الرجل ترك العمل السياسي بعد "تفليش" الجبهة الوطنية القومية التقدمية ، وقيام الحزب الحليف كما كان يسميه بملاحقة الرفاق ، فاضطر الكثير منهم الى مغادرة العراق ،وبعضهم تعرض للاعتقال ، وصنف اخر تم إعدامهم وسلمت شهادات وفاتهم لذويهم بدون جثثهم ، اما هو فعاش صراعا نفسيا ، دفع ضريبته مع تقدم سنوات العمر بأمراض مزمنة واختيار العزلة ، واستحضار ذكريات الماضي ، وسنوات النضال ، يرويها أمام الأبناء والأحفاد عسى ان يجد فيهم من يكمل المسيرة ، في إقامة نظام اشتراكي في العراق ، في اقل تقدير على طريقة الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري ، يوم اعلن تبنيه الاشتراكية العلمية ،و سرعان ما تخلى عنها ، أثناء حضوره مؤتمر القمة في بغداد ، وعندما أهداه العراق طائرة خاصة يستخدمها في سفراته الإقليمية لتطوير علاقاته القومية مع الأشقاء العرب ، قرر الراحل بيع الطائرة في اول مطار عربي هبطت فيه.
الجبهة الوطنية برأي الرجل الذي تجاوز السبعين كانت تشبه موقف الرئيس الصومالي ، ولطالما عبر عن قلقه من انعدام استمرارها وتحقيق أهدافها ، فتعرض للنقد من رفاقه الواثقين بالجبهة والمدافعين عنها ، وإيمانا بسياسة الحزب وتوجيهاته ووصاياه بتعميق العلاقات مع الحزب الحليف ، أجَّل البوح بمخاوفه عسى ان يرى خطوة واحدة بطريق السير نحو تحقيق الاشتراكية سواء على طريقة الراحل بري او غيره .
في المقهى و مقر العمل وفي أي مكان يضم تجمعات تتحدث بالشأن السياسي ، كان الرجل مدافعا عنيدا عن تجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ، وبعض دول أوروبا الشرقية ، واعتاد على تعزيز حديثه بذكر أسماء وشواهد ، وتجارب ، وحينما يقارن احدهم وتحت تأثيرات الحرب الباردة بين سيارة الفورد الأميركي ، والمرسيدس الألماني ، والرينو الفرنسي مع المسكوفج واللادا والفولكا ، تأخذه الحماسة في الدفاع عن صناعات الدول الاشتراكية ، وانخفاض أسعارها ، لتكون بمتناول الطبقات الفقيرة ، وهي لم تصنع للبرجوازيين والأثرياء.
محاولات الرجل في تعميق العلاقات الجبهوية خرج منها بلقب "أبو لادا الشوعي " والمفردة الأخيرة خالية من حرف الياء ، وظل اللقب يلاحقه حتى بعد خراب الجبهة ، ودخول العراق في مرحلة من الاضطراب السياسي لتحقيق نظرية قيادة السلطة بالحزب الواحد الأحد ، لاشريك له على الأرض ، في تلك الأجواء المشحونة، اكثر ما كان يزعج الرجل مناداته بلقبه ، وفي احد الأيام صاحت جارتهم على ابنها "سعودي جيب الهاون من بيت ابولادا الشوعي " وفي حالة غضب ، قرر ترك المنطقة والتوجه الى أخرى، ليتخلص من لعنة اللقب ، لكنه تحت إلحاح الجيران تراجع عن القرار ، وبمرور الأيام وباندلاع الحرب بين العراق وايران ، وانشغال الجميع بأخبارها ، أصاب الذاكرة الجمعية التشويش فما عاد احد يتذكر لقب" أبو لادا الشوعي".
أما هو فظل على عادته يجمع من حديقته الزهور ليحتفل في الحادي والثلاثين من آذار في كل عام بذكرى تأسيس حزبه ، بشرب الأنخاب مع الرفاق في سنوات سابقة ثم بمفرده ، وفي هذا العام قرر الاحتفال بأداء صلاة العشاء بعشر ركعات زيادة ، وقراءة الدعاء عسى ان يحصل حزبه على تمثيل في البرلمان.
أبو لادا "الشيوعي
[post-views]
نشر في: 30 مارس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو همس الأسدي
عزيزي الكاتب .. حقيقتا لاأعرف مالذي تبغيه من المقال ؟ ولا أخفيك سرا .. فقد خرجت من قراءته خالي الوفاض !! يعني نص ردن ..وما هي مناسبةالموضوع ؟ واذا كانت الذكرى الثمانون لتأسيس حزب الشوعيين!! فقد أخطأت الهدف !! ولاأعلم للأن انت وياهم !! عليهم ؟؟؟ مع الأعت