بغداد في يوم 9-4 من العام 2003 كانت خالية من اغلب سكانها الذين تركوا منازلهم ،واتجهوا الى مناطق اخرى مع موادهم الغذائية ، ليقيموا في قرى ومدن اخرى لم تشهد عمليات عسكرية ، وقصف الطائرات وسقوط الصواريخ ، وبانقطاع التيار الكهربائي ، لم تتوفر للكثيرين متابعة "حرب السيطرة " الا من خلال قناة ايرانية يلتقطها البث الارضي ، اما التلفزيون العراقي ، والاذاعة ، فانقطع بثهما ، لتعرض محطاتهما البديلة للقصف المتكرر ،فيما اصدرت جريدة بابل التي كان يرأس تحريرها ، عدي صدام حسين ، في التاسع من نيسان عددها الاخير باربع صفحات من الحجم الصغير ، وتضمن العدد مقالا افتتاحيا ،اكد فيه الكاتب، صمود الشعب العراقي والتفافه حول قيادته الحكيمة لتحقيق النصر في معركة الحواسم ، وان الغزاة سيلقون حتفهم عند أسوار بغداد .
في الخامس من نيسان اختفى وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف ، وموظفو مكتب الوزارة المشرف على عمل وسائل الاعلام العربية والاجنبية ، فاثار غياب الوزير والموظفين من مقرهم الكائن في فندق المريديان تساؤلات الاعلاميين ولاسيما انهم كانوا تحت رقابة صارمة ، ولايحق لهم بث معلومات عن سير المعارك وتطوراتها الا بعد الحصول عليها من مصادر رسمية ، بمعنى اخر من مؤتمرات الصحاف الصحفية ، وتزامن غياب المسؤولين ،مع اول ظهور لمدرعات اميركية قرب القصر الجمهوري في الضفة الاخرى من نهردجلة .
فندق اخر في شارع السعدون خصص لسكن رجال العشائر القادمين من معظم محافظات العراق لم تتوفر لنزلائه حقيقة التعرف على الموقف ، ولم يصدقوا انباء سقوط التمثال ،على الرغم من ان مكان الحدث قريب منهم ، فرفضوا اوامر صاحب الفندق بالمغادرة ،لانهم وصلوا الى بغداد استجابة لدعوة من جمال مصطفى المسؤول في ديوان الرئاسة للقاء الرئيس ، ليجددوا العهد ويرددوا اهزوجة" احنا اجنودك بالميدان اسمع يا القايد" ثم التوجه لسوح الوغى للدفاع عن العراق ومقاومة "العلوج " .
بعد اقل من ساعة على اسقاط التمثال في ساحة الفردوس ، شب حريق في مبنى اللجنة الاولمبية ، ونهبت محتوياته ، ثم انتقلت عدوى السلب والنهب والحرق الى جميع المباني الحكومية ، رافقها اطلاق نار من رشاشات متوسطة وخفيفة ، فيما انشغلت جميع وسائل الاعلام بتغطية احداث "الحواسم " وبطلها علي بابا، وفي تلك الاثناء ، توصل نزلاء الفندق من دعاة مقاومة العلوج الى قناعة اكيدة بانهم فقدوا فرصة لقاء الرئيس ، فاتجهوا الى منازل معارفهم في احياء بغداد سيرا على الاقدام .
معركة الحواسم تحول اسمها الى دلالة واضحة لاعمال السلب والنهب ، ومنذ التاسع من نيسان من العام الفين وثلاثة وحتى الان اصبح "التحوسم" ظاهرة عراقية بامتياز ، ثم انتقلت الى بلدان اخرى شهدت اعمال شغب، والظاهرة جعلت العراق يحتل المرتبة الاولى في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ، لان "المحوسم" في المرحلة الحالية ، يشغل منصبا رسميا رفيعا ، في "العراق الجديد " بمباركة العلوج .
يوم الحواسم
[post-views]
نشر في: 8 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
فد واحد
الاستاذ علاء هدية مني الك تقسيم الكعكة واعتراف صريح بحوسمة واستفادة غير طبيعية وبطرق قانونية من قبل النواب رجاءا شوف هذا اللنك وشكرا https://www.facebook.com/photo.php?v=247019342153701 set=vb.148518948670408 type=2 theater