مع التسليم بأن مبيعات القواميس والمعاجم والموسوعات ليست بذات السهولة والكثـرة الموجودة مع الكتب الاعتيادية ،إلا ان الملاحظ في معرض أربيل للكتاب في دورته الحالية هو وجود جمهور من عامة الزوار يبحثون عن هذه المؤلفات مع الإقرار بأن الجمهور الأوسع لها هم من طلبة الدارسات العالية والمؤسسات بشقيها الحكومي والأهلي والراغبين بتأسيس المكتبات الضخمة والشاملة .

وتضم معظم أجنحة وأقسام معرض أربيل للكتاب مساحة مخصصة للموسوعات ،إلا ان الدار العربية للموسوعات هي المتخصصة اكثر في هذا المجال ومديرها إسماعيل الطويل الذي يحتاج إلى وقت كبير لتعداد الموسوعات التي يضمها الجناح والتخصصات التي تنوعت بين السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع ولم تنته بالرياضة والزراعة إضافة إلى الشخصيات .

ويوضح الطويل في حديث إلى (المدى) ان تاريخ الموسوعات والمعاجم يوازي الظهور الأول للكتب وكانت في الغالب شاملة وجامعة ،ولكن الجديد في الأمر هو التخصص في الموسوعات الذي بدأ منذ ربع قرن تقريباً حين بدأت بالظهور موسوعات متخصصة بعلم معين أو فرع من هذا العلم ،وهو امر يواكب التطور الحاصل في العلوم والتفرعات التي تطرأ عليها نتيجة البحث والدراسة والتجارب المستمرة .

وعن العناوين الأكثر طلباً من قبل جمهور القراء يبين الطويل ان (دليل الخليج العربي) المؤلف من 20 جزءاً ويشمل كل ما يخص شؤون وتاريخ وجغرافيا دول الخليج العربي وهناك (موسوعة العشائر العراقية) و (موسوعة العراق بين احتلالين) لعباس العزاوي و (موسوعة الفلسفة) لعبد الرحمن بدري و(موسوعة محكمة الشعب) وتخص القضاء والمحاكم العراقية .

وتعد الموسوعة الكبرى لتاريخ ومشاهير الكرد للمؤلف محمد علي الكردي من اضخم الموسوعات وأكثرها طلباً حيث تبلغ حالياً 80 جزءا وهي مستمرة بالتوسع نتيجة الإضافات المستمرة لها وتضم سردا لحياة وأعمال الشخصيات الكردية المشهورة من جميع أنحاء العالم.

ومع ان الطويل يرى في المؤسسات سواء الحكومية أم الأهلية وطلبة الدراسات العليا هم الجمهور الأكبر والأوسع للموسوعات ألا ان المشرف على دار (الشروق) المصرية احمد سعد يرى ان الفترة الأخيرة ظهر جمهور مقتن للموسوعات وفي ذات الوقت هناك موسوعات مخصصة لعامة الجمهور ومختلف المستويات .

ويقول سعد في حديث إلى (المدى) ان قاموس الأدب العربي المؤلف من 640 صفحة يضم عددا لأشهر الأدباء والمؤلفين العرب وهناك موسوعة (اليهود واليهودية) لعبد الوهاب المسيري و (الموسوعة العلمانية) وهي جميعاً مؤلفات مطلوبة ويقتنيها عامة الجمهور ، لافتاً الى ان الموسوعات لم تستثن حتى جمهور الأطفال والتي تعد (موسوعة بريتانيكا) في 12 مجلدا هي الأشهر في تعليم وتدريب الأطفال على جميع مهارات وعلوم الحياة.

وإلى جانب الموسوعات والمعاجم فإن الدورة الحالية من معرض الكتاب شهدت انتشارا كبيرا للقواميس الإلكترونية الموجودة منذ سنوات ولكن الإقبال عليها بدأ بالتزايد في السنتين الماضيتين لأنها توفر ميزات مرغوبة جداً وهي السرعة وصغر الحجم وسهولة الاستعمال حيث يشابه القاموس الإلكتروني الكومبيوتر المحمول أو اللوحي ولكنه يكون اصغر ولا يتجاوز حجم الكف بكثير .

ويؤكد معلم اللغة العربية برهان الصفار الذي كان قد اقتنى في العام الماضي (قاموس عربي _ عربي) إلكتروني ويحرص على استخدامه بشكل كبير في عمله ومطالعته الشخصية واليوم يبحث عن قاموس لعدد اكبر من اللغات ،مشيراً إلى انه وجد الكثير من العروض في هذا المجال ويريد التأكد تماماً لاختيار أحدها.

ويشرح الصفار آلية عمل القاموس الإلكتروني التي لا تتجاوز إدخال كلمة البحث وتحديد نوع البحث سواء كان ترجمة إلى لغة معينة أو البحث عن مرادفها في اللغة الأصلية والضغط على إيعاز البحث لتأتي النتيجة بوقت قياسي لا يمكن مقارنته بوقت البحث في القاموس العادي إضافة إلى المكان الصغير الذي يشغله القاموس الإلكتروني إضافة إلى الجدوى الاقتصادية التي توفر عليه شراء عدة قواميس مختلفة ، مبيناً ان الفروقات بين هذه المنتجات هي بالحجم أو الجودة التي تتبع بعض الأسماء المشهورة لشركات هي الأولى الداخلة في هذا المجال.

ويخلص عبد الله إلى القول بأن زيارته السنوية لمعارض الكتاب تغنية عن أيام طويلة وجولات متعبة بين المكتبات للبحث عن أشياء يعتبرها البعض قليلة الانتشار وقديمة إلى حد الاندثار حين يسأل عن قواميس ومعاجم وفهارس قديمة ولم تعد الكثير من الدور مهتمة بإعادة طباعتها.