بعد أن ان كان يعلنها صريحة وواضحة: أنا وقناتي الفضائية في خدمة قائد الجمع المؤمن معمر القذافي، وبعد سيل من الخطابات الهستيرية وأغاني أم المعارك استيقظ المناضل مشعان الجبوري على كابوس مخيف فقد عُثر على ملوك الملوك مختبئا في احد أنابيب صرف القاذورات، هكذا انتهى حلم مشعان بالقضاء على الشعب الليبي ، ولم يجد مخرجا من ورطته سوى أن يبث للأمة العربية خبر جديد اكثر خفة وسرور : القائد عزة الدوري يوجه رسالة لكم، هكذا كان يدخلنا صاحب قناة الزوراء سابقا والرأي والشعب لاحقا في فصول جديدة من فصول مهزلته الإعلامية ليضفي على الأحداث طابعا ساخرا، فنحن أمام نائب سابق ومرشح حالي يعتقد انه اخر الزعماء الملهمين للامة ، ولان الرجل ظل يمثل نموذجا لمقاولي السياسة الجدد الذين تعبت الطرق من مشاويرهم ذهابا وإيابا من اجل الحصول على المال، فقد انتصر له القضاء العراقي وبادر الى تبرئته ورد الاعتبار اليه تثمينا لموقفة الشجاع وتأييده لاجراءات رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ضد كل من تسول له نفسه المطالبة بتوزيع الصلاحيات في الدولة العراقية ، بالامس اعاد لنا مشعان الجبوري رواية احدى قصصه المثيرة ففي تصريح مضحك وغريب قال الجبوري "مشروعنا قائم على تحرير العراق من الاحتلال الكردي، وهذه مهمتي الرئيسة وأولى أولوياتي تخليص العراق من بقايا الاحتلال الأمريكي "، واضاف أنه سيقوم بهذه المهمة عن طريق إنشاء إقليم للعرب مقابل للكرد في العراق ".
لسوء الحظ إن مواقع إعلامية ممولة من أحزاب وسياسيين تعج كل يوم بحروب وشحن طائفي يمثل شرارة لحرائق يصرّ البعض على إشعالها، ولسوء الحظ نقرأ كل يوم لمسؤولين كبار يدعون إلى حرب ضروس ضد إخوة لنا في الوطن، بعض هؤلاء يفعلون ذلك لأنهم متعصبون، والبعض الآخر لأنه يجهل أن عمله قد يقودنا إلى مصيبة، وآخرون يفعلون ذلك متعمدين كي يهدوا الوطن على كل من فيه. معتقدين أن تحقير الآخر والقضاء عليه أولوية تتجاوز ملفات الخدمات والإصلاح السياسي والانفلات الأمني.. كلام وخطب وشعرات اقرب إلى الهلوسة منها الى السياسة، ذلك انه في الوقت الذي يقول فيه مشعان انه سيقضي على بقايا المشروع الامريكي في العراق ، نسي او تناسى " المعونات " المليونية التي كان يحصل عليها من " الرفيق بريمر " ومازالت مواقع الانترنيت تحتفظ بصورة مشعان يبتسم لبريمر بود وحنية، وإن الذاكرة العراقية لا تزال تحتفظ بصورة مشعان الجبوري مطروداً من قبل أهالي الموصل، وتحتفظ وبشكل خاص بصورة النائب مشعان وهو يهرب ملايين الدولارات المسروقة من أموال العراقيين تحت سمع وبصر الحكومة. سيقول البعض أن حالة "مشعان" هي جزء من الإسفاف السياسي الذي يتحول إلى مسخرة، إلا ان حالة العديد من سياسيينا تبدو أشبه بالمأساة حين نسمع وننظر كيف يفكرون، ونراجع العديد من تصريحاتهم التي لا تختلف كثيرا عن مضمون الخطاب الذي يقدمه مشعان ، وإذا كان مفهوما أن تنحو ردود صاحب قناة الرأي باتجاه القذافي وأن يخرج رافعا راية نصر الزعماء التاريخيين ، فإن من غير المفهوم أن يرفع المناضل مشعان شعارات جديدة يؤيد فيها قرارات المالكي بشأن سلطة الرجل الواحد، ويتبجح بان القضاء براءة، بل واعتذر منه .
اليوم نعيش مرحلة اسفاف سياسي جديد شعارها انا ومشعان على كل من يقف في طريق تنفيذ وصايا القائد الملهم، لنجد انفسنا امام خطاب سياسي جديد اشبه بتهريج لن تجدوا له مثيلا الا في خطب ملك الملوك "القذافي" حين وصف شعبه بالجرذان ، وفي بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة التي بشرتنا منذ اليوم الاول لصولة القائد محمد انها قضت على داعش، لنكتشف بالامس فقط ان داعش قطعت الماء عنا ، وهو الامر الذي يدعونا ان نوجه سؤالا بريئا لقائد النصر المؤزر مشعان الجبوري، ترى لماذا لم يوجه قواته " المظفرة " لتخليص الفلوجة من قيضة داعش؟
والآن هل وصلنا إلى مشهد النهاية .. لنكتشف أن الدولة خطفت بالفعل.. وأن حياة الناس ومستقبلها يقررها مشعان واخوته .. وفق قواعد يراد من خلالها فرض الاستبداد والدكتاتورية باسم، العنصرية والطائفية واهازيج "يامحلا النصر بعون الله".
خفة "مشعان" التي لا تحتمل
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:02 م