طفل يسحب يد أبيه أو أمه نحو أحد الأجنحة وآخر يأخذ بالبكاء ويرفض السكوت إلا بعد الحصول على هذه القصة أو تلك اللعبة ،وهذه من المشاهد التي تتكرر يومياً في معرض أربيل، فيما يؤكد مختصون ان الصورة النمطية للشخصيات الكارتونية تجعل الطفل مندفعاً لاقتنائها أي
طفل يسحب يد أبيه أو أمه نحو أحد الأجنحة وآخر يأخذ بالبكاء ويرفض السكوت إلا بعد الحصول على هذه القصة أو تلك اللعبة ،وهذه من المشاهد التي تتكرر يومياً في معرض أربيل، فيما يؤكد مختصون ان الصورة النمطية للشخصيات الكارتونية تجعل الطفل مندفعاً لاقتنائها أينما كانت وبأي شكل يتم طرحها ،الأمر الذي تعود أرباحه إلى الشركات العاملة لهذه الشخصيات .
وفي إحصائية لأكثر الشخصيات والعلامات التجارية المرغوبة في معرض أربيل من قبل الأطفال تجد شخصيات مثل سبونج بوب ودورا بالإضافة إلى الشخصيات التقليدية ،مثل توم وجيري ومجموعة شخصيات والت دوني ،في حين تشكل قنوات الأطفال العربية الأكثر طلبا ومنها قناة طيور الجنة وكناري وغيرها .
ويؤكد أحمد سعد من دار الرقي اللبنانية ان فكرة استغلال الشخصيات الكارتونية الشهيرة هي الأساس في العمل التجاري لشركات الرسوم المتحركة ،ومنها تحقق أرباحا كبيرة جداً ،مبيناً ان الشركات المالكة لحقوق إنتاج الرسوم المتحركة تقوم دائماً ببيع جزء من الحقوق لشركات النشر أو ربما تكون هي المالك لهذه الشركات في حين تقوم مؤسسات أخرى بقرصنة وتقليد هذه الشخصيات لتحقيق الأرباح الطائلة .
ويضيف سعد ان أي جناح لبيع القصص المصورة الخاصة بالأطفال يمكن ان يزيد أرباحه من خلال وضع نموذج لواحدة من تلك الشخصيات الكارتونية أو اصطحاب الدمى الكبيرة التي تتحرك باستخدام الأشخاص وهي جميعاً أساليب تساعد أقسام مبيعات الأطفال في زيادة أرباحها .
ويؤكد سعد على ان التأثير الحالي لأفلام الكارتون ربما يكون مخيفا لشدة تعلق الأطفال بهم ومحاولتهم تقليد هذه الشخصيات في كل تفاصيل الحياة ،وهي النقطة التي تستغلها الشركات التجارية وتسعى لصنع منتجات مرغوبة ومطلوبة بشكل مستمر .
من جانبه يبين ازهر فاضل من دار البراق للأطفال ان الشركات التي لا تهتم بحقوق المؤلف أو الملكية الفكرية تعتمد على التقليد والقرصنة في سبيل الربح المادي وان حقل الأطفال ربما يكون الأنشط في هذا المجال، فظهور أي شخصية وسطوع نجمها يدفع هذه الشركات إلى المسارعة في تقليده وبحرفية متباينة بين شركة وأخرى .
ويتابع فاضل ان شركات التقليد تقوم بأخذ الفكرة ونقلها إلى مصانع مختصة في الصين من اجل صنع منتجات مقلدة لهذه الشخصيات وطرحها في السوق وهي بالتأكيد تلاقي رواجا كبيرا من جمهور الأطفال الذين يرغبون باقتناء شخصياتهم الكارتونية المفضلة .
وعن النجاح الذي تلاقيه منتجاتهم يؤكد حسن عدنان من مؤسسة الفرسان التي تصدر منتجات قناة (طيور الجنة) ان النجاح الكبير الذي حققته القناة وبرامجها وشخصياتها جعلتها مطلوبة جداً على مستوى أفراد العائلة ، مضيفاً بان جمهور الزائرين في معرض أربيل يطلب منتجات القناة وان الأطفال يشعرون بفرح كبير لدى مشاهدة صور الشخصيات .
وتتفق الزائرة علياء إبراهيم مع رأي عدنان تماماً حيث تؤكد ان أطفالها متعلقون بشكل كبير بشخصيات طيور الجنة وتحديداً وليد مقداد ورغد الوزان وديمة بشار والمنشد مصطفى العزاوي وان اغلب وقتهم المخصص للتلفزيون يقضونه في مشاهدة برامج طيور الجنة .
وتوضح إبراهيم ان المهم في هذه البرامج انها ذات مغزى تعليمي وهدف إيجابي في القيم والعادات التي تعلمها للطفل ،على العكس من أفلام الرسوم المتحركة التي تحث على العنف و الصراع ، منوهة إلى ان التلفزيون اصبح ذا دور تربوي وتعليمي كبير في هذا الزمان وان العديد من المهارات يتعلمها الطفل اليوم بدافع حبه وتعلقه بشخصية الكارتون التي يحبها ويفضلها.
إلى ذلك يشدد كامل العلواني وهو أب يصطحب أربعة من أبنائه إلى المعرض على ان المهم في هذا الموضوع ان يكون ولي الأمر متأكداً من نوعية البرامج التي يشاهدها الطفل ،لأنها سبب في بناء جانب كبير من شخصيته ، مشيراً إلى انه شخصياً يشجع أطفاله على البرامج ذات المعنى التعليمي والهادف وخصوصاً رسوم الأطفال المترجمة من الإنكليزية والتي تعتمد على الأساليب المشوقة في تعليم مهارات القراءة والكتابة والرياضيات .
ويبين العلواني ان زيارته معرض أربيل للكتاب أسفرت عن حصيلة جيدة والنسبة الأكبر منها كانت لأطفاله الذين اصروا على اقتناء قصص ومغامرات الشخصية الكارتونية دورا وصديقها القرد موزو وكذلك اشترينا إسفنجة محبوبة لدى الأطفال وهي سبونج بوب التي اصبحت الشغل الشاغل لأحد أطفاله ، خاتماً حديثة بالقول مازحاً ان طلبات الأطفال هي أوامر لا نمتلك إزاءها إلا الامتثال والطاعة.
