TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سبع الليل

سبع الليل

نشر في: 9 إبريل, 2014: 09:01 م

الرجل النشمي ، صاحب النخوة ، والمستعد دائما لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن قريته اومنطقته السكنية بمطاردة الحرامية ، وتقديرا لجهوده في الحفاظ على الأمن القومي ونصرة المظلومين  استحق لقب "سبع الليل" ، والإشادة الشعبية بدوره لم  تأت من فراغ، بل استندت الى  مواقفه البطولية فضلا عن وقائع وأحداث وشواهد، لطالما أثارت إعجاب من عاصرها، او من سمعها من الجيل الحالي، وبعد ان فرضت الدولة هيبتها، وأخذت على عاتقها مهمة ملاحقة الخارجين عن القانون قبل  زمن تشكيل الميليشيات، انحسر دور "سباع الليل" في الحياة العراقية، وبعضهم انضم الى الأجهزة الأمنية ليعمل بصفة حارس ليلي "جرخجي" موظفا تجربته الميدانية لبسط الأمن حتى في المناطق الحدودية.
في زمن سبع الليل كان الجهات الرسمية، لاتمتلك الوسائل الحديثة من اسلحة ومعدات وعجلات لملاحقة المتمردين من قطاعي الطرق وسراق الماشية، وعناصر الشرطة في ذلك الوقت كانوا يستخدمون الخيل في تنقلاتهم ،  اما وسائل  الاتصال فكانت معدومة ، وحين يصدر امر قضائي  بالقبض على متهم ، يتوجه الشرطي الخيال الى مكان إقامة  المطلوب ليبلغ ذويه بضرورة حضوره الى مركز شرطة الناحية، واخذ بصمة  الأب او الشقيق عن طريق  الشخاطة ام النجمة ، ووضعها في الحافة السفلى من ورقة امر التبليغ ، ثم يعود الشرطي محملا بالبيض والدهن الحر ، وينجز مهمته بان المطلوب مجهول محل الإقامة ،وتم اتخاذ اللازم ببصمة كبريت الشخاطة.
"منين أجيب سباع الليل" ، قالتها امرأة تجاوزت السبعين من سكنة حي الغزالية بجانب الكرخ ، نتيجة تكرار سماعها أصوات دوي انفجارات واطلاق رصاص مستمر، يبدأ  بعد الغروب ويستمر لحين  طلوع الفجر ، السيدة المنشغلة  بمعرفة مصدر الصوت ، علمت من نساء حي الجامعة والعامرية والجهاد والفرات ، بان  المناطق المحيطة بقضاء أبي غريب ، تشهد مساء كل يوم مواجهات مسلحة فتطلب السيدة من أبنائها متابعة الفضائيات ،  عسى ان يجدوا في أخبارها ما يشير الى تلك الأحداث ،  ومادامت وسائل الإعلام الحزبية  المرئية  المحلية  منشغلة بالترويج لمرشحيها ،يفشل الأبناء في الحصول على الخبر اليقين ، لان معظم الفضائيات في هذه الأيام تبتعد عن بث الأخبار الأمنية ،  حرصا منها على توفير الأجواء المناسبة للناخبين للإدلاء بأصواتهم في يوم الاقتراع .
احد العاملين في "طوايل" ساحة سباق الخيل  الواقعة على الطريق الرابط بين العامرية وأبي غريب ترك مكان عمله ، وتوجه الى احد أقاربه في حي  الجهاد ، ليساعده في البحث عن وسائل  تمنع "تفزيز الخيل" من اثر ارتفاع أصوات الرصاص والانفجارات مساء كل يوم ، الأمر الذي سيؤثر  في قلة نشاطها ثم فشلها في تحقيق نتائج من نوع" فص كلاص" اي الدرجة الاولى في السباق الأسبوعي.
مجسات الخيل  كشفت عن خطورة الموقف بفعل استمرار المواجهات المسلحة ، والحل الوحيد للحد منها تشكيل قاطع جيش شعبي بقيادة رؤساء بعض القوائم لتنفيذ صولة ملاحقة "داعش " في مناطق أبي غريب وغيرها لضمان الحصول  على أجواء أمنية مناسبة في يوم التصويت .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram