انتشار صور ولافتات المرشحين للانتخابات التشريعية، حفز قريحة الكثير من البغداديين على إطلاق تعليقاتهم ، ونكاتهم البريئة ، أثناء تنقلهم بواسطة "الكيات" من أحيائهم إلى مركز العاصمة ، فالرحلة الطويلة، والتعرض للزحام نتيجة انتشار السيطرات ، وإجراءات التفتيش ، تتطلب الكثير من الوقت ، والمرشح المحظوظ صاحب الصورة القريبة من السيطرة ، يكون عرضة للتعليقات اكثر من غيره ، من ركاب الكيا ،وحين تصادفهم صورة مرشحة ، ينبه احد الركاب الآخرين بان صاحبة الصورة تستحق ان تمثل دورا في احد أفلام الرعب ، فيما يذهب الخيال بسائق السيارة ويقول انه شاهد المرشحة في فيلم الرسالة تمثل دور امرأة تحشد المشركين على قتل المؤمنين حتى حلول موعد الصمت الانتخابي ، سيكون البغداديون مضطرين لمشاهدة الفيلم الصباحي بطولة مرشحين ، معظم صورهم تمت معالجتها بتقنيات إلكترونية ، ولاسيما بتصغير الأنوف ، وإزالة المطبات بالوجه ، وآثار الجروح القديمة ، فرئيس القائمة الأصلع ، ظهر يحمل "بكلة" كبيرة تعلو جبهته العريضة الموشومة بعلامة السجود ،ورئيس القائمة الآخر ، وضع صورته مرتديا اليشماغ والعكال مع مرشحي قائمته ،لاعتقاده بانه اصبح رمزا وطنيا ، وسيحصد أصوات أبناء العشائر لجهوده الجبارة فيمنحهم الدور المناسب في بناء الدولة العراقية ، أما المرشحة التي فشلت في الحصول على عشرة أصوات في الانتخابات السابقة ، فبدت وكأنها أجرت عملية تجميل في لبنان، واستطاعت ان تعيد سنوات عمرها إلى الوراء ، وابتسامتها الخجولة تعبر عن جمال الروح ، فنافست نجوم الفضائيات العربية من مذيعات ومقدمات برامج بالجاذبية والرقة والنضارة .
تعليقات البغداديين الصباحية ،تتطرق في كثير من الأحيان إلى البحث عن المرشحة الأجمل لتؤدي دور البطولة في فيلم "المرشحة الحسناء" وأصحاب التعليقات لديهم الاستعداد الكامل لمنحها أصواتهم ، وسيحشدون جهودهم ويتحركون على الأقارب والمعارف، لحثهم على انتخابها ، ولهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، فوصولها إلى البرلمان قد يمهد لها الطريق لتكون مرشحة الكتلة الأكبر ، وطبقا للدستور سيكلفها رئيس الجمهورية المقبل بتشكيل الحكومة ، وتصبح أول امرأة ، تشغل منصب رئيس الوزراء في العراق .
فرصة تحقيق أمنية البغداديين في العثور على المرشحة الحسناء، لتحمل لقب دولة الرئيس بعيدة المنال ، وسط هذا العدد الكبير من المرشحين المخضرمين ، خاضوا الانتخابات السابقة التشريعية والمحلية ، ولم يسعفهم الحظ في نيل مبتغاهم ، فترى احدهم يتنقل بين القوائم ، ويحاول ان يستفيد من نفوذ زعمائها ، وحين يفشل في الحصول على عشرات الأصوات، يتهم الولايات المتحدة وقوات الاحتلال بمنح شخصيات غير معروفة حق تصدر المشهد السياسي ، ونموذج هذا المرشح حاضر في كل القوائم ، وكان عليه ان يتحرك على الحدادين وأصحاب البسطيات لينال أصواتهم ، لأنهم استخدموا في الانتخابات السابقة صوره ولافتاته، في صنع مظلات وضعت على" الستوتات" و"عرباين" بيع الغاز .
المرشّحة الحسناء
[post-views]
نشر في: 4 إبريل, 2014: 09:01 م