اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل ما زلنا نحلم بالوحدة وسكين التقسيم في ظهورنا؟!

هل ما زلنا نحلم بالوحدة وسكين التقسيم في ظهورنا؟!

نشر في: 21 نوفمبر, 2009: 03:54 م

شاكر النابلسي بدايةً، نحن لن نسرد تفاصيل قصة الوحدة العربية الطويلـة، التي لم يخلُ كتاب أو بحث عربي تحدث عن الوحدة العربية من سرد هذه التفاصيــل. فنحن هنا لسنا في مجال التأريخ للوحدة العربية الذي لا جديد في تكراره، بقدر ما أن الجديد كامن في إبراز التناقضات والاختلافات والمغايرة في مفهوم الوحدة العربية في الفكر السياسي العربي في هذه المرحلة، ومرجعيات هذه التناقضات.
الوحدة همّ فكري وسياسي إن قضية الوحدة العربية لم تبرز هماً فكرياً وسياسياً في العالم العربي إلا بعد الحرب العالمية الأولى على إثر تقسيم العالم العربي بين الحلفاء الغربيين إلى مناطـق نفوذ وإقامة كيانات سياسية مختلقة جديدة لم تكن موجودة من قبل، رُوعي فيها بالدرجـة الأولى مصالح الدول المقتسِمَة لمناطق النفوذ هذه. ورغم بروز هذا الهمّ القومي في الفكر العربي الذي جاء بعد الحرب العالميـة الأولى وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكن في الفكر العربي الذي عالج موضـوع الوحدة العربية ما يشير إلى السبيل الذي يجب سلوكه لتحقيق الوحدة العربية، ذلك أن موضوع الوحدة العربية كان أمراً مسلماً به وقائماً في الأمة العربية كالبذرة في باطن الأرض، تنتظر رحمة السماء وجُوْدَ الأرض لكي تنبت وتُثمر وتؤتي أُكلها. وكان في ظن مفكري هذه الفترة من العرب أن الوحدة سوف تنتظر العرب على أبواب الاستقـلال فما أن يخرجوا من عتمة الاستعمار إلى نور الاستقلال حتى تحتضنهم الوحدة. بدء بروز عوائق الوحدة وبهذا، كان الاستعمار سبباً في أن يجد الفكر السياسي القومي العربي والأحزاب العربية السياسية لنفسها محوراً قومياً تختلف حوله وتتنازع، ويكون طويل المدى، مُعقد الطـرق والأساليب، عزيـز المنال، صعب المراد، وهو الوحدة العربية في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسيـة والاجتماعية التي طرأت على العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. وكـان على رأسها ظهور وتدفق البترول العربي في مناطق معينة، وفرز العالم العربي إلى منطقتين اجتماعيتين واقتصاديتين مميزتين: الفقراء، والأغنياء. هل ما زالت الوحدة هاجسنا الأكبر؟ في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي المرحلة التي اشتدت فيها الدعوة القومية إلى الوحدة وعُني فيها الفكر العربي السياسي بهذا المحور القومي المهم والرئيسي وخاصة من قبل الأحزاب القومية الكبرى التي اختلفت على الاشتراكية واتفقت على الوحدة، واختلفت على الحرية واتفقت على الوحدة، ظل مفهوم الوحدة العربية مفهوماً عائماً، صوفياً، مثالياً، شاعرياً، رومانسياً، بعيـداً عن العقـل، والواقعيـة، ولغة الأرقام، والحقائق. مثله في ذلك مثل مفهوم القومية ومفهوم الاشتراكيـة ومفهوم الحرية أيضاً، رغم كل هذا الجهد الثقـافي الكبير الذي بُذل في النصف الثاني من هذا القرن والذي كانت من أبرز مظاهرة تخصيص مجموعة من المجلات العربية للدعوة إلى الوحدة العربية. ومن هذه المجلات: مجلة "دراسات عربية" التي أصدرتها دار الطليعة في بيروت في عام 1964، ومجلة "قضايا عربية" التي أصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت في عام 1974 ، ومجلة "المستقبل العربي" التي أصدرها مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت في عام 1978 ، ومجلة " الفكر العربي" في 1978، ومجلة "الفكر العربي المعاصر" في 1980 اللتان أصدرهما مركز الإنماء القومي في بيروت، ومجلة "شؤون عربية" التي أصدرتها الجامعة العربية في عام 1981 ، ومجلة "الوحدة" التي أصدرها المجلس القومي للثقافة العربية في المغرب في العام 1987. وكذلك تمت إقامة أكثر من مركز ثقافي متخصص في أبحاث الوحـدة ومن هذه المراكز: "مركز دراسات الوحدة العربية" الذي أُنشئ في عام 1975 في بيروت بدعم مالي من العراق، ثم يُقال انه استقل مالياً فيما بعد، و "مركز الإنماء القومي" الذي أُنشئ في عام 1978 في بيروت بدعم مالي من ليبيا. وهو ما لم يتم في أية فترة من فترات التاريخ العربي. ولعل هذا الفكر الوحدوي الرومانسي الغامض هو ما دفع حزب البعث بعد انهيار الوحدة المصرية – السورية إلى محاولة توضيح الفكر الوحدوي، فيما اعتبر الحزب أن نكسة الانفصال المذكورة كانت بسبب تشويش في الفكر القومي الوحدوي. لا خطّة واضحة للوحدة والفكر القومي العربي لم يقدم حتى منتصف الخمسينيات تحليلاً وافياً عن الكيفية والأشكال اللذين تتحقق بهما الوحدة العربية، ولا عن الطريقة التي يواجه بها العمل الوحدوي العربي مشكلات التجزئة السياسية وإمكانية التوحيد الاقتصادي، واتسم بسيادة النظرة السياسية التي تنطلق من إنجاز التوحيد بقرار سياسي، كما يقول المفكر المصري علي الدين هلال ("إشكالية التوحيد العربي"، ص 67). رغم أنه في عام 1955 عُقدت دورة للمؤتمر الدائم لقضايا الوطن العربي، كان فيها الحديث عن الوحدة العربية حديثاً عقلانياً وواقعياً. ووضع المؤتمرون في هذه الدورة شروطاً لتحقيق الوحدة العربية منها: 1. وضوح الهدف وقوة جاذبيته للشعب، وقدرته على استقطاب الجمهور، بحيث يشعر بأنه بحاجة ماسة له، وبأن تقدمه رهن بتحقيقه. 2. معرفة الأسلوب الملائم لهذه المرحلة التاريخية من حياة العرب، ووضـوح هذا الأسلوب بين قادة الشعب وقاعدته. إيجاد الوسائل الع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram