في زيارة سابقة له لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على متن احدى طائرات الاتحاد، لكن المفارقة الغريبة في الزيارة انه لم يكن من ركاب مقاعد الدرجة الأولى بل كان هو ووفده في مقاعد الدرجة السياحية.. عندها عرض عليه الإماراتيون بكرمهم وضيافتهم العربية المعروفة الجلوس في مقاعد الدرجة الأولى لكنه رفض بلطف مؤكدا ان بلاده تمر بأزمة اقتصادية تقتضي ربط الأحزمة وتستدعي ان يكون هو القدوة في تخفيض النفقات.. الغريب ان إجمالي الناتج القومي للبريطانيين –خلال فترة مايعتبرونه أزمة اقتصادية – كان يزيد على مجموع الناتج القومي لجميع دول العالم مجتمعة!
تذكرت هذه الحادثة وانا انقل الطرف بين صور المرشحين المرصوفة على جوانب الطرق عسى ان تقفز الى ذاكرتي حادثة مشابهة يراعي فيها المسؤول العراقي مشاعر شعبه ليكون قدوة لهم فلم أتذكر شيئا..
وهم يراقبون تلك الصور والشعارات المرافقة لها، يشعر العراقيون بالحيرة والاشمئزاز أحيانا من ارتفاع مؤشر الكذب والضحك على الذقون الذي تعكسه الحملات الانتخابية للبعض فهناك مرشح تميزه وسامته وسمعته كرجل أعمال معروف فضل ان يضع لقبه الذي يشير الى مدينة معينة على صوره المرفوعة في جهة الكرخ ، بينما رفع اللقب وسبقت اسمه صفة دينية تجتذب شريحة معينة على صوره المرفوعة في جهة الرصافة.. انه يحاول ضرب عصفورين بحجر والحصول على أصوات من الجهتين بخدعة لاتنطلي على من يعرفه شخصيا..
مرشح آخر ارتبطت باسمه حادثة جريمة قتل ارتكبها منذ سنوات حين اقدم على قتل شقيقه وهرب الى خارج العراق ومرشح لم يفته استغلال وتر الغيبيات الذي يؤمن به العديد من العراقيين فقال ان الرسول (ص) زاره في المنام طالبا منه ترشيح نفسه لخدمة العراقيين ..اما المرشحات فمنهن من تلفعت بعباءة سوداء ومنهن من بالغت في زينتها بما يناسب برنامج للتجميل وصيحات الموضة بل ان احدى المرشحات اتخذت جلسات تصوير ضاعفت من درجة الإثارة التي تشي بها ملامحها ...بين كل هؤلاء وآخرون غيرهم حملت لافتاتهم درجات كفاءة وملامح تبشر ببعض الخير مازال العراقيون حائرين وهم يبحثون عن القدوة الذي سيراعي مشاعر شعبه لا بتجنب الجلوس في مقاعد الدرجة الأولى في الطائرة بل بمنحهم مايحتاجونه من أمان وخدمات واحترام لانسانيتهم فضلا عن انتشالهم من مستنقعات الطائفية والفقر والفساد والبطالة واللامبالاة ليفكروا في بناء بلدهم ..
العراقيون معذورون إذن حين يلجا بعضهم لضرب صور المرشحين بالأحذية او تمزيقها او وضع تعليقات لاذعة وبذيئة أحيانا عليها.. انهم محبطون لأن مجلس نوابهم اتفق منذ انتخبوه قبل سنوات على ألا يتفق ومازال أعضاؤه مختلفين على كل شيء وكل مايفعلونه عدا تبادل التهم عبر التصريحات هو مقاطعة الجلسات كل حسب مزاجه ولايهم ان يتأجل البت بالقرارات التي ينتظرها المواطن الى إشعار آخر فضلا عن تحصيل اكثر مايمكن من المكاسب الشخصية قبل ان تنتهي الدورة الانتخابية .
من جهته ، شرع رئيس الوزراء في اطلاق حملته الانتخابية بقوة اذ يعز عليه ان يترك شعبه تحت رحمة غيره ويفضل ان يظلمه الى يوم القيامة ولا(ينطي ) الحكم لغيره .
اللعب على الأوتار
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2014: 04:56 م