اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > برج بغداد..شاهد الأزمات والصراعات يقف مهجوراً بلا زائر

برج بغداد..شاهد الأزمات والصراعات يقف مهجوراً بلا زائر

نشر في: 8 إبريل, 2014: 09:01 م

(إسراء علاء) طالبة في كلية التراث قالت لـ" المدى". مجرد مروري وبشكل يومي من أمام البرج يجعلني أتشوق للصعود اليه والنظر الى بغداد من أعلى نقطة موجودة في العاصمة إلا ان الاجراءات الامنية تقف حائلا امام تحقيق أمنيتي التي لم اكن قبل العام 2003 افكر بالصع

(إسراء علاء) طالبة في كلية التراث قالت لـ" المدى". مجرد مروري وبشكل يومي من أمام البرج يجعلني أتشوق للصعود اليه والنظر الى بغداد من أعلى نقطة موجودة في العاصمة إلا ان الاجراءات الامنية تقف حائلا امام تحقيق أمنيتي التي لم اكن قبل العام 2003 افكر بالصعود الى برج بغداد الذي كان يُسمى صدام في العهد السابق، لكونه مخصصاً لأولاد الطبقة الحاكمة والمسؤولين ورجال الدولة، كنت وأسرتي الفقيرة نحلم ان يكون لنا في يوم من الايام نصيب لنرى مناطق ومعالم العاصمة بغداد التي كانت حلماً ان تشاهد من برج كان يُعد في حينها الاطول في البلاد، لكن بعد العام 2003 وجدناه مهجوراً مركوناً لا يُزار ولا يسمح لأحد بالدخول اليه إلا بعد استحصال الموافقات الأمنية من الجهات المختصة، وكأننا لم نفعل ولم يتغير شيء، أتمنى من وزارة الثقافة وهيئة السياحة ووزارة الاتصالات ان تشكل لجنة فيما بينها من اجل التنسيق على ضرورة فتح البرج امام الأسر والعوائل لكوننا نحتاج الى معلم حضاري وسياحي مهم كبرج بغداد".
لايخفى على أحد أن العاصمة بغداد تختفي فيها معالم الحضارة والتألق والابداع التي انجرفت بفعل العديد من العوامل والامور التي حلتبالبلاد بعد عام 2003 امور تمنى العراقيون ان يؤسس لها قاعدة مابعد العام المذكور إلا ان التمني لم يحالف شعبا بالحظ كما أراد أغلبهم، فترك اغلب معالم البلاد مهجوراً من دون أي إعمار او تأهيل جعل الجميع يتذمر من الحال الذي وصلت اليه العاصمة ومحافظاتها، التي ما كان يفترض كما وصف أغلب من تحدثنا معهم أن لا تترك معالم مهمة ومرافق حيوية واماكن سياحية معروفة في البلاد لتأكلها الأتربة وتهجرها أرواح كانت تتمنى زيارتها قبل وبعد سنوات الصراع والألــم والحرمان.
ذو الفقار فيصل موظف حكومي أوضح لـ"المدى" أن فتح برج بغداد يفترض ان يتم بأسرع وقت ممكن لأسباب مهمة منها ان المواطن البسيط لم يعد يحتمل الضغوطات النفسية التي تحدث وبشكل يومي والتي أفرزت عدم وجود اماكن ترفيهية جميلة مؤمَّنة مائة بالمائة وايضا الرغبة والفضول لمعرفة خفايا برج لم يكن بمقدور أحد حتى النظر عليه لما يحمله من خوف وقلق بسبب سياسات كانت سابقا، نحن نريد ان يكون افتتاح البرج افتتاحا عالميا ينقل على الهواء مباشرة وعلى مدى ايام متواصلة، ليرى العالم اجمع ان العراقيين مازالوا بخير ورفاهية برغم الظروف الاستثنائية والمخيفة التي يعيشها أغلبنا إلا اننا لا يجدر بنا ان نستسلم ونجلس في البيوت من غير ان نبني ونعمر، أُشجع المطالبات بإعادة فتحه ليكون منارة خيــر واستقلال لهذا الشعب المظلوم".
أتمنى ان يكون هناك شيء في العاصمة نفتخر به امام بقية الدول، بهذه الكلمات قال أبو طيبة الياسري سائق أجرة لـ" المدى" انه مع فتح برج بغداد امام حركة المواطنين وحتى الزائرين لكوننا نفتقر الى اماكن قد تكون مقصداً للسياح ومن بلدان العالم كافة، كانت بغداد ايام السبعينات تزهو بكل ما هو جميل وراقٍ بعكس ما يحدث الآن، عجبي على المسؤولين وأصحاب القرار كيف يهنؤون وينامون ليلهم وبغداد تأنُّ من الاحتياج والإعمار والبناء!
العديد من الدول المحيطة بنا كانت وقبل فترات قصيرة غير موجودة كما هي الآن، فكيف لنا ان نعود الى الوراء والعالم من حولنا يقطع اشواطاً في التطور والازدهار، الأمر يحتاج الى وقفة حقيقية من قبل اصحاب الشأن والمسؤولين عنه لكي تكثف الجهود وتنسقالاجراءاتكافة من أجل إعادة فتحه ليكون شاخصاً على كل ماحدث ويحدث".
فوزي صالح موظف في احدى شركات السياحة أكـد لـ" المدى" ان فتح البرج يعد طفرة نوعية واقتصداية واجتماعية للبلاد لا مثيل لها بسبب عدم وجود ابنية تناطح السحاب في العاصمة كما في الدول المجاورة ، لذا فإن افتتاحه سيشهد تحركاً ونمواً اقتصادياً كبيراً، وكثير من السياح الاجانب الذين كانوا يزورون العاصمة والى الآن يطمحون بأن يكون لهم صور تذكارية ولقطات حصريا من البرج الذي كان مخصصاً لطبقة معينة كانت تحكم آنذاك، فضرورة فتحه في هذه الفترة يعطي للبلاد رونقا وجمالا واكثر إناقة ويعطي صورة لدول العالم المجاورة انبرج بغداد وإن كان لا يقارب بأبراج الدول الاوروبية فإنه سيضي جمالا وإناقة لعاصمة طالما حلمت بأنه يكون على ارضها معلَـم واحد يُزار وبكثافة، وبدلا من ان تكون مقاصد العراقيين الى دول مجاورة من اجل الصعود الى ابراج ضخمة فإن الانظار ستلتفت الى فعل المستحيل من اجل تسجيل بصمة لزيارته حتى وان كانت لساعات قليلة".
الصحفي محمد خضير دعا من خلال "المدى" إلى جعل برج بغداد مكاتب وقاعات واستودهات خاصة بالقنوات والاذاعات التي تتخذ من اماكن متفرقة في العاصمة ومحافظاتها قاعدة لها، لتكون منطلقاً الى أغلب مناطق العاصمة المحيطة من دون عناء الزحام وبُعد المسافة لاسيما وان البرج يحتل موقعاً جيداً يصل وبسهولة تامة الى اماكن حيوية للصحفيين والإعلاميين، بدلا من وجودهم في فنادق معينة.. دول العالم الآن تعمل على بناء ناطحات سحاب لتكون اماكن لأعمال ستراتيجية مهمة ذات فائدة عامة وشاملة للبلاد، نحن في العراق لا نمتلك أية بناية يُعتمد عليها لإقامة الوفود والاجانب سوى الفنادق التي لا تخفى على الجميع واذا ما تم فتح البرج فإن الحركة ستكون افضل واوسع مقارنة بما يتوفر حاليا من امكانيات بسيطة وتقنيات قد تقيــِّد عمل الصحفي او الوافد الاجنبي الينا، فبرج بغداد بتجهيزاته الكاملة يصلح لأن يكون مكاناً لنا ولهم في حال توفير الاجواء الامنية المشددة التي اذا ما أحاطت به فانه سيكون قبلة للجميع من دون قلق أو خوف".
يقول بلال عادل صاحب محل أجهزة موبايل من خلال "المدى" انا مع تحويل البرج الى بناية خاصة بالشبكات والاتصالات لكونه يعود بالفائدة الكبرى الينا ومن المناطق كافة، لاسيما وانه يقع ضمن منطقة جغرافية مهمة جداً تكاد تكون ستراتيجية فنحن مع جعله للاتصالات حتى تكون الشبكات لدينا من أفضل وأجود انواع الشبكات لأننا والكل يعلم اننا نعاني في غالبية الايام من شبكات رديئة تنعدم في ساعات وتأتي في أخرى".
منيرة كاظم مديرة مدرسة طالبت من خلال "المدى" الإسراع بفتح البرج امام الجميع وتساءلت: لماذا لا يتم فتح البرج امام حركة الطلبة، كيف لنا ان نأخذ الموافقات الامنية التي لن تخرج اذا ما قدِمنا عليها ليسمح لنا بالصعود الى برج يتوسط بغداد، اما كان الأجدر بوزارة الثقافة او وزارة السياحة أن تتخذه مَعلـَماً حضارياً مهماً بدل المعالم التي لا تمت الى الحضارة والثقافة بأي شكل من الاشكال، وكيف لوزارة الصحة ان تعدّه برجاً للاتصالات في حين هو يحتوي على مطاعم وقاعات ومطابخ عالمية ، الأجدر بالحكومة العراقية أن تبحث عن آليات وسُبل جعله مكانا عاما للجميع من اجل أن تنظم زيارات دورية إليه ليتأمل الطلبة جميعهم حال وطنهم ومدنهم التي يطمح جيلهم بإعادة إعماره ومن المستويات كافة".
الناطق الإعلامي لوزارة الاتصالات العراقية سمير حسون أكد لـ"المدى" ان "برج بغداد ومنذ اكثر من عام دخل عليه الكثير من الأمور والتفاصيل فيما يتعلق بموضوع وقانون الاستثمار وتوقفت جميع الاجراءات الخاصة به، إلا انه مجهز من جميع النواحي فهو يحتوي على ثلاثة مطاعم من ضمنها المطعم الدوار والثابت وغيرها ووجود قاعة للمؤتمرات وتم تأهيل الحدائق المجاورة للبرج وايضا يحتوي على مطابخ عالمية مجهزة تجيهزاً كاملاً، ونطمح في الايام المقبلة ان  تتبنى البرج شركات عالمية ورصينة ليتم فتحه امام المواطنين، فنحن والجميع يعلم أعدنا اصلاح البرج بالحُلـَّة التي يراها المواطنون ومن اغلب مناطق البلاد بعد أن دمرته العمليات العسكرية ولن يكونحكراً على أحد او مسؤول كما كان سابقا، لذا سيفتتح  ليستقبل كل المواطنين ومن أنحاء البلاد كافة".
عضو لجنة السياحة البرلمانية احمد حبيب دعا من خلال " المدى " الى إلغاء القيود التي توضع امام المواطنين من اجل افساح المجال لمشاهدة ما ترك منذ عام 2003، فلماذا كل هذه الاجراءات حول معلم حضاري موجود هو ملك للمواطنين، ونحن بصفتنا كهيئة رقابية فإن الاجراءات جلها في الموافقة على  فتحه او إغلاقه او جعله معلماً حضارياً او سياحياً تعود الى  وزارة السياحة بصفتها الوزارة المعنية بشؤون التراث والمناطق الأثرية فيما اذا أرادت ان تفتح هذا البرج".
عضو لجنة السياحة البرلمانية طلال الزوبعي  اكد لـ" المدى" نحن مع فتح برج بغداد وغيره من الاماكن المغلقة كونها جميعا عبارة عن قلعة أثرية حضارية لكن السياسات العامة للبلاد لا تصلح لكونها تعمل وكأن البلاد عبارة عن ثكنة عسكرية، الأمر الذي يتطلب فتح العديد من الاماكن امام الناس سواء في العاصمة بغداد اومحافظاتنا من اجل ان تخفف من شدة الضغط المسلط على الناس ونحن قبل ان نمارس السياحة علينا ان نعي ان بغداد بحاجة الى الكثير من الامور من إعادة إعمار وفتح طرق مغلقة وغيرها من الامور التي جلها تصب في مصلحة وجود سياحة جميلة وجيدة في البلاد، لذا انا ارى ان بغداد عبارة عن تحفة فنية وسياحية وأثرية  من الضروري ان يكون لأهالي بغداد وغيرهم الاطلاع الكامل على هذه التحفة الفنية الجميلة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram