TOP

جريدة المدى > عام > سها الملائكة فـي جلسة استذكارية..مقترح تسمية عام 2015 بعام نازك الملائكة

سها الملائكة فـي جلسة استذكارية..مقترح تسمية عام 2015 بعام نازك الملائكة

نشر في: 31 مارس, 2014: 09:01 م

مفاجآت عديدة حدثت في الجلسة الاستذكارية للشاعرة الرائدة نازك الملائكة التي أقيمت في المركز البغدادي الثقافي .. أولى المفاجآت كانت حضور السيدة سها شقيقة نازك الملائكة في أول محفل إعلامي علني بعد أن التزمت عائلة نازك برمتها عدم الظهور في الإعلام سواء ف

مفاجآت عديدة حدثت في الجلسة الاستذكارية للشاعرة الرائدة نازك الملائكة التي أقيمت في المركز البغدادي الثقافي .. أولى المفاجآت كانت حضور السيدة سها شقيقة نازك الملائكة في أول محفل إعلامي علني بعد أن التزمت عائلة نازك برمتها
عدم الظهور في الإعلام سواء في حياة نازك أو بعد وفاتها عام 2007 .
المفاجأة الثانية أطلقها الناقد علي الفواز حين طالب اتحاد الأدباء والكتاب في العراق بجعل عام 2015 عاماً لنازك الملائكة مثلما اختار اتحاد الأدباء والكتاب العرب عام 2014 ليكون عاماً للسياب. وقد لاقت الفكرة استحساناً من الحاضرين .كما أيد الفكرة الناقد فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق .
المفاجأة الثالثة كانت الحوار الذي جرى بين السياب ونازك في منزلها حول الريادة الشعرية لقصيدة (الكوليرا أو هل كان حباً) ,كما كشفته سها شقيقة نازك .المفاجأة الرابعة كانت عرض الدكتور عبد الرضا علي لدفتر صغير بخط يد نازك كتبته عن أختها سها!
• قدم للأصبوحة الاستذكارية الناقد علي الفواز فقال:-
- يشرفنا أن تكون السيدة سها شقيقة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة بيننا للاحتفال برائدة الشعر نازك ،تلك الشاعرة الرمز التي  يرتبط  اسمها بالتاريخ مثلما يرتبط بالتأسيس ,وكلا الأمرين يمثلان لنا حراكاً فاعلاً على مستوى السؤال الثقافي الذي نسعى لتكريسه في حياتنا الثقافية. الملائكة ليست شاعرة عابرة في هذا التاريخ بل هي واحدة من الذين أسسوا لملامح التجديد في الشعرية العراقية والعربية.
• ثم تحدثت سها شقيقة الشاعرة نازك الملائكة فقالت :-
- كانت نازك هادئة وتتأمل كثيراً ولا تسمح لأحد بأن يدخل إلى غرفتها . وكانت تضع لافتة صغيرة على غرفتها (مشغولة لا تقاطعني رجاءً) حين تدخل في تأملها مع الشعر. وكانت تحبني كثيراً وكتبت عني قصيدة. ومع ذلك أذكر يوماً كنت معها في غرفتها لكني خرجت لسبب ما وعدت بعد برهة فوجدتها قد وضعت اللافتة, لكني مع ذلك دخلت عليها ,ولأنها تحبني كثيراً لم تزعل مني  ، وأخذتني من يدي وقالت(ماقرأت اللافتة في الباب)؟! مع نظرة عتاب شديدة .فخجلت منها كثيراً . و هي لم تمدح أو تهجُ أحداً طوال حياتها .. وأذكر أن أحد الأقارب زارنا في بيتنا فقال لها :أرجو أن تهجيني بقصيدة ،فردت :أنا لم أهجُ أحداً في حياتي, فكيف أهجوك أنت بالذات! لكنه ظل يصرعلى ذلك في كل زيارة فدخلت إلى غرفتها وظلت تبحث في ديواني الفرزدق وجرير لعدة أيام فاستغربنا .. بعد خروجها قالت لضيفنا :لقد وجدت ما يفرحك في الهجاء ،لكنها طلبت منه ألا يغضب أو يزعل .ثم قالت:- شعراً فيه كلمات هجاء ،لكنها غير مستخدمة في زماننا هذا بحيث لم نفهم معنى الهجاء الذي قالته! وبذلك تخلصت من الإحراج.
كما كانت نازك محوراً للجلسات التي تقام في البيت أو بيوت الآخرين .كذلك كانت خجولة وقليلة الحديث وتحب الموسيقى . وكنا معاً نسمع الموسيقى الكلاسيكية لجايكوفسكي وبيتهوفن وباخ. وتتحدث لي عن هؤلاء الموسيقيين العظماء كما تحدثني عن السمفونية التاسعة. وكذلك تعرف الكثير عن تفاصيل حياتهم .والسمفونية السادسة كانت تقول لها ثلاثة أسماء هي الحزينة والمشؤومة إضافة إلى السادسة أن كل عازف كان يدير الفرقة التي تعزف المقطوعة المشؤومة يتوقف ويموت بعدها! لذلك قررت عدم الاحتفاظ بأسطوانة المشؤومة. وقد نظمت نازك قصيدة عنها. وقصيدتها الكوليرا هي أول محاولة في الشعر الحر بالعراق ودليلي هو في 20/10/1947 كان هناك مجلس أدبي قرب بيتنا حين كنا في مصر و كانت تتألم لأن مرض الكوليرا قتل المصريين وكتبت قصيدتها .ثم نظمت قصيدة أخرى وقصيدة ثالثة  أكثر نضجا هي الكوليرا التي رأتها متكاملة ومعبرة عن الحديث ثم أرسلتها إلى بيروت ونشرت القصيدة . وأذكر زارنا الشاعر الكبير بدر شاكر السياب في بيتنا وتحدثنا عن القصيدة . فقال ان قراءتي للقصيدة تتحدد بحركة أصابعي أي يكتب الشعر بأصابعه كما يقول .وقرأ قصيدته هل كان حباً التي اعتبرت أول قصيدة في الشعر الحر لأنه لم ينشر القصيدة قبل نازك, فردت عليه متى نشرت القصيدة؟ فرد السياب أنا كتبت القصيدة لكني لم أنشرها فقالت له ولماذا لم تنشرها ؟ فقال انه أرسلها إلى مصر ولم تنشر..
الناقد فاضل ثامر قال:-
- نحتفل بنازك وكأنها بيننا اليوم ولا أشعر بأنها صارت تراثاً بل تعيش في ضمائرنا دائماً و هي جزء من الماضي الحي. ونجحت بأن تردم الفجوة بين الماضي والحاضر. شاعرة مؤثرة هي  ومنجزها . وبخصوص الريادة لم تحسم بشكل نهائي ،لأننا لا نعتقد أن قضية الريادة تحسب بنشر أول قصيدة أو أيهم أسبق في النشر بل هي تعبير عن حركة شعرية ثقافية ظهرت في العراق وانتقلت إلى العالم العربي تعبيراً عن حاجة ثقافية للمجتمع العراقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

رواية "لتمت يا حبيبي".. إثارة مشاعر القارئ وخلخلة مزاجه

مقالات ذات صلة

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي
عام

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

د. نادية هناويإنَّ الإبداع أمر عام لا يختص بأدب دون أدب ولا يكون لأمة بعينها دون غيرها كما لا يؤثر فيه تفوق مادي أو تقدم حضاري، بل الآداب تأخذ وتعطي ولا يهم إن كان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram