TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أين مُنحة المتوفين الأبطال؟

أين مُنحة المتوفين الأبطال؟

نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:15 م

استبشرنا خيراً بقرار وزارة الشباب والرياضة الذي يقضي بمنح رواد الرياضة الأبطال ممن حققوا انجازات دولية منحة مالية سنوية تصرف لهم كل عام ليشعر هؤلاء الأبطال ممن أفنوا سني عمرهم في سوح الرياضة أن حضورهم لا زال متميزاً كما عهدناهم من قبل أبطالاً تغنت بهم الجماهير العراقية بغض النظر عن مبلغ المنحة لكن على الأقل هو شعور بالوجود وإحساس بالكيان والشأن، لا أن يبخس حقهم ويذهب جهدهم وتفانيهم وإخلاصهم للوطن هباءً منثوراً.
وأحلى ما في هذه المبادرة أنها جمعت أجيالاً من الرياضيين الأبطال ممن فرقتهم السنون ليأخذ بعضهم البعض بالأحضان قبل أن يستلموا مبلغ المنحة الذي بالتأكيد سيسد جزءاً من احتياجاتهم في هذا الزمن الصعب لاسيما أن اغلبهم يعاني أحلك الظروف كون الرياضي معروفاً انه لا يعمـِّر طويلاً في مجال لعبته التي يتخصص بها لأنه معرّض إلى الإصابة التي أبعدت الكثيرين من دون أن يحققوا جزءاً يسيراً مما كانوا يطمحون له قبل أن يدخل نظام الاحتراف الذي تميز فيه فقط لاعبو كرة القدم من دون أقرانهم.
ما أثارني وأثار العديد من زملاء المهنة وغيرهم ممن تابعوا هذه القضية هو إغفال حقوق الرياضيين الأبطال ممن فارقوا الحياة وانتقلوا إلى رحمة الله جراء تعرضهم إلى المرض أو الموت المفاجئ أو حالات أخرى نتيجة الحوادث المؤسفة ، فلا اعرف كيف سُنّ هكذا قانون يرعى الأحياء ويغفل الموتى ممن قدموا الكثير للعراق وأفنوا شبابهم في خدمة العراق على الصعيد الرياضي في جميع مجالاته؟
ولو استذكرنا الآن البعض من هذا السرب نجد أن هناك أعلاماً رياضية فارقت الحياة وتركت بصماتها تزهو على أديم ملاعبنا وقاعاتنا الرياضية ومنهم جمولي وحامد فوزي ومحمد نجيب كابان وعبد كاظم وستار خلف وناطق هاشم الذي لازال سحره وهو يداعب الساحرة المستديرة يؤجج فينا روح الحماسة لما امتلكه أبو أحمد من مهارة وخبرة فائقة في مجال كرة القدم ليترك بصماته على شباك الخصوم برغم انه كان يجيد اللعب في منطقة الوسط ، ولا يختلف عنه المرحوم عباس رحيم الذي فجع الوسط الرياضي بموته قبل عامين ليبكيه كل محبيه لما له من تأثير ايجابي في نفوسهم ، ولازال مشهد وفاة اللاعب علاء عبد الجبار شاخصاً بين أعيننا لأنه عاش أياماً صعبة جداً صارع المرض لكنه لم يتمكن من التفوق عليه ليفارق الحياة وهو في أجمل عمر. ولو ذهبنا الى مجال كرة السلة لوجدنا ان هناك اللاعب عدنان ناجي الذي قدم الكثير لهذه اللعبة وخدم منتخباتنا الوطنية وحقق معها نتائج متميزة جداً وكذلك الحال مع زميله المرحوم منذر علي شناوة ، فيما لازال المرحوم الرباع عبد الواحد عزيز يمتلك حضوراً متميزاً برغم وفاته منذ زمن بعيد.
تساؤل مشروع يفرض نفسه هو: هل يجوز إغماط حقوق هذه القافلة المتميزة بعطائها ، وكيف سينحى رياضيونا الآن منحى أولئك الأبطال بعد استشعارهم بان حقوقهم قد أبخست وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع .
مناشدة نضعها أمام أنظار المعنيين بهذا الأمر ونخص منهم وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر ليعيد النظر بتلك الكوكبة التي لن يؤثر عددها على ميزانية الدولة وان مبالغ مُنحِهِم لن تساوي قطرة في بحر من الأموال التي بُذّرت هنا وهناك جراء المشاريع التي غطت العراق من شماله إلى جنوبه خصوصاً في مجال الكهرباء التي لا زلنا نعاني منذ 11 عاما من رداءتها برغم ما صرف عليها من أموال طائلة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram