اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بين حالات الطوارىء وازعاج المواطن!

بين حالات الطوارىء وازعاج المواطن!

نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:27 م

 أما آن الاوان لوضع حــد لمثل هذه الظاهرة أو على الأقل "تقويمها" (إن صح التعبير؟ ) تلك الحالة التي انتشرت بكثرة في شوارع العاصمة.. والعزف على (الهورنات) بصورة عامة ومنبهات سيارات الدولة بصورة خاصة أصبحت هواية، كثـُر ممارسوها فأصبح الشخص حال وقوف

 أما آن الاوان لوضع حــد لمثل هذه الظاهرة أو على الأقل "تقويمها" (إن صح التعبير؟ ) تلك الحالة التي انتشرت بكثرة في شوارع العاصمة.. والعزف على (الهورنات) بصورة عامة ومنبهات سيارات الدولة بصورة خاصة أصبحت هواية، كثـُر ممارسوها فأصبح الشخص حال وقوفه في مكان ما يمزق صفاء باله وتعكـِّر مزاجه أصوات تلك المنبهات التي تخرق مسامعه من كل مكان لهذا أصبح المواطن (والبغدادي خاصة) أسير حالة نفسية مرهقة الى درجة كبيرة لا يُحمد عقباها.. ومن المؤسف حقاً أننا نلاحظ رجل الدولة (المنتسب) يطلق الصفارة من غير وازع من خوف أو مبرر أو سبب يستوجب تشغيلها..ومما يُثير الدهشة والاستغراب هي تلك السيارات غير المنتمية لسلك الدولة وتحتوي على تلك المنبهات! والسؤال المطروح هنا أين القانون من تلك الحالات؟ أسئلة طرحناها على عدد من المواطنين من مختلف شرائح المجتمع البغدادي حول هذه الظاهرة وتباينت إجاباتهم بين مؤيـدٍ ومعارض.

العميد "سعد معن" الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد قال إن تعليمات وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد واضحة وكذلك هنالك توجيهات لدولة رئيس الوزراء بهذا الموضوع منها أن يمنع منعاً باتاً سير مواكب المسؤولين عكس الاتجاه وعدم التأثير على المواطن بالشارع وإثارة حفيظتهم باعتبار أن السيرعكس الاتجاه يعد خرقاً للقانون ويعطي صورة غير نظامية وغير حضارية لبغداد، الأمر الآخر استفزاز الصفارات للمواطن وإعطائه شعوراً وانطباعاً بعدم الراحة والطمأنينة وهذا بالتأكيد يؤثر على العلاقة بين القوات الأمنية وبين المواطن بالشارع وهناك فِرَق عمل ورصد لهذا الموضوع ويتم محاسبة الضباط او المنتسبين الذين يتصرفون بشكل غير لائق ولا يتماشى مع وضع البناء الجديد لعراق اليوم، ولكن توجد هناك أمور أو حالات استثنائية قليلة ففي بعض الأحيان تكون هناك عملية تدخل فوري مطلوبة من قوى أمنية او هناك "زحـام" في بغداد قد يؤجل او يؤخر وصول القوى الأمنية الى مكان في واجب ما، هذه الحالات الاستثنائية من الممكن ان يكون فيها استخدام بسيط وحضاري ايضاً للصفارات، فسيارات الإسعاف مخولة في استخدامها للصفارة فهو يحتاج الى ثقافة شارع، فمثلاً عندما تكون هناك دورية مسرعة فمن الممكن للسائقين إفساح المجال لها.
وعن الحالات الاستثنائية وكيفية محاسبة السيارات التي تستخدم الصفارات من غير ان يكون مناطاً بها واجب ما قال العميد معن إن قانون المرور واضح في هذا الموضوع ودوريات المرور تحاسب بشدة ويتم حجز المركبة واحياناً يتم حجز سائقها اذا استخدم الصفارة خارج نطاق الواجب ويتم فرض غرامة مالية علية، فضلاَ عن الصلاحيات الممنوحة للقوات الأمنية بمحاسبة المخالفين.
المواطن عمار حسن يقول إن الصفارات المستخدمة في سيارات الدولة هي ظاهرة مهمة وضرورية في حال لو اُستخدمت بالطريقة الصحيحة والوقت المناسب واستخدامها من اجل الأغراض التي وضعت من اجلها "وهي حالات الطوارىء" فقط. لكننا نلاحظ استخدامها العشوائي في جميع الأوقات من غير مراعاة الظروف "المجتمعية" كالذوق العام مثلاً.
أما جاسم الشريفي /ناشط مدني/ فيقول إنه في كل دول العالم يعطي القانون لسيارات الخدمات أفضلية المرور، وجهاز الإنذار هو إشارة لمستخدمي الطريق بأن يعطوا مجالاً لتلك السيارات لتمر لإغاثة مريض او جريح او حالة طارئة تستوجب وصول السيارات لموقع الحادث بأسرع وقت ممكن، وهناك بعض الدول تخصص المرور الأيسر لسيارات الطوارىء ولا يجوز التجاوز عليه إلا في الحالات الضرورية بحيث لا يؤثر في انسيابية حركة تلك العجلات.
اما في العراق فنجد أن أصحاب الدرجات الخاصة ومواكبهم يستخدمون منبهات السيارات من غير حاجة إليها ويحاولون الإساءة للمواطنين ومستخدمي الشارع وحتى السير عكس الاتجاه من غير حساب! وكذلك أصحاب السيارات يستخدمون المنبهات من غير مبرر مثيرين لضوضاء عالية تسبب تعكير مزاج المواطن مبررين ذالك بضيق ممرات السير وشدة الزحام.
يروي الأستاذ الجامعي خليل ابراهيم حكايته مع خروقات سيارات الدولة ومواكب المسؤولين للنظام المروري فيقول "حينما كنت في عمل صحفي مررت بتقاطع السنك وحالما فُتح السير لنا وشاهدنا الضوء الأخضر للمصابيح (الترفك لايت) انطلقت بسرعة لمغادرة التقاطع باتجاه جسر السنك وإذا بي أُفاجأ بسيارة صالون يستقلها أحد كبار الضباط وهو قادم من السايد الآخر بالرغم من وجود إشارة حمراء بالنسبة له وكدت أصدمه ويحصل حادث لولا إرادة الخالق.
ويضيف: لا أعرف كيف يحصل في البلــد نظام ما دام بعض المسؤولين والقيادات لا تلتزم بالنظام وما حدث لي ليس حالة استثنائية وإنما مشهد يتكرر يومياً؟
المواطن "رسول كريم" يرى أن انعدام الرقابة القانونية أدى الى استخدام الصفارات في المكان غير المناسب، إذ نلاحظ استخدامها بالقرب من المدارس والمستشفيات من غير الأخذ بنظر الحسبان حرمة المكان وقدسيته. إضافة إلى أن انعدام تعاون المواطن مع سيارات الخدمات أدى الى استخدام الصفارات بشكل مفرط.
أما الطبيب علاء علي فيؤكد أن عدم وجود رقابة مشددة من قبل مؤسسات الدولة يتيح استخدام العجلات الحكومية بشكل غير صحيح وإطلاق صفارات الإنذار بشكل عشوائي يؤدي الى الإساءة الى الذوق العام ويكون تأثيرها سلبياً على المواطن في الشارع والأماكن العامة. 
وأشار "علي" في كلامه إلى أن هذه الأمور تخلق جواً من الإرباك والفزع ، لذلك يجب استخدامها في حالات الطوارىء فقط بحيث لا يكون هناك خلط لدى المواطن بين تلك الحالات الطارئة والاستخدام العشوائي لتلك المنبهات.
أما سيفي القيسي /صحفي/ فأوضح انها ظاهرة تترك أثراً سلبياً في المواطن فضلاَ عن خلق حاجز نفسي بينه وبين رجل الدولة المتمثل بالشرطي والجندي وسائقي سيارات الإسعاف.
ولأن العراق يمر بظروف أمنية استثنائية وعدم السيطرة على تحركات عجلات دوائر الدولة المهمة نجد قيام بعض المنتسبين بتصرفات غير لائقة منها القيام بإطلاق اللافتات الضوئية وصفارات الإنذار من غير مبرر مما يسبب الإرباك والهلع عند المواطن في الشارع!
وأضاف "القيسي" نتمنى ان يكون إطلاق الصفارة من قبل المنتسبين في الحالات الضرورية والقصوى وضرورة محاسبة المخالفين لتعليمات استخدام الصفارات.
فيما قال الدكتور إياد كريم /رئيس قسم الفلسفة في جامعة واسط "لا نرتكب خطاً ، بل إثماً كبيراً اذا عمدنا الى النظر في قضية او حالة اجتماعية بمعزل عن المشهد الاجتماعي ككل يؤثر بعضه في بعض ويتأثر بعضه ببعض.. وأقصد أننا يجب أن ندرس الحالة وفق المنهج التكاملي الذي يرفض النظرة الأحادية بمعنى النظر بعين واحدة من زاوية واحدة" وبناءً على ما تقدم أقول "دعنا لا نتوقع ان تكون حلقة نقية تلألأت في سلسلة كلها تعاني من الصدأ، فالمشهد الاجتماعي العراقي العام يعاني درجة من المرض تتطلب إعادة إعمار الإنسان العراقي داخلياً (قيمياً) وإعادة بناء وعيه على اُسس صحيحة انطلاقاً من درجة الصِّفر فلم تعد الصعقة الكهربائية كافية لإعادة الحياة الى مثل هذه المنظمومة القديمة (المتهرئة).. وهذا يتطلب وقتاً طويلاً قد يستغرق عهوداً (في حالة التفاؤل) لأن إعادة بناء الوعي أعقد وأصعب عمليات الإعمار، لذا فإن حالة الضجيج وأصوات سيارات الدولة التي تخدش السمع والذوق والهدوء وتمزِّق صفاء البال الذي يحتاجه كل إنسان، لا يختلف في إثرها السيء اثنان.. هذا في المدن التي كتب الله لإنسانها ان يعيش كإنسان اما في بلدنا (وبغدادنا بالذات) فالأمر مختلف.. أصبحنا نفتقد الضجيج في حالة عدم حدوثه ونفتقد السيطرات اذا لم تؤخرنا عن عملنا ساعات، بل وصلت المأساة وهي هنا (ملهاة) أننا نفتقد الموت فيقول أحدنا: أمس لم تحدث انفجارات، فأهلاً بالضجيج إذا لم يقترن بموت الإنسان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Rose Al kinany

    الله يكون بعون المواطن شيحمل حتة يحمل عاش قلمك المقال متعوب عليه وان شاء الله يوصل صوتك وصوت.كل موطنشىريف ك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram