ربما يكون صاحب جناح التراث والأنتيكات في معرض أربيل الدولي خالص يونس من أكثر الشخصيات التي يصعب عليك الحديث معها أثناء ساعات المعرض لانشغاله المستمر مع زبائن جناحه ومحبي الأعمال التراثية الذين هم في ذات الوقت أصدقاء وزبائن دائميون له سواء في الجناح أو متحفه المصغر المعروف لدى معظم أهالي أربيل وزائريها .

ومع أن مساحة الجناح الذي يشغله يونس لا يتجاوز أبعاده الـ 12 مربعاً إلا أنه يبدو أكبر من هذا بسبب حجم البضاعة المتوزعة على جميع الرفوف والمناضد والأرضية التي تتنوع بين الأفرشة والأنتيكات الخشبية والمعدنية والسبح والسيوف والخناجر والمجسمات الصغيرة التي تمثل معالم جغرافية شهيرة وعدد كبير من الأكسسوارات الفلكلورية المكملة للأزياء الكردية وغيرها من الملابس التراثية سواء كانت الرجالية منها او النسائية وأعمال مصنوعة من جلود الحيوانات المختلفة بالإضافة الى مجموعة كببرة من اللوحات الفنية التي تصوّر جوانب من الحياة وطبيعة كردستان.

ويتخصص يونس بجمع وبيع وشراء كل انواع التحفيات والأنتيكات ويحرص على حضور جميع الفعاليات والمناسبات الثقافية في اربيل ومنها معرض اربيل الذي شارك في جميع الدورات السابقة ويعرف اغلب المهتمين عناوين محاله الثلاثة المختصة بالأنتيكات والموزعة على مختلف مناطق اربيل حيث يعد محل أنتيك القلعة هو الأشهر ويتوسط قلعة اربيل بالإضافة الى محلين هما أنتيك هولير وأنتيك الوان وقاعة خاصة بالمناسبات تتوزع في جوانبها مجموعة من التحفيات النفيسة .

ولا يقتصر حب الأنتيكات والتراث على جنسية او قومية معينة ويمتلك يونس الذي يجيد عــدداً كبيراً من اللغات زبائن كورد و أجانب وآخرين عرباً من محبي اقتناء الملابس والأدوات والأكسسوارات المستخدمة في المجتمع الكردي .

ويحرص معظم هؤلاء الزبائن على شراء هدايا وتذكارات لأقربائهم وأصدقائهم في مناطقهم التي قدموا منها الى اقليم كردستان وتترواح أسعار تلك الهدايا المعروضة في جناح التراث الكردي بين ألف دينار لبعض الحُلي المقلدة الخاصة بالأطفال وأخرى يصل سعرها الى 500 ألف دينار وهو ثمن آلة الحاكي الموسيقية الأثرية المصنوعة في الهنــد ، وهناك كمّ هائل من الهدايا تتراوح أسعارها بين الرقمين .

ويرى خالص أن لغة التراث وهوايته هي لغة عالمية تجمع بين مختلف الجنسيات والقوميات والثقافات ويبرهن على حديثه بوجود الآلات الموسيقية الكردية ومنها آلة الساز الوترية الكردية الى جانب الغيتار الغربي والدف وآلة الهرمونيكا وهي آلات تنتمي الى ثقافات مختلفة ويجمع بينها حب الانتيكات وكذلك غطاء الرأس العربي (اليشماغ) يعرض الى جانب طاقية الرأس الكردية وغيرها من الكثير من المقتنيات التي تتنوع في مرجعياتها وتتوحد على رفوف محب وعاشق التراث والأنتيكات .

ويوضح خالص بأن أغلب بضاعته في معرض أربيل الدولي هي نسخ مقلدة من الأعمال التراثية الأصلية مبيناً انه يحتفظ بتشكيلة كبيرة من الأنتيكات غالية الثمن في محاله الأخرى في حين يمتلك مجموعة اخرى من الانتيكات الاصلية التي هي غير مخصصة للبيع وإنما لاقتنائه الشخصي.

وبالإضافة الى الأنتيكات فان جناح التراث الشعبي الكردي يضم مجموعة ضخمة ومتنوعة من اللوحات التشكيلية المرسومة خصيصاً لحساب صاحب الجناح حيث يوضح بأنه يتعامل مع فنانين تشكيليين في اربيل ومنهم محمد خضر ونجاة خضر ويونس السوري الذين أبدعوا في تجسيد مشاهد من حياة المجتمع الكردي وجوانب من الطبيعة في كردستان وتتميز لوحاتهم بالألوان الكثيرة والخطوط القوية .

ويوضح ريبوار حمه انه يحرص على زيارة محال خالص يونس في اربيل ويستمتع بالتعرف على معظم المقتنيات الأثرية القديمة ويحاول ان يشتري بين فترة وأخرى بعضاً منها ، موضحاً ان تواجده في معرض اربيل هو اضافة جميلة ومكملة لمحتويات المعرض.

تعمل علياء حمودي على مساعدة بنتها الصغيرة روان في ارتداء بعض الحلي الكردية وغطاء الرأس الخاص بالفتيات وتقول ضاحكة ان عائلتها قسمت مشترياتها من المعرض فزوجها الاستاذ الجامعي اشترى مؤلفات علمية وهي اقتنت بعض الروايات وكتب المنزل في حين كانت حصة روان من جناح التراث والأنتيكات.

ويقول زوجها كريم بهجت إن زيارتهم الى اربيل هذه السنة كانت ممتعة وتحمل مفاجآت منها مصادفتها مع افتتاح معرض اربيل والاعتدال المناخي لطقس المدينة وهي أشياء اجتمعت لتجعل من زيارتهم هذه السنة هي الأجمل لإقليم كردستان.