اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أحياؤنا بعيدة عن الواقع والشروع بإعمارها نسج من الخيال!

أحياؤنا بعيدة عن الواقع والشروع بإعمارها نسج من الخيال!

نشر في: 6 إبريل, 2014: 09:01 م

 لابد أن تكثف الجهود لإعمارها واستحداث ابنيتها التي ستنهار في يوم ما، هذا ما قاله  الحاج موفق جبر من منطقة الفضل وأضاف  لـ"المدى" انه لا يمكن تبديل الواقع الذي نعيشه إلا من خلال إيفاء المسؤولين عن هذه المناطق بوعودهم التي دائما ما نسمع

 لابد أن تكثف الجهود لإعمارها واستحداث ابنيتها التي ستنهار في يوم ما، هذا ما قاله  الحاج موفق جبر من منطقة الفضل وأضاف  لـ"المدى" انه لا يمكن تبديل الواقع الذي نعيشه إلا من خلال إيفاء المسؤولين عن هذه المناطق بوعودهم التي دائما ما نسمعها من خلال التصريحات الإعلامية فقط، نحن نعيش في منطقة تنعدم فيها الكثير من الخدمات والمزايا التي من الأجدر أن تكون هي أساس ولبنة هذه المناطق، كنا في السابق نعاني واستبشرنا خيراً بعد العام 2003 إلا أن بشرانا عادت أدراجها عندما لم نشاهد أي تغيير واضح المعالم كنا نطمح بتنفيذه
 نحتاج الى خطة حقيقية وفورية تكافح الأمراض التي تنتشر بسبب انتشار النفايات وإعادة تأهيل خطوط الكهرباء التي تتسبب في اغلب المناطق بالحرائق التي تنذر بكوارث وتأهيل البنايات والبيوت.. هذه مطالب أغلب المواطنين الذين يسكنون في هذا الحي.
 الأجدر أن تكون مناطق أثرية وحضارية لمكانتها وعراقتها
الحديث عن الخدمات يكون مميزاً و ممتعاً في بلـد ميزانته السنوية توصف دائماً بالانفجارية، إلا ان الوضع العام على الارض مختلف تماما والحقيقة أدهى وأمر من مناطق كان من الأجدر ان تكون أثرية وحضارية بامتياز إلا انها  تشكو وتعاني من أمور لا يمكن وصفها، والأهالي يعيشون يوميا بين ركام الحديد والترسبات الناتجة عن مياه شبكات الصرف الصحي، وأبنية متهالكة على وشك الانهيار، قد يتساءل القارىء: هل نتكلم عن بغداد؟ والإجابة تأتي مدوية من قبل الواقع نعم عني يتكلمون، أحياء تجولنا فيها وصدمنا بواقعها المؤلم الذي من الأجدر ان يكون كأحياء باريسية لما لأسمها ومكانتها من عراقة وحضارة إمتدت على مدى أجيال وأجيال.
"المدى" تجولت في أحياء السباع والفضل وحافظ القاضي والكفاح وباب الشرقي واطلعت على واقعها الحزين الذي لا يسر إطلاقاً.
مناطق مهملة تؤثر
على سمعة البلاد
علي مؤمل حارس لمرآب السيارات في منطقة الكفاح دعا الجهات المختصة الى جعل هذه المناطق أثرية بامتياز لكونها تحمل في طياتها تاريخ الثورات والحكايات والقصص التي لن يكل او يمل منها أحد، وبالتالي فإن تركها وعدم رعايتها او إعمارها يؤثر سلباً على سمعة البلاد والمسؤولين، فنحن نمتلك الشارع الذي يزوره المثقفون من اغلب بلدان العالم ألا وهو شارع المتنبي ولدينا من الأمور ما تجلعنا نصل الى القمة إلا أننا لن نسلك طريق القمة الا اذا حققنا ما يحتاجه المواطن البسيط، فأغلب الأحياء المجاورة يعاني أهلها من الفقر والحرمان والإهمال التي لم تكن وليدة اليوم او البارحة، بل عبر سنوات خلت، وايضا اكثر هذه المناطق المهمة اندثرت وبدأت تتلاشي بسبب الزحف التجاري والصناعي عليها ، لذا نجد أغلب تلك المناطق يسودها طابق العمل الصناعي والتجاري الذي اذهب عنها روح الألق والحضارة
 القديمة".
مطلوب خطة واقعية بجدول زمني لتحقيق الأهداف

الشاب مجيد علاوي عامل في مطعم من منطقة السباع أكد أنه إذا لم ترسم للمنطقة خطة جذرية واقعية تطبق ضمن جدول زمني محدد فلا يمكن للمنطقة أن ترى الإعمار، اغلب مدن العالم التي نراها وبشكل يومي من خلال شاشات التلفزة والبرامج والأفلام تتمع الأحياء القديمة فيها باهتمام خاص بعكس ما موجود في بلادي، المسألة تحتاج الى وقفة حقيقية لمتابعة أحوال المنطقة لاسيما وأن جل أهاليها من شريحة الفقراء الذين لا يقوون على البناء والإعمار، الأموال والمشاريع التي نسمع عنها وبشكل يومي تجلعنا نطالب بأحقية ان يكون للمنطقة نصيب منها فالإعمار والبناء ليس فقط تعبيد الشوارع او ازالة ارصفة جيدة واستبدالها بما هو غير جيد نريد إعماراً يشمل البنايات والواجهات التي تجعل المنطقة محط انظار الجميع، معاناتي واهالي المنطقة لا تعد ولا تحصى ولكن لا يوجد لنا من نشكي اليه ويسمع حالنا وأزماتنا إلا الله".
ميزانيتنا لا توصف وأحياؤنا مليئة بالنفايات
ويشير مجيد عماد أحد اصحاب محال التصوير في الباب الشرقي ان الازمة الحقيقية التي نعيشها اليوم هي عدم وجود هيكلة حقيقية لأغلب المشاريع العمرانية التي تحدث في البلاد، ويجول في خاطري أسئلة عــدة تؤرقني ومن معي كيف لنا ونحن نمتلك من الثروات التي يعلمها الجميع ولدينا حي مليء بالنفايات وشوارع مازالت تعاني الحرمان وطرق مقطعة الأوصال ؟ اين المليارات التي تهدر سنويا كما يقول المسؤولون؟ وقفة صارمة وحقيقية لما نحتاج اليه اليوم للحفاظ على تلك المناطق من التلاشي والنسيان.. أمامي تقع أقدم منطقة ألا وهي الباب الشرقي التي تعد من اهم واعرق مناطق العاصمة التي من المفترض ان تكون جميلة مليئة بالمتنزهات والأماكن العامة إلا انها للأسف لا تمتلك الا الزحام الذي لا ينتهي والنفايات التي تنتشر في كل زقاق"!
لدينا عقول وأجيال تحمل
أرقى الأفكار
مها فؤاد مهندسة معمارية من منطقة حافظ القاضي أوضحت " اننا نمتلك العقول والكوادر البشرية التي تجعلنا نقوم بأعمال مهمة ومشاريع من شأنها إعادة البلاد الى مكانتها وشأنها الذي كانت اغلب الدول الأخرى تتحدث به، ما يحصل اليوم في العراق من عدم وجود خطة حقيقية وسكنية وعمرانية تجلعنا نتخلف عن دول كانت بالأمس مجرد بناية هنا وشارع هناك، لدينا أجيال وعقول نيرة تتخرج من أرقى الجامعات العراقية اذا ما استثمرناها بطريقة صحيحة ومنهجية فإننا بفترة قصيرة نؤسس لمشاريع تكون مدوية للعالم اجمع، بدلا من استيراد العقول والشركات غير العربية ومن بلدان تستنزف أموالنا وخيراتنا ولا تفعل ما نريده وما نطمح اليه بشكل كامل وارض الواقع الذي نعيشه خير مثال على ذلك".
لابد من جعلها مناطق أثرية تزار من الجميع
خالد القيسي مدرس تاريخ يطالب " ان تضع الجهات الحكومية ضمن اولوياتها ومشاريعها الخدمية والثقافية هذه المناطق التي تعاني أزمات كثيرة تتعلق بالبناء والإعمار والخدمات متناسين بذلك انها كانت في يوم من الايام وسنة من السنوات شاخصا وشاهدا لمواقف لن تنسى وستبقى الذاكرة الحقيقية للأجيال المقبلة، لذا الأجدر على  وزارة الثقافة ان تقوم ومن خلال وزارة الإعمار والإسكان بتشييد تلك المناطق وجعلها احياءً تزار من قبل الوافدين سواء من جنسيات عربية او أجنبية، ومتابعتها بدل تركها تطفو على بحار من الأتربة والنفايات والإهمال والصرخات التي تخرج من أهلها دون مناجاة من أحد".
مصدر للأوبئة والأمراض الخطيرة

حسام احمد طبيب عراقي لفت " أن الأوضاع التي يعيشها سكان تلك المناطق المذكور صعبة جدا ولا تحتمل لا سيما في ايام الصيف الحارة وايام الشتاء الباردة، ودائما ما نحرص من خلال المؤتمرات والندوات التي تعقدها وزارة الصحة العراقية والهيئات التابعة لها على ضرورة التوعية من مخاطر النفايات التي تنتشر في كل زقاق وترسبات شبكات الصرف الصحي وبقايا السيارات المنفجرة وأثرها المباشر على صحة الانسان السليم والتي تكون السبب المباشر بأزمات صحية لا يمكن غض الطرف عنها، لاسيما في المناطق الأكثر فقرا وشعبية في البلاد والتي تكون أشبه بمركز مهم ورئيس لانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة التي يراد لها ان تختفي من الجذور وباسرع وقت ممكن".
مشاريع  بطيئة رغم الامكانيات

رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة بغداد تحدث لـ"المدى" لدينا جملة من المشاريع التي نخطط لتنفيذها في جميع مناطق العاصمة بغداد، أهالي بغداد يستحقون منا الكثير والكثير ونعلم أن معاناة بعض المناطق كبيرة جدا الا اننا الان شبه متوقفين بسبب عدم إقرار الموازنة العامة للبلاد والتي تجعلنا نتأخر كثيرا من انجاز الكثير من الأمور التي كانت من المفترض ان تنفذ ومنذ بداية العام، مشاريع تسير ببطء إلا أننا لدينا الامكانيات الكافية لإقامة المزيد منها، وستكون لنا وقفة مهمة وحقيقية لمقاضاة ومحاسبة اغلب الشركات التي تتلكأ في انجاز مهامها او التي تخلفت عن ما أبرمته معنا ومحاسبتها بالطرق القانونية لكي لا يكون هناك دافع لبقية الشركات بإهمال أعمالها الموكلة اليها ولأي سبب كان".
أمانة بغداد.. عالجنا المناطق القديمة بطرق مختلفة لتجنب إنهيارها
قال حكيم عبد الزهرة المتحدث الرسمي لأمانة بغداد لـ" المدى" نحن وخلال السنة الماضية كان هناك اهتمام واضح في بعض المناطق القديمة المذكورة من خلال وضع مادة المقرنص الخاصة بالأرصفة وإجراء اللازم من الامور التي تستطيع ملاكات أمانة بغداد تأدية عملها، لكن من الصعوبة ان نقوم بتجديد شبكات الصرف الصحي بأكملها او شبكات انابيب المياه وذلك لان المنطقة عمرها قديم جداً بالتالي اذا ما استبدلناها فإن غالبية البيوت ستسقط، ولكن عالجناها من خلال الطرق في هذه الأزقة واعتقد أن معظم المحلات في الفضل والباب الشرقي والشيخ عمر والدهانة ومناطق جهة الرصافة وايضا جهة الكرخ موجودة فيها أماكن قديمة الا ان الارضية جديدة، دخلنا على سوق الاضرملي مجدداً وسوق آخر في منطقة الكسرة وأسواق أخرى قديمة سيجدد في المستقبل وآخر سوق دخلنا اليه هو سوق الصفافير سنجدد الارضية فيها قريبا إلا ان هناك أبنية تاريخية و تراثية لاسيما المنطقة المحصورة بين شارع الرشيد ونهر دجلة.
واضاف عبد الزهرة "ان هذه الازقة لا تعالج بشكل سريع ، بل تحتاج الى مشروع ونحن نعمل عليه منذ سنوات وأنجزنا منه الجزء الاول لتطوير المنطقة المحصورة بين الباب الشرقي والباب المعظم وتم انجاز جزء منه وهي المنطقة المحصورة بين باب المعظم الى جسر الشهداء الذي يتضمن المتنبي والقشلة والسراي التي تضم اهم البنايات التراثية.. ما ذكر من مشاريع في هذه المناطق أُنجز من ناحية المخططات والتصاميم ومن حيث الواجهات الا اننا اختلفنا مع الجهة والشركة التي كان من المفترض ان تقوم بالمشروع، بعدها سنقوم بإحصاء البنايات الأهلية والحكومية، وفي ما يخص النظافة فإن امانة بغداد نجحت في استقطاب شركة لتنظيف مناطق بغداد وبدأت من منطقة الكرادة بعد أن عملت الأمانة على تخصيص قطاع النظافة في العاصمة بغداد" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram