انطلق مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة من إمارة الشارقة في العاشر من كانون الثاني ولغاية الثامن منه للعام 2014 وبأشراف الهيئة العربية للمسرح والتي كانت المؤسسة والراعية لهذا الحراك الثقافي والفني الذي يعنى بالظاهرة المسرحية والذي أثبتت من خلال د

انطلق مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة من إمارة الشارقة في العاشر من كانون الثاني ولغاية الثامن منه للعام 2014 وبأشراف الهيئة العربية للمسرح والتي كانت المؤسسة والراعية لهذا الحراك الثقافي والفني الذي يعنى بالظاهرة المسرحية والذي أثبتت من خلال دوراتها الست ان المهرجان تظاهرة ثقافية وفنية مليئة بالغنى والجدة وباعثة للأمل والفرح في مسرح عربي متطور ومؤثر في المقبل من الأيام , فقد تميزت هذه الدورة بفعالياتها العديدة والمتنوعة بدءا من عروض التنافس على جائزة الشيخ القاسمي والتي تم   اختيارها بعناية ودقة من خلال لجنة متخصصة تولت مهمة مشاهدة العروض المشاركة وفرز الصالح منها و الملائم لتوجهات المهرجان على المستوى الفني والفكري والجمالي وكذلك العروض الموازية وقد التفتت الهيئة في هذه الدورة  إلى تكريم عدد من كتاب المسرح في الوطن العربي فكان ان جمعت نخبة طيبة منهم من مصر والعراق وسوريا والأردن والجزائر والمغرب والسودان وتونس ولبنان والبحرين والإمارات والكويت وقطر. واحتفت بهذه الأسماء التي أسست وفعلت الحراك المسرحي في بلدانهم من خلال نصوصهم المسرحية باعتبار ان المسرح منذ ان ابتكره الإغريق ورسخوه كان يعتمد النص المكتوب الحامل للأفكار والقيم والمؤرخ لمرحلة من تأريخ الأوطان التي يتمثلها سواء أكان كتب بالفصحى أم اللهجة المحلية. ولعل الذي أثار الاستغراب وبعث الأسئلة هو خلو المجموعة المختارة من الكتاب من وجود كاتبة مسرحية وهن يحسبن على عدد أصابع اليد في الوطن العربي وبعضهن يتواصلن بالعمل والكتابة والعطاء الثقافي فهل كان برأي الهيئة ان الإبداع تجنيس يقتصر على الذكور أم هو إغفال غير مقصود ؟ الإجابة عند القائمين على إدارة الهيئة العربية للمسرح لكنا لابد وان نذكر ان الإبداع عقل خلاق ورؤية واعية للحياة لا تتوقف عند الرجل بل هي موجودة عند كلا الجنسين يبلورها الوعي ويقدمها الدأب  وتجليها المعرفة والخبرة . وإذا كانت الهيئة العربية للمسرح قد غيبت دور المرأة الكاتبة وهي التي  خصصت هذه الدورة لتكريم كتاب المسرح في الوطن العربي ، فالذي نطمح إليه ان تكون الدورة القادمة فيها التفاتة لهذا الجانب الاحتفائي بالعنصر النسوي في مجال الكتابة المسرحية . إذ ان الهيئة العربية للمسرح الآن تؤسس وتبني تقاليد جديدة في خارطة المشهد المسرحي العربي .  ولم يتوقف عمل الهيئة عند هذه الفعاليات بل إنها خصصت ملتقيات فكرية اهتمت بالتجربة المسرحية العربية على مستوى الكتابة النصية وكذلك بالتجارب الإخراجية الإماراتية فكان ان أضاءت هذه الجوانب وعرفت بهذه الأسماء والأنشطة من خلال البحوث والدراسات التي قدمها أساتذة من دولة الإمارات ومختصون عرب تم تكليفهم بها مسبقا وتجلى أيضا وفاء الهيئة العربية للمسرح وهي التي كانت إمارة الشارقة المنطلق والمرتكز الأساس في انبعاثها في أنها كرمت واحدا من أعمدة الفن المسرحي في دولة الإمارات العربية هو الفنان محمد عبدالله الذي عرفته الشارقة فنانا مسرحيا وإذاعيا مميزا وكانت المحبة والرعاية جلية وفيها إجماع للاحتفاء بهذه الشخصية الفنية الرصينة . وكان للهيئة العربية للمسرح في هذه الدورة موقف مؤثر في أنها خصصت ضمن دورتها الحالية ملتقى للفنانين العرب المغتربين كي يلتقوا ويتحاوروا ويخرجوا بمقترحات وتوصيات فيها ثراء وغنى ليس فقط لفعاليات الهيئة العربية للمسرح بل للحركة المسرحية العربية التي تسعى الهيئة جاهدة لتطويرها وانتشارها عالميا عبر التعريف ووسائل الاتصال الحديثة،إذ ان بث فعاليات هذه الدورة من على مواقع التواصل الاجتماعي المهمة كان له تأثير كبير في الترويج لأهمية المسرح العربي جماليا وإنسانيا من خلال طروحاته ورؤاه واشتغالاته  ولم يتوقف نشاط الهيئة عند هذا الحد بل إنها أعلنت في ختام فعالياتها أنها ستتخذ من المغرب العربي مركزا لانطلاق مهرجانها القادم في دورته الثامنة وانها سوف تؤكد على أهمية وضرورة دعم المسرح المدرسي في دولة المغرب العربي لما يشكله المسرح من ضرورة ثقافية وتربوية للتوعية والتثقيف ورغم كل ما يبذل من قبل الهيئة العربية للمسرح من نشاط واجتهاد ،فما زال لدينا العديد من الاستفسارات والطروحات التي نجدها مهمة وفاعلة لمنح الحركة المسرحية في الوطن العربي زخمها وديناميكيتها، لذا فإن للكلام تتمة.