تبدأ غداً الحملة الدعائية للمرشحين للدورة البرلمانية المقبلة التي تعــد من الخطوات المهمة والبارزة في وضوح ملامح وشخوص أعضاء الدورة لمجلس النواب من خلال تنافس أكثـر من 10 آلاف مرشح لخوض تلك الانتخابات. 

خلال الدورة السابقة وغيرها من الحملات الاتنخابية لاختيار أعضاء مجلس المحافظات عمت فوضى الملصقات التي غطـّت الشوارع والأبنية والساحات الرئيسة فى العاصمة بغداد والمحافظات، عشرات الآلاف من الملصقات والقطع الإعلانية الكبيرة المنتشرة من قبل المرشحين و الكيانات السياسية، متنها اللغوي تضمن الكثير من الأخطاء، وكان معظمها يؤشر إلى الإصرار على معاقبة المفسدين ولا نعلـم مَن المفسد في القضية؟

عشوائية توزيع الملصقات والبوسترات الدعائية

المواطن فرج فاخر البهادلي 40 سنة كاسب أشار إلى أنه خلال الحملات الإعلانية للدورات السابقة والمتمثلة فى انتخابات مجلس النواب وغيرها عمت شوارع العاصمة بغداد والمحافظات فوضى عارمة ما أدى إلى ارتباك وعشوائية في توزيع الملصقات والبوسترات الدعائية فشكـَّل ذلك صورة غير حضارية فى بلـــد يحاول أن يرتقى إلى الأمثل .

فرج تمنى ان تكون الحملات الدعائية للسنة الحالية انموذجاً مميزاً ويعكس مدى احترام المرشحين للأنظمة والتعليمات وأن يتساوى جميع المرشحين بالمساحة الدعائية نفسها خصوصاً فى الأماكن والساحات الرئيسة في العاصمة والمدن الستراتيجية في المحافظات ، ودعا فرج المرشحين الى اعتماد الملصقات الإعلانية التي لا تسيء الى جمالية المناطق والأحياء في بغداد وبقية المدن،وان تكون واضحة الشعار المعتمد ، لا سيما أن الحملات السابقة افتقرت الى الوضوح، فبعض السياسيين كانوا في غرفة مظلمة ويعدون أن وعي المواطن غير ناضج انتخابياً وهذا الأمر مجانب للحقيقة تماماً ولا تنطلي عليه الشعارات البرّاقة وألوان الملصقات حسب قول البهادلي.

غيـاب دور الرقابة 

غني الجبوري مد ير إدارة شركة أوضح أن الترويج الإعلاني للحملة الانتخابية المقبلة سيكون كسابقاتها فوضى وملصقات ووعود كاذبة ، وهي بحقيقة الأمر هدر للمال العام و"أنا متخوف من حصول النصيب ألاكبر للدعائية لكتل وكيانات سياسية نافذة في سدة الحكم" ،مشيراً الى أن تلك الجهات هي التي ستهيمن على عمارات وجسور وشوراع بغداد والمحافظات ولا تخضع لأية معايير إعلانية أو خطة مسبقة أو ميزانية لها ثوابتها من قبل جهات رقابية تشمل محاسبتها جميع الأطراف من غير مجاملة لهذه الكتلة او تلك. 

الجبوري أبدى قلقه من غياب الدور الرقابي المهم والضروري والمتمثل بمفوضية الانتخابات لاسيما ان الكثير من المخالفين فى الدورة السابقة فُرضت عليهم غرامات مالية وهذا الأمر لم يعــد كافياً خاصة وأن تلك الأطراف تمتلك موازنات ضخمة ولا تهمها المبالغ الزهيدة التي تفرضها الجهات الرقابية ! 

 

الحملة الانتخابية تعكس صورة البرلمان الجديد

خالد عزيز 40 عاماً يعبـِّر عن أمله في تحقيق الأهداف المنشودة في انتخابات نزيهة وقد بدأت بوادر حقيقية من خلال بطاقة الناخب معرباً عن أمله، أن تكون الحملة الانتخابية المقبلة مقياساً واضحاً يعكس الصورة الحقيقية للبرلمان القادم وأهداف ونوايا المرشحين وأن تختلف عن سابقاتها من فوضى عارمة بسبب غياب دور المراقبة ومجاملة المؤسسات الحكومية.. وقد شهدت الدعايات السابقة حجز العديد من الكيانات السياسية الكتل الكونكريتية المنتشرة في الشوارع الرئيسة في العاصمة أو مقرات الأحزاب وغيرها ما ساعد في انتشار الملصقات والبوسترات والفلكسات. 

عزيز يرى أن الكـم الهائل المتوقع من هذه الدعايات هي ما تجعل المواطن يعيد التفكير الف مرة قبل الانتخاب لأن كان بإمكان المبالغ التي اُنفقت عليها تحسين مستوى الفرد العراقي في الوقت الذي يعاني فيه العديد من شرائح المجتمع الفقـر والعــوز .

 

تحديد الأماكن التي يُمنع فيها ممارسة الدعاية 

حددت أمانة بغداد والبلديات المختصة في المحافظات بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات وعبر اللوائح والأنظمة التي أُقرت للدورة الانتخابية للعام الحالي الأماكن التي يُمنع فيها ممارسة الدعاية ولصق الاعلانات الانتخابية طيلة المدة المسموح بها ويُمنع نشر أي إعلان أو برامج أو صور للمرشحين في مراكز ومحطات الاقتراع ، وعن الاتظمة الخاصة بالآثار المترتبة على مخالفة شروط الحملات الانتخابية نصت االمادة 22من قانون تنظيم الحملات الدعائية على تولي لجان الرصد المشكـَّلة في المكتب الوطني والمكاتب الانتخابية في المحافظات والتنسيق مع المديريات والدوائر البلدية لرصد المخالفات الخاصة بالحملات الانتخابية.

فيما نصت (المادة 23) للمفوضية فرض الغرامة أو حرمان مرشحي الكيان من الترشح للدورة الانتخابية بحق من يخالف هذا النظام أو قواعد سلوك الكيانات السياسية الموقعة من قبلهم، فضلآ عن اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة ، من خلال تبليغ الكيانات السياسية المخالفة للحملات الانتخابية برفع المخالفة خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أيام من تاريخ تبليغها، وفي حالة عدم امتثال هذه الجهة او تلك سيتم تغريمها ونشر إسم الكيان المخالف في وسائل الإعلام .

 

انتشار الشاشات الإعلانية الكبيرة مع بــدء الحملة

المواطن احمد نائل مهندس (35 عاماً) يرى أن الحملة الانتخابية ستكون افضل من السابق بسبب استخدام بعض الكتل السياسية أموالا طائلة لبدء الحملة ،منها انتشار ظاهرة الشاشات الكبيرة التي بدأت بالظهور في العديد من الأبنية العالية وسط المناطق الستراتيجية في العاصمة مثل المنصور وشارع السعدون بالاضافة الى شارع فلسطين و محلة الكرادة . 

نائل استغرب من وجود أكثر من 10 آلاف مرشح في عموم محافظات البلاد بضمنهم اسماء معروفة فى العملية السياسية سواء في السلطة التشريعية او التنفيذية، وهم من أصحاب النفوذ في كياناتهم السياسية ،ومن غير الممكن ، بل من المستحيل أن تردعهم أنظمة او تعليمات من ممارسة الدعاية الانتخابية التى ينوون استخدامها ،خاصة وأن الواحد منهم أنفق الملايين من العملة المحلية أو العملة الصعبة .

المجلس البلدي: نحن بانتظار تعليمات المفوضية

مدير مركز بلدي في إحدى الدوائر البلدية التابعة لأمانة بغداد رفض الكشف عن اسمه قال إنه لم ترد حتى الآن أية تعليمات بخصوص الاماكن المخصصة والشوارع التي تخصص للحملة الانتخابية والمناطق التي يُسمح فيها وضع الوسائل الإعلانية للمرشحين ، مبيناً أننا مخولين برفع أية قطعة او ملصق او غيرها من وسائل الإعلانات الخاصة في الشوارع خلال هذه الايام ،اما عن يوم غــد الذي تنطلق فيه بداية الحملة الانتخابية فليس لي أي علم بهذا الخصوص ونحن بانتظار التعليمات من المفوضية المستقلة للانتخابات .

سيف الطائي منتسب في دائرة الأحوال المدنية 33عاماً يشير أن التنافس الانتخابي حق ولكن يجب أن لا يكون على حساب حقوق الآخرين، ولا على حساب مبادىء الديمقراطية المعتمدة في بقية البلدان، ومبدأ التنافس الشريف ،مبيناً أن من المتوقع أن يشهد بـدء الحملة الانتخابية تنافساً كبيراً وستنتشر الصور والوعود للمرشحين بشعارات مكتوبة . 

سيف دعا المواطنين إلى أن يتعاملوا مع جميع الوعود والأشكال والألوان في الدعاية بشكل جانبي وأن يكون اختيارهم على حسابات دقيقة بعيداً عن كل التأثيرات ، فالقرار بيد المواطن اولا واخيرا حين يمارس عملية الاقتراع .

سيف يرى أن الإنجازات والانتكاسات ومواطن الخلل عند هذا النائب أو ذاك وما عجز عن تحقيقه في الدورة السابقة ستكون المقياس الحقيقي لحظوظه في النجاح،وكذلك في طريقة استخدامه الحملة الانتخابية للدورة الحالية، وبالتأكيد سيكون إنفاقه أكثر بكثير من المرشحين الجدد،ومن هنا لابد ان يعي المواطن الأساليب الحديثة التي تستخدم في التأثير عليه أثناء الدعاية الانتخابية .

فـرص متساوية للتنافس

وعزا الشريفي أسباب إقرار هذا النظام لإيجاد فرص متساوية للتنافس بين الكيانات السياسية والمرشحين في الانتخابات وتحقيق الشفافية في كيفية جمع الاموال وإنفاقها في الحملة الانتخابية ،فضلا عن حظر المصادر المالية غير المشروعة في تمويل الحملة الانتخابية ومحاربة شراء الأصوات واحتكار العملية الانتخابية وإفساد الانتخابات والحياة السياسية.

سرمد عبد الكريم 42 عاماً يشير أن الدعاية الانتخابية لا تؤثر كثيرا على رأي الناخب كونه قرر أن يصوِّت مسبقاً للجهة التي يراها توافق ميوله ،وإنها مجرد تعريف الناخب بأرقام القوائم وتسلسل المرشحين، والاموال التى تُصرف بشكل جنوني هي وللاسف الشديد تبين حقيقة هيمنة الكتل الكبيرة ومدى قدرتها وامكانيتها على بـذخ مبالغ طائلة من غير رقيب!