنتخابات المقبله. نحن شعب لاينتفع لا من تجاربه ولا من تجارب غيره من شعوب الأرض يعني (م
سليم
لو كانت الفتلاوي في اي دولة تحترم شعبها لتعرضت للمحاكمة على تصريحها الارهابي الاخير وانزل بهااقسى العقوبات لانها اطلقت دعوة للقتل على الاساس الطائفي ولانها استباحت دماء العراقيين ودفعتهم الى تبني افكار الانتقام بعيدا عن القانون بينما يحرم القانون الدول
النجف
حنان الفتلاوي تعبر عن اراء الشارع والناس البسطاء ما اشوف بكلامها اي طائفيه عكس الطرف الاخر . والانتخابات جايه ونشوف شكد تحصل اصوات.
مازن عباس
لاباس باراء الاخوة وكل يدلي بدلوه ولكن الاتتفق معي ان حنان في بعض الاحيان تمتلك من الجراْه والاقدام مالا يستطيع فعله الكثير من سياسي الصدفه من الذين تضخمت بطونهم ولم يعد باستطاعتهم رؤية حتى عوراتهم..قبل ايام شاهدت مناظره تلفزيونيه في الBBC ..اثلجت صدري
هيثم العراقي
د حنان الفتلاوي تصيب في تصريحاتها كبد الحقيقة التي لايريد اغلب النواب او السياسيين البوح بها وهي نائبة صريحة ومن غير المنطق من وجهة نظري وصفها باوصاف طائفية او غير لائقة من الكثير من خصوم العراق الجديد
حنا السكران
سالوا مرة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية عن اكبر خطأ اقترفته في حياتها قالت : جوابي عن هل يستحق ثمن الحصار موت اطفال العراق . قالت :نعم ... تقول تمنيت ان يعود الزمن للوراء ولا اقول نعم . اولبرايت كان وزيرة دولة في حالة حرب وعداء مع العراق.
وحشي
حلوة الممرودة وهذا الحجي كله حسد عيشة لانها استطاعت بناء مستقبلها لها ولابنائها لسابع ظهر في فترة قياسية جدا بينما نحن مازلنا نندب حظنا ولم نحصل على شبر في بلاد الرافدين الدينية والله نستاهل مايصير بينا لان احنا شعب لملوم انحب اليرزلنا ويطيح حظنا وياكل
عبدالكريم
وصف الاخ وحشي كان دقيقا للغايه واصاب به عمق الحقيقه
احمد
لماذا السياسين السنة امثال عتاب الدوري وحدة الجميلي ظافر العاني واسامة نجيفي يحق لهم التكلم باسم العرب السنة وتحدث عن تهميشهم المزعوم والكاذب بينما لايحق لنا ولا لبرلماينا ان يتحدثو عن الشيعة حرام عيب طائفية لماذا هذه الازدواجية فعندما تنتقدون انتقدو الجم