عندما يطرق مسامعنا أسم (أبو الهيل) يتبادر إلى أذهاننا فريق الطلبة ومسيرته في الدوري العراقي وجمهوره الأنيق والشخصيات الرياضية التي تخرجت من هذا النادي أسوة بالأندية الرياضية الأخرى، لكن ما يميز المدرب عبد الوهاب أبو الهيل عن أقرانه ممن نالوا شرف قيادة كرة الأنيق على مرّ المواسم أنه استطاع اختزال الزمن بصورة ملفتة للنظر ونال ثناء الجميع من محبي الفريق الطلابي وغيرهم من المتابعين لما قدمه هذا المدرب الذي يُعد أصغر مدرب في الدوري العراقي.
أبو الهيل اسم على مسمّى فقد أضاف هذا الاسم نكهة راقية على أداء هذا الفريق الذي أطربنا منذ القِدَم بأدائه عندما كان يقوده عمالقة الكرة العراقية أمثال يحيى علوان وجمال علي وحسين سعيد وعدنان درجال وحبيب جعفر وعلاء كاظم وعبد الوهاب أبو الهيل يوم صال وجال بكرة الطلبة وقاده إلى منصات التتويج قبل أن يحترف اللعب خارج العراق ويبدع في ذلك ، لنراه اليوم يرتدي بدلة التدريب ويُعيد الطلبة إلى أناقته التي عُرف بها من قبل ليطرب محبيه الذين تغنوا باسمه عندما انتخى بكل ثقة ووقف أمام إدارة النادي التي عجزت واستسلمت لسوء الحظ الذي رافق أداء فريقها في الموسم الماضي بعد أن أصبح فريقها قاب قوسين أو أدنى من الهبوط الى الدرجة الأولى في سابقة خطيرة لم تشهدها ملاعبنا من قبل ، ليأتي اليوم أبو الهيل ويقول كلمة بملء فمه: إنه مدرب من طراز الكبار وإنه سار على خطى من سبقوه ونجحوا بتدريب هذا الفريق ، بعد أن كان القلق يساور العديد من محبيه وحتى إدارة النادي التي توجست قبل منحه الثقة كاملة، لكنه كان على موعد مع الإنجاز ليخطف الأضواء ممن سبقوه في مجال المهنة ويتفوق على نفسه بعد أن تفوق على الجميع، فالطلبة خاض 15 مباراة تمكن من تحقيق الفوز في 8 منها وتعادل في 3 وخسر 4 مباريات وجميعها كانت أمام فرق لها شأن كالشرطة وأربيل وبغداد فضلاً عن الميناء الذي خسر أمامه في البصرة.
كل المعطيات لم تكن تفصح عن مهارة وكفاءة وقدرة (أبو الهيل) الذي نجح لاعباً قبل أن ينجح مدرباً حاله كحال العديد من اللاعبين البارزين الذين فشلوا في استعادة ألقهم في مضمار التدريب لكنه انبرى ليفرز لنا حالة فريدة من نوعها خصوصاً أن الجيل التسعيني لم يُظهر لنا لاعباً متألقاً ومدرباً ناجحاً ليكون أبو الهيل أنموذجاً حيـاً لما قدمه لكرة الطلبة بصورة خاصة والكرة العراقية بصورة عامة، بعد أن استطاع قيادة الأنيق هذا الموسم ليقف في المركز الأول برصيد 27 نقطة مشاركاً فريقي أربيل وبغداد بالرصيد نفسه من النقاط، عسى أن تحمل لنا المرحلة الثانية بشائر خيـر لهذا المدرب الذي أتوقع له مستقبلاً زاهراً في قيادة المنتخبات الوطنية على اختلاف فئاتها ، متمنياً من اتحاد الكرة أن يرعى (أبو الهيل) ويقدم له الدعم المعنوي بزجه في دورات تدريبية متقدمة عسى أن نحظى بمدرب قدير للمستقبل لاسيما إن صغر سِنـِّه يساعده للارتقاء بالمهنة في مجال اللعبة.
أبو الهيل.. نكهة الأنيق
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2014: 09:01 م