بغداد/ المدى اعلن رئيس الجمهورية جلال طالباني عن رغبة العراق في رفع العلاقات الثنائية مع فرنسا إلى مستوى الشراكة الستراتيجية. جاء ذلك خلال زيارة الدولة إلى فرنسا الاسبوع الماضي وأجرى خلالها مباحثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين الفرنسيين،
 وأكد الطرفان طموحهما إلى علاقات شراكة ستراتيجية بين البلدين. وتعد زيارة الدولة أرقى أنواع الزيارات في العرف الدبلوماسي، كما ان زيارة الرئيس طالباني هي الأولى من هذا النوع طوال تاريخ العلاقات بين العراق وفرنسا. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الجمهورية: ان الرئيسين طالباني وساركوزي حضرا حفل توقيع عدد من الوثائق المشتركة بينها اتفاق بين وزارة الخارجية العراقية ووكالة التنمية الفرنسية ومذكرة تفاهم حول التعاون الفني العسكري بين البلدين واتفاقية ضمان وحماية الاستثمار، ووقع الوثاثق وزراء الخارجية هوشيار زيباري والدفاع عبد القادر العبيدي والمالية باقر جبر الزبيدي ورئيس هيئة الاستثمار سامي الاعرجي ونظراؤهم الفرنسيون. من جهته ألقى الرئيس الفرنسي ساركوزي خطابا اكد فيه الرغبة القوية في بدء مرحلة نوعية جديدة في العلاقات الثنائية مشدداً على نية بلاده دعم العراق في مساعيه لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء المجتمع الديمقراطي بعد ان تحرر البلد من الاستبداد. واضاف»عندما قمتُ في شهر شباط الماضي بأول زيارة من قبل رئيس دولة فرنسي إلى بغداد، إنما أردت أن أعبر عن ثقتي بالعراق الجديد وأن أقول لكل العراقيين بأن فرنسا تقف إلى جانبهم. ومنذ تلك الزيارة، جرت زيارات عديدة فرنسية وعراقية ومنها زيارة رئيس الوزراء فرانسوا قيبون، جاءت لتجسيد هذا الالتزام، وستكون هناك زيارات أخرى لاحقة». وتابع خلال عشاء الدولة الذي أقامه على شرف الرئيس طالباني:إن «إعادة إعمار العراق الحديث والديمقراطي مهمة هائلة، أولاً إعادة بناء الدولة، ويشكل الدعم من أجل إرساء دولة القانون أولوية، لقد قامت فرنسا خلال السنوات الأخيرة بتأهيل عدة مئات من القضاة ورجال الشرطة في إطار برنامج أوروبي، إذ ليست هناك تنمية دون إدارة قوية وذات كفاءة ومنصفة، وكذلك ليست هناك دولة دون جيش وفي هذا المجال ترغب فرنسا في التعاون معكم في إطار إتفاق الدفاع الذي وقعناه». واشار ساركوزي الى انه «يجب إعادة بناء النسيج الاقتصادي ويمكنكم الاعتماد على شركاتنا التي حضر عدد كبير منها معرض بغداد الدولي الذي جرى مؤخراً، من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة لبلدكم في مجال البنى التحتية والنفطية، وستواكب الوكالة الفرنسية للتنمية، بناء على طلبي، هذه الخطوة والتي ستكتمل قريباً عبر إنشاء مركز فرنسي للأعمال في بغداد». وقد زينت شوارع باريس بالأعلام العراقية طوال أيام الزيارة ونظمت احتفالات رسمية مهيبة للضيف العراقي الذي رافقت موكبه ثلة من الخيالة والدراجات النارية واصطف حرس الشرف في جميع الأماكن التي زارها. وفي اليوم الأول للزيارة جرت مباحثات رسمية بين الرئيسين العراقي والفرنسي والوفدين المرافقين في قصر الاليزيه الرئاسي، وأقيم حفل عشاء دعيت إليه نخبة من كبار رجال الدولة ووجوه المجتمع والمثقفين الفرنسيين بالإضافة إلى السفراء الأجانب المعتمدين في باريس. وفي إطار الزيارة نظم للرئيس طالباني استقبال حافل في بلدية باريس حيث ألقى كلمة في اجتماع حضرته المئات من شخصيات العاصمة الفرنسية وأبناء الجالية العراقية المقيمين هناك. واضاف البيان:ان الرئيس طالباني واعضاء الوفد العراقي اجرى جولة مباحثات مع رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الذي اقام على شرف الضيف العراقي حفل عشاء دعي إليه الوزراء وكبار رجال الدولة والسفراء الأجانب. كما أجرى الرئيس الضيف جولة مباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية (مجلس النواب) برنار اكوييه. واستمع كبار رجال الأعمال الفرنسيين باهتمام شديد إلى كلمة ألقاها الرئيس طالباني في لقاء جرى في مقر اتحاد رجال الأعمال الفرنسيين حيث شدد على أهمية توسيع الحضور الاقتصادي الفرنسي في العراق مشجعاً رجال الأعمال على المساهمة بنشاط في جميع القطاعات بما فيها النفطية والإنشائية والنقل وغيرها، وأجاب على العديد من أسئلة رجال الأعمال الذين استمعوا أيضا إلى توضيحات تفصيلية قدمها وزير المالية باقر جبر الزبيدي ورئيس هيئة الاستثمار سامي الاعرجي. وأبدى الإعلام الفرنسي اهتماماً مكثفاً بالزيارة حيث غطت جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف الزيارة تغطية واسعة وبثت ثلاث محطات تلفزيونية رئيسة مقابلات مع الرئيس طالباني. ورافق الرئيس طالباني في الزيارة وفد كبير من حكومة العراق الاتحادية ضم هوشيار زيباري وزير الخارجية وباقر جبر الزبيدي وزير المالية وعبد القادر العبيدي وزير الدفاع ورائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا ونصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وسامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار بالإضافة إلى وفد عن حكومة إقليم كردستان ضم نائب رئيس وزراء الإقليم ازاد برواري ورئيس هيئة الاستثمار هيرش محرم. وعاد رئيس الجمهورية الى العراق الخميس الماضي، بعد ان كان من المقرر أن يقوم