TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سيرة" زرزور"

سيرة" زرزور"

نشر في: 6 إبريل, 2014: 09:01 م

في الدورة التشريعية السابقة ،  قدم عراقيون كانوا اسرى في ايران شكاوى تتضمن مزاعم بتعرضهم  للتعذيب   على يد شخصيات عراقية معروفة ، شغلت بعد العام 2003 مواقع ومناصب رسمية ، ومنهم من اصبح وزيرا  والآخر مستشارا ، فيما  تولى اخر  رئاسة منظمة مدنية ، وكعادة  البرلمان في الابتعاد عن النظر  بالقضايا المثيرة للخلاف السياسي تجاهل الموضوع ،  ويبدو انه  لا يريد البحث في   "الدفاتر العتيكة "  بضغط من المفلسين ،ولاسيما ان مزاعم المتعرضين للتعذيب  بحاجة الى تشكيل لجنة مختصة،  تضم  أعضاء من  جميع الكتل النيابية  وبما يضمن تمثيل المكونات الاجتماعية ليتسنى لها التوصل  الى حقيقة الأمر  الخطير بالغ الحساسية .
ملف الأسرى العراقيين في ايران اغلق منذ زمن ، وفتحه في الوقت الحاضر  ومع قرب إجراء الانتخابات التشريعية ، يعني  شن حملة تسقيط سياسي  ضد مرشحين بارزين  في قوائم كبيرة فضلا عن ذلك فان البحث في "الدفاتر العتيكة"  أسلوب يلجأ اليه  المفلسون للظفر بمكاسب شخصية ، مع استعدادهم للتنازل مقابل حصولهم  على   "خرجية "  تكفي  لتغطية نفقات شهر واحد .
في زمن النظام السابق أصدرت وزارة الإعلام  روايات  ومجاميع قصصية  وشعرية لمؤلفين عاشوا تجربة الأسر ،  لكن احد الأسرى المعروف عنه بين زملائه بانه  نشر أعماله  في مطبوعات محلية قبل التعرض للأسر ،  رفض الكتابة ضمن مشروع الوزارة ، وفضل ان يدون تجربته  بعيدا  عما يعرف بتأثيرات الإعلام الموجه والخضوع لسلطة الرقيب ، لرغبته فيان يكون كتابه استعراضا   لتفاصيل أحداث مر بها مع آخرين ، بوصفهم ضحايا حرب لأناقة لهم فيها و لا جمل .
الكاتب كان قد تولى مهمة إيصال الشكاوى الى البرلمان السابق ، وحفزه  اطلاعه عليها على إضافة أحداث جديدة لمشروع روايته ،  واثار انتباهه  دور شخص  اطلق عليه الأسر بلقب زرزور  كان  يتولى إقامة حفلات  التعذيب ، وكشفت  الأوراق عن أسماء ، غير صالحة للنشر في الوقت الحاضر ، ومغامرة  ذكرها   تعني  الدخول في مشكلة  تحفز الشياطين على طرد ما تبقى من الملائكة في الأرض العراقية .
 الكاتب المقيم حاليا في احدى ضواحي العاصمة  أعاد ترتيب مسودة روايته ،  فحذف أحداثا وأضاف أخرى  فرضتها شخصية   زرزور  وما تركه في ذاكرة ضحاياه ،  ودوره في العراق بعد الغزو الأميركي بملاحقة  إعلاميين وكتاب وضباط وأساتذة جامعيين، رفضوا الانتماء الى تنظيم سياسي بزعامة زرزور الرئيس الحالي  لقائمة انتخابية كبيرة.
المقربون من الكاتب نصحوه بالابتعاد عن تناول شخصيات معروفة بروايته ،  وتأجيل نشرها لحين القضاء نهائيا على الميليشيات الخارجة عن القانون ، لأنه سيكون ضحية  كغيره ،ويسجل ضمن قتلى" قائمة فلول النظام السابق من أعداء العملية السياسية " وليس من المستبعد وهو يسكن في ضاحية غربي بغداد ان يعتقل بتهمة أربعة إرهاب ، ثم  يجبر وتحت ضغط التعذيب،  على الإدلاء باعترافات على شاشة  فضائية زرزور.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram