استبشرنا خيراً بقرار وزارة الشباب والرياضة الذي يقضي بمنح رواد الرياضة الأبطال ممن حققوا انجازات دولية منحة مالية سنوية تصرف لهم كل عام ليشعر هؤلاء الأبطال ممن أفنوا سني عمرهم في سوح الرياضة أن حضورهم لا زال متميزاً كما عهدناهم من قبل أبطالاً تغنت بهم الجماهير العراقية بغض النظر عن مبلغ المنحة لكن على الأقل هو شعور بالوجود وإحساس بالكيان والشأن، لا أن يبخس حقهم ويذهب جهدهم وتفانيهم وإخلاصهم للوطن هباءً منثوراً.
وأحلى ما في هذه المبادرة أنها جمعت أجيالاً من الرياضيين الأبطال ممن فرقتهم السنون ليأخذ بعضهم البعض بالأحضان قبل أن يستلموا مبلغ المنحة الذي بالتأكيد سيسد جزءاً من احتياجاتهم في هذا الزمن الصعب لاسيما أن اغلبهم يعاني أحلك الظروف كون الرياضي معروفاً انه لا يعمـِّر طويلاً في مجال لعبته التي يتخصص بها لأنه معرّض إلى الإصابة التي أبعدت الكثيرين من دون أن يحققوا جزءاً يسيراً مما كانوا يطمحون له قبل أن يدخل نظام الاحتراف الذي تميز فيه فقط لاعبو كرة القدم من دون أقرانهم.
ما أثارني وأثار العديد من زملاء المهنة وغيرهم ممن تابعوا هذه القضية هو إغفال حقوق الرياضيين الأبطال ممن فارقوا الحياة وانتقلوا إلى رحمة الله جراء تعرضهم إلى المرض أو الموت المفاجئ أو حالات أخرى نتيجة الحوادث المؤسفة ، فلا اعرف كيف سُنّ هكذا قانون يرعى الأحياء ويغفل الموتى ممن قدموا الكثير للعراق وأفنوا شبابهم في خدمة العراق على الصعيد الرياضي في جميع مجالاته؟
ولو استذكرنا الآن البعض من هذا السرب نجد أن هناك أعلاماً رياضية فارقت الحياة وتركت بصماتها تزهو على أديم ملاعبنا وقاعاتنا الرياضية ومنهم جمولي وحامد فوزي ومحمد نجيب كابان وعبد كاظم وستار خلف وناطق هاشم الذي لازال سحره وهو يداعب الساحرة المستديرة يؤجج فينا روح الحماسة لما امتلكه أبو أحمد من مهارة وخبرة فائقة في مجال كرة القدم ليترك بصماته على شباك الخصوم برغم انه كان يجيد اللعب في منطقة الوسط ، ولا يختلف عنه المرحوم عباس رحيم الذي فجع الوسط الرياضي بموته قبل عامين ليبكيه كل محبيه لما له من تأثير ايجابي في نفوسهم ، ولازال مشهد وفاة اللاعب علاء عبد الجبار شاخصاً بين أعيننا لأنه عاش أياماً صعبة جداً صارع المرض لكنه لم يتمكن من التفوق عليه ليفارق الحياة وهو في أجمل عمر. ولو ذهبنا الى مجال كرة السلة لوجدنا ان هناك اللاعب عدنان ناجي الذي قدم الكثير لهذه اللعبة وخدم منتخباتنا الوطنية وحقق معها نتائج متميزة جداً وكذلك الحال مع زميله المرحوم منذر علي شناوة ، فيما لازال المرحوم الرباع عبد الواحد عزيز يمتلك حضوراً متميزاً برغم وفاته منذ زمن بعيد.
تساؤل مشروع يفرض نفسه هو: هل يجوز إغماط حقوق هذه القافلة المتميزة بعطائها ، وكيف سينحى رياضيونا الآن منحى أولئك الأبطال بعد استشعارهم بان حقوقهم قد أبخست وضح النهار وأمام مرأى ومسمع الجميع .
مناشدة نضعها أمام أنظار المعنيين بهذا الأمر ونخص منهم وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر ليعيد النظر بتلك الكوكبة التي لن يؤثر عددها على ميزانية الدولة وان مبالغ مُنحِهِم لن تساوي قطرة في بحر من الأموال التي بُذّرت هنا وهناك جراء المشاريع التي غطت العراق من شماله إلى جنوبه خصوصاً في مجال الكهرباء التي لا زلنا نعاني منذ 11 عاما من رداءتها برغم ما صرف عليها من أموال طائلة!
أين مُنحة المتوفين الأبطال؟
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:15 م