أعلن اتحاد الغرف التجارية والصناعية لإقليم كردستان، امس الأحد، انطلاق أعمال منتدى الاستثمار في العراق والاقليم في مدينة اربيل بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وحضور أكثر من 300 شخصية اقتصادية، فيما اكد القائمون على المنتدى انه يقام في مناسبة لم يشهدها ا

أعلن اتحاد الغرف التجارية والصناعية لإقليم كردستان، امس الأحد، انطلاق أعمال منتدى الاستثمار في العراق والاقليم في مدينة اربيل بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وحضور أكثر من 300 شخصية اقتصادية، فيما اكد القائمون على المنتدى انه يقام في مناسبة لم يشهدها العراق منذ "أكثر من أربعين عاما".

وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية لإقليم كردستان دارا جليل خياط في حديث (المدى برس)، ان "عقد منتدى الاستثمار في العراق وإقليم كردستان في اربيل جاء بمناسبة عقد الاجتماع الدوري الـ 116 للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية المزمع انعقاده يوم غد (اليوم) في اربيل"، مبينا ان "هذا الاجتماع يعتبر الأول في العراق منذ أكثر أربعين عاما".
وأضاف خياط ان "عددا كبيرا من الشركات والغرف التجارية والصناعية ورجال الأعمال من 35 دولة عربية وأجنبية تشارك في المنتدى، مشيرا الى "أنهم يعملون على جذب هذه الشركات والاستثمارات إلى إقليم كردستان والعراق".
من جانبه قال أمين عام الغرف التجارية العراقية عبدالحسين رشيد، في حديث الى (المدى برس)، ان" اتحاد الغرف التجارية العراقية دأب على إقامة مثل هذه المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية داخل العراق و خارجه، واليوم اختار الاتحاد إقليم كردستان لإقامة هذا المنتدى الذي جمع أكثر من 300 شخصية اقتصادية عربية وأجنبية عراقية".
وأضاف رشيد، ان "لقاء هذه الشخصيات أكد ان العراق مازال سوقا استثماريا واعدا، وان استقرار الوضع الأمني في إقليم كردستان غير نظرة المستثمرين الذين كانوا يتخوفون من دخول العراق"، موضحا ان "حكومة الإقليم وفرت الكثير من المستلزمات لنجاح المنتدى".
من ناحيته قال نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجار و صناعة قطر محمد بن احمد الكواري ، في حديث الى (المدى برس) ان "العراق يملك ثروات هائلة من الغاز والنفط وفرص استثمارية كبيرة، اما إقليم كردستان فهو إقليم ناشئ يملك الكثير من الفرص في مجال البنى التحتية والصناعات والخدمات وكافة المجالات".
وأضاف الكواري، انه "نحن في قطر كنا ننتظر الفرصة لزيارة كردستان والعراق، وان هناك بنوكا تدعم الاستثمارات في الإقليم تنوي التواجد في كردستان من بينها البنك القطري الوطني" .
وتابع الكواري، ان "مستثمرين قطريين دخلوا العراق وان هناك قسما اخر ينتظر الفرصة للتعرف على المستثمرين و رجال الأعمال في العراق و كردستان، فكردستان تحتاج الاستثمار في كافة القطاعات وهذه فرصة للمستثمر"، مشيرا الى ان "اقليم كردستان يتمتع بالاستقرار الأمني الذي يتيح الفرصة للكثير من المستثمرين التواجد فيه".
وأكد رئيس تجمع كفاءات العراق علي الدباغ في حديث (المدى برس)، ان "المنتدى يمثل نافذة للعراق لعرض ما يحتويه هذا البلد وما يختزنه من فرص هائلة جدا في المستقبل"، مشيرا الى ان "الأزمة السياسية الحالية في العراق تقتل أية فرصة استثمار من أي مستثمر سواء أكان عراقيا او عربيا او أجنبيا".
وأضاف الدباغ، ان "المنتدى رسالة الى السياسيين بان هذا البلد يختزن هذه الفرص، لكن الخلاف السياسي بينكم يقتل البلد وكل مجال لتقدمه، وان العراق رغم جميع إمكانياته إلا انه يفتقر الى الاستثمار".
ومن جانبه ، قال رئيس هيئة السياحة في كردستان مولوي جبار، في حديث الى (المدى برس)، ان "الهيئة استعرضت التطور الذي تشهده سياحة الإقليم، ونسبة النمو الذي يتجاوز الـ 25% في كل عام، وعبر عن أمله في ان يصبح الإقليم بحلول عام 2025 إقليما سياحيا عالميا"، مبينا ان "عدد السياح الذين جاؤوا الى إقليم كردستان العام الماضي وصل الى 3 ملايين سائح".
وأضاف جبار، ان "عدد الفنادق في الإقليم وصل الى 550 فندقا ،وان قيمة الاستثمارات في السياحة بلغت العام الماضي 3 مليارات و 400 الف دولار" ،مشيرا الى ان "الاستثمار السياحي يشكل 19% من واقع الاستثمارات في كردستان".
وقالت المستشارة العامة في مصرف كردستان الدولي "سويبة محمود زنكنة" في حديث الى (المدى برس)، ان "هذا النوع من المنتديات يعد أفضل طريقة لجمع المستثمرين وتكوين الشراكة بين المستثمر العراقي والمستثمر الأجنبي، وهي فرصة لكي يعرف الاستثمار الأجنبي ان هناك منطقة آمنة في العراق وهي اقليم كردستان التي تضم الكثير من الاستثمارات، وتكون جسرا رئيسيا الى بغداد ومناطق العراق الأخرى"،
وأضافت زنكنة ان "الخدمات المصرفية تعتبر العمود الفقري لنجاح الاستثمار في العراق، مبينة ان العراق يفتقر الى الخدمات المصرفية".
وكانت هيئة الاستثمار في اقليم كردستان أعلنت، في (30 تشرين الأول 2013)، أن حجم الاستثمار في الاقليم بلغ أكثر من 31 مليار دولار، واكدت أن عدد المشاريع الاستثمارية وصل إلى 607 مشاريع، وفي حين أشارت الى أن نسبة الاستثمار في قطاعات السكن والصناعة والسياحة بلغت 81%"، لفتت إلى أن تركيا والامارات هما في مقدمة الدول المستثمرة في الاقليم.
وكانت 625 شركة عالمية تنتمي لـــ27 دولة بدأت، في (29 تشرين الأول 2013)، بعرض منتجاتها المختلفة ضمن معرض (بروجكت العراق) المتخصص بشؤون البناء والإعمار والطاقة في أربيل وسط تأكيدات على أهمية السوق العراقية وحاجتها للانفتاح على الصناعات العالمية في المرحلة المقبلة مع إشادة بالتسهيلات التي تحصل عليها هذه الشركات حالياً في إقليم كردستان والأجواء المناسبة للعمل فيه.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني أكد، في (28 تشرين الأول 2013)، أن "الويلات والخراب" التي طالت الإقليم جعلته "يعرف جيداً" قيمة إعمار الوطن، وفي حين عد أن إقامة "أكبر" برج قائم بذاته في العالم، دليل جديد على أهمية كردستان وسيجعل من أربيل "قوة اقتصادية كبيرة"، دعا شباب الإقليم إلى العمل في القطاع الخاص، والشركات لإيلاء "الأولوية والأفضلية" لمواطني الإقليم بالتوظيف، وحذر منفذي مشاريع السكن من مواجهة "عقوبات مشددة" في حال عدم الالتزام بالمواصفات النوعية لتحقيق أرباح "غير شرعية"، وكشف عن تراجع مستوى الفقر في الإقليم إلى ثلاثة ونصف بالمئة.
يذكر أن مدن إقليم كردستان، تستقطب الكثير من رجال الأعمال العرب والأجانب والشركات الاستثمارية، وأنها شهدت نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة على مدى السنوات التي أعقبت سقوط النظم العراقي السابق.