اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > تحديد الهوية وعلم المقاييس الحيوية

تحديد الهوية وعلم المقاييس الحيوية

نشر في: 30 مارس, 2014: 09:01 م

بغداد / المدى    لم تعد مصالح الأدلة الجنائية تكتفي ببصمات الأصابع فقط- كما كان في السابق. وإنما تستخدم اليوم آليات وتقنيات متنوعة، تطورت مع تطور العلوم. وحاليا تُستخدم بصمات كف اليد، أو مفاصل الأصابع، أو بصمة العينين، أو الأذنين، و حتى ا

بغداد / المدى 
 
لم تعد مصالح الأدلة الجنائية تكتفي ببصمات الأصابع فقط- كما كان في السابق. وإنما تستخدم اليوم آليات وتقنيات متنوعة، تطورت مع تطور العلوم. وحاليا تُستخدم بصمات كف اليد، أو مفاصل الأصابع، أو بصمة العينين، أو الأذنين، و حتى البصمة الصوتية، أو سمات الوجه. وآخر التقنيات المتطورة هي بصمة الـ DNA ، التي تناولناها في محاضرة سابقة، وشكلت بداية عصر الأمن، من خلال العلم الذي يسعى علماؤه جاهدين لوضع طرق وأساليب جديدة ومتنوعة لحماية الإنسان وحماية ممتلكاته.
لقد كانت الحماية الأمنية للممتلكات تتمثل بالقفل والمفتاح المعدني، وكانت طريقة عملية للتأمين ضد السرقة، لكن عالم الجريمة توصل لسرقة المفتاح، و تقليد المفتاح بصنع نسخة مطابقة له.
بالمقابل ، توجد حالياً كارتات مشفرة، توضع في القفل الإلكتروني لفتح الأبواب، وتستعمل في ماكينات صرف النقود بالبنوك، بعد إدخال الرقم السري.
ورغم هذا ، تمكنت عصابات اللصوص والإرهابيين، من اختراق هذه الحماية الإلكترونية.
وفي المطارات والموانئ تتم المراجعة البشرية للجوازات والتدقيق في صورها وفي الأشخاص من قبل رجال الجوازات. لكن العملية لم تكن ناجحة مئة في المئة. 
ولذا دخل "علم المقياس الحيوي" في هذه العملية ليُجنب المراجعة البشرية لجوازات السفر أو البطاقات الشخصية الأخطاء البشرية..فأتاح هذا العلم وضع البطاقة الشخصية أو الجواز داخل أجهزة إلكترونية للتدقيق فيها والتعرف علي الأشخاص الحاملين لها من خلال مقاييس وعلامات دقيقة.. فمثلا: ماكينة صرف النقود بالبنوك تتعرف علي شخصيتك قبل الضغط علي زر السحب. والهواتف تعطيك رقم الطالب وشخصيته. وبعض المصاعد الكهربائية لا تفتح أبوابها إلا بعد التعرف علي الأشخاص- من صور وجوههم، أو نبرات أصواتهم، أو عن طريق وضع بطاقة ذكية مبرمجة. 
واليوم، فان الشركات الكبرى توجه أموالها للاستثمار في تطوير وسائل الحماية والوقاية الأمنية عن طريق المقاييس الحيوية. وبفضل هذا العلم، طورت مصلحة الهجرة والأدلة الجنائية في الولايات المتحدة الأمريكية وسائل التعرف علي المتسللين للحدود، والمجرمين، والإرهابيين، وحماية أجهزة الكومبيوترات، وشبكات الإنترنت.
فما هو إذاً ، علم المقاييس الحيوية؟ 
إنه علم الأدلة الجنائية في الأجسام البشرية، بما يمتلك من وسائل التعرف علي الهوية للأشخاص تلقائيا، علي أساس الصفات الفسيولوجية، والتشريحية، الخاصة لكل شخص- بحسب " ويكيبيديا"- الموسوعة الحرة. ويمكن لأجهزة الكومبيوتر مضاهاة السمات أو مقارنتها في ثوان.وهي يمكن أن تتعرف علي هويتك من خلال ملامح الوجه أو الصوت أو هندسة اليد أو حدقة العين. 
تستخدم كل أجهزة المقاييس الحيوية (Biometrics) مجمل المبادئ العامة، وتُعالج المقاييس عبر البرمجة Programming، والتشفير Codning للسمات الفريدة لكل شخص، وتخزن في قاعدة البيانات لمضاهاتها بملامح وسمات المشتبه فيهم. 
من هنا، تعتبر نظم المعلومات InformationSystems في وسائل المقاييس الحيوية وسيلة سريعة ودقيقة. ويمكن استخدام أكثر من وسيلة بها للتعرف علي هوية الشخص 100%. وعندما توجد جريمة فالعلم وراءها بالمرصاد للكشف عن كوامنها ومرتكبيها.
والمقاييس الحيوية اليوم لا تتطلب علوما جديدة للبحث فيها. ففي الولايات المتحدة الأمريكية توجد في كل سجونها هذه الأجهزة ، وهي قادرة علي تمييز المساجين من الزائرين للسجون بسهولة وسرعة حتى لو اندسوا بينهم. وفي سجون أيرلندا وإنجلترا توجد هذه الأجهزة في السجون للتعرف علي العاملين بها بعدة طرق.
وفي بلدان كثيرة توجد ماكينات صرف النقود تتعرف علي العملاء من خلال بصمات عيونهم والتحقق من القزحية وهذه التقنية الأخيرة تستخدمها السلطات الجنائية الأمريكية منذ عام 1980 في إدارات تحقيق الشخصية ومعرفة هوية الأشخاص، ذلك لأن قزحية العين أشبه ببصمة الأصابع. فلكل شخص له بصمته اليدوية والقزحية، وتظل البصمتان مع المولود من المهد إلى اللحد، ولا تتغيران بالمرض أو الشيخوخة. وجهاز التعرف علي القزحية أرخص من جهاز الماسح لشبكية العين. وهذه الأجهزة مركبة حاليا في ماكينات صرف النقود بالبنوك في البلدان الأخرى. وهذه التقنية استخدمت في الدورة الأوليمبية بلندن للتعرف من خلالها علي هوية اللاعبين. وبصمة العين لأي شخص لا تتطابق مع أي عين لشخص آخر. حتى العين اليمني في الشخص الواحد لا تتطابق مع العين اليسرى. وبقزحية العين 266 خاصية قياسية، بعكس بصمات الأصابع التي بها 40 خاصية قياسية، للتعرف عليها. ويمكن التعرف علي بصمة العينين من خلال كاميرا علي بعد 3 أقدام وتستخدم في التعرف علي الخيول المشاركة في السباقات باليابان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram