شكّلت الدورة الحالية من معرض أربيل للكتاب نقطة تطور ملحوظة في عدد ونوعية الإصدارات الإنكليزية وسجلت تنافسا واضحا بين وكلاء دور النشر المشهورة المتواجدة في أنحاء العالم والولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص ،فيما أعرب طلبة ومتخصصون عن سعادتهم للحصو
شكّلت الدورة الحالية من معرض أربيل للكتاب نقطة تطور ملحوظة في عدد ونوعية الإصدارات الإنكليزية وسجلت تنافسا واضحا بين وكلاء دور النشر المشهورة المتواجدة في أنحاء العالم والولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص ،فيما أعرب طلبة ومتخصصون عن سعادتهم للحصول على عناوين وتخصصات لم يكونوا يسمعون بها إلا عن طريق شبكة الإنترنيت .
وتتوزع في أروقة معرض أربيل العديد من الأجنحة المتخصصة بالمصادر الإنكليزية ولكن يمكننا ان نختار من يشارك للمرة الأولى في المعرض وهي دار مورينا الأردنية الوكيلة لإصدارات أكثر من تسع دور نشر أمريكية وأوروبية وتستقبلنا جنيدا العلي التي تؤكد في بداية حديثها ان سماع الأخبار ليس مثل مشاهدتها وهو ما جربته حين كانت تسمع بنجاح معرض أربيل ولكنها اليوم تلمسه بنفسها بعد التردد الذي انتابها بشأن المشاركة .
وتقول العلي في حديث إلى (المدى) إن تخصصي بالإصدارات الإنكليزية جعلني متخوفة في الوهلة الأولى من المشاركة ،ولكن الأمر اختلف تماماً حيث هناك إقبال وطلب على الكتاب الإنكليزي في معظم التخصصات ولكن تبقى الاختصاصات الطبية والهندسية هي في المرتبة الأولى حيث يبحث أساتذة وطلاب كليات الطب والهندسة عن هذه التخصصات التي لا يمكن ان تتوفر إلا لدى الوكلاء الأصليين .وتضيف العلي ان مشاركتها الحالية اقتصرت على الكتب الطبية بمختلف اختصاصاتها ،مبينة ان ممثلين عن جامعات في أغلب المحافظات العراقية زاروا جناح مورينا واطلعوا على الإصدارات الجديدة وخصوصاً في مجالات الجراحة والتمريض وأبدوا رغبة في التعامل معنا و اقتناء إصدارات الدور التي نمثلها في المعرض .
وإلى جانب الطب فإن الهندسة هي أيضاً من الاختصاصات المرغوبة جداً في حين تعدها مسؤولة جناح (انساكلوميديا) اللبنانية أسماء حبال من أسرع العلوم والاختصاصات تطوراً وتقدما حيث تشهد بشكل يكاد يكون يوميا ظهور مؤلفات ومراجع ومصادر لكبار المؤلفين في هذا المجال مما يجعل هذا النوع من الكتب رائجا ومطلوبا جداً من الأكاديميين سواء كانوا أساتذة أو طلبة إضافة إلى أصحاب المشاريع والمقاولين .
وتوضح حبال في حديث إلى (المدى) ان شركتهم هي الوكيل الحصري في المنطقة لدور مثل (تانغ ارت) الإسبانية و(دامدي) الألمانية و (فوينكس) البريطانية وهي جميعاً دور بارزة في مجال المؤلفات الهندسية ،ولا يمكن لأي مهندس أو صاحب أعمال واسعة في هذا المجال ان يستغني عن هذه المؤلفات.
وعن المجالات الجديدة في التخصص الهندسي تلفت حبال إلى ان التوجه العالمي يسير نحو تخصص واكتشافات البناء الذي يعد صديقا للبيئة ويراعي الشروط الواجب توفرها من اجل المحافظة على البيئة والاعتناء بها إضافة إلى اختصاص التنظيم المدني الذي هو بمثابة التخطيط الأساسي للمدن والتجمعات البشرية من حيث توفير أفضل شروط الحياة وأكثرها فائدة في خلق البيئة المناسبة لعيش الإنسان .
وتتابع حبال :أن توسع المجال الهندسي بشكل كبير دعا دور النشر والمؤلفين إلى مراعاة التخصص بشكل اكبر في العمل ويمكنك الآن ان تجد كتابا خاصا ببناء البيوت السكنية وآخر عن تشييد المدارس أو البنوك أو المجمعات التجارية وغيرها من أنواع المؤسسات أو الأبنية بما يضمن أعلى معايير الجودة والإتقان .
وتعرب حبال عن سعادتها بالجمهور الواسع من الزبائن الذين يقصدون جناح شركة (انساكلوميديا) والذين اصبحوا زبائن دائميين منذ سنوات وهو امر دفعها إلى العمل خلال زيارتها الحالية إلى كردستان ان تعمل بشكل جاد من اجل افتتاح فرع لهم في أربيل يتولى مهمة توزيع الكتب على مختلف المحافظات العراقية ، لافتة إلى أنها خطوة لم تكن تفكر فيها لولا قوة السوق العراقي والطلب الكبير على المصادر التي تتخصص بها.
ولم تقتصر الإصدارات الإنكليزية على الكتب بمختلف أنواعها وإنما هناك الإصدارات الصوتية التي تميزت بها دار (بوك ستي) الوكيلة لدور بريطانية أبرزها (مايكروهيل و ويلي ) البريطانيتان حيث يؤكد المشرف على جناحها محمد عبدالستار توفر مئات الإسطوانات في مختلف الاختصاصات والعلوم ولكن الطلب الأكبر على تعلم اللغات وفي مقدمتها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية .
ويوضح عبد الستار في حديث إلى (المدى) أنهم يعملون على توفير كل موضوع بأكثر من منهج وأسلوب ،فمثلاً تعلم اللغة الإنكليزية يمكنك الحصول عليه بأسلوب ومناهج جامعة أكسفورد أو كامبريدج وكذلك الحال بالنسبة لباقي اللغات أو الاختصاصات .
وعن مدى تأثر عملهم بأساليب القرصنة والنسخ غير القانوني يرى عبدالستار ان هذا العمل كان ذا تأثير كبير في الماضي ولكن في الوقت الحالي بدأ يضعف بسبب إقبال الزبائن على اقتناء النسخ الأصلية التي توفر ميزات الضمان ،ومنها الإرجاع والاستبدال في حال وجود مشاكل إضافة إلى الجودة العالية المتوفرة في المنتج الأصلي ،وهناك أيضا توجه الشركات الكبيرة التي بدأت بالجمع بين المادة الأصلية والسعر المناسب وهي معادلة بدأت بالتقليل نوعاً ما من أعمال القرصنة والنسخ غير القانوني.
وعن هذه النقطة بالتحديد يتحدث هيوا إبراهيم نيابة عن مجموعة من أصدقائه (طلاب مرحلة ثانية في جامعة هولير الطبية) والذين كانوا يتجولون في أروقة المعرض حيث يؤكد ان المميز في الدورة الحالية هو وجود كتب علمية ذات أسعار مناسبة يمكن لمعظم الطلبة تقريباً اقتناؤها دون اللجوء إلى استعارة الكتب أو تصوير جزء منها كما معتاد لدى أغلب طلبة الجامعات.
ويضيف إبراهيم في حديث إلى (المدى) ان الشركات أو الدور الهندية هي الأكثر استخداماً لهذا الأسلوب حيث وفرت العشرات من العناوين العلمية المهمة والنادرة وجعلتها في متناول الجميع وهو ما يكسر الصورة النمطية التي كانت تصور طلبة الكليات الطبية أو الهندسية فقط من أولاد العوائل الغنية والمترفة .