استمع زوار معرض أربيل الدولي للكتاب، امس الأربعاء، الى أمسية متفاعلة عن الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي وآرائه التنويرية في جلسة عقدت بعنوان (150 عاماً على ولادة الزهاوي)، تولى تقديمها الأستاذ حارث الزهاوي وحاضر فيها الباحث والمحقق عبد الحميد
استمع زوار معرض أربيل الدولي للكتاب، امس الأربعاء، الى أمسية متفاعلة عن الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي وآرائه التنويرية في جلسة عقدت بعنوان (150 عاماً على ولادة الزهاوي)، تولى تقديمها الأستاذ حارث الزهاوي وحاضر فيها الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي.
واكد حارث الزهاوي في مطلع الجلسة ان الزهاوي الشاعر صاحب الاراء الجريئة والمناقشات الشهيرة تميز بعدة اشياء جاء بها لاول مرة وسبق أقرانه والذين جاؤوا من بعده، ومنها انه اول من استعمل تعدد القوافي واشتهر بدعوته الإصلاحية في حرية المرأة والفكر وكذلك آراء طرحها إزاء الحكومات وفي مجلس المبعوثان اضطرته فيما بعد الى الهجرة من العراق باتجاه مصر.
وشدد مقدم الندوة على ان جوهر المحاضرة والفكرة الرئيسة التي نخلص اليها بدراسة هذه الشخصية هي ان هذا البلد فيه فكر وعقول نحن بأشد الحاجة اليوم الى استدعائها واستحضارها.
من جهته قال الباحث عبد الحميد الرشودي ان الزهاوي الذي ظلمه جيله ومازال مظلوماً الى اليوم كان متطلعاً وذا افق واسع وعقل مبدع واعد الى العلم مجرداً من كل الخرافات والاوهام التي سيطرت على عقول الناس في ذاك الوقت .
واضاف ان الزهاوي تألم لما تعانيه المرأة من ظلم وقسوة في مجتمع رجولي جعل منها سلعة للبيع والشراء وتصدى بقوة لموضوع زواج الشغار (الكصة بكصة) وغيرها من الظواهر وتصدى لها في مقال شهير احدث ضجة كبيرة في العراق وخرجت مظاهرات تطالب بالقصاص منه حتى اضطرت الحكومة الى عزله عن وظيفته.
واشار الرشودي الى ان الزهاوي كان يرفض ان يحابي السلطات او يمدحها وان الحادثة الشهيرة التي تلخصت بالعرض الذي تلقاه لمنصب شاعر البلاط الملكي مقابل راتب كبير يبلغ 600 روبية الا انه رفضه مشدداً على انه مستعد لمنح الملك العامل في سبيل خدمة شعبة والتضحية من اجله بلا مقابل وبقي بعدها عاطل اعن العمل برغم العرض الملكي المغري .
وتابع ان الزهاوي لم يتوقف عن الاراء التنويرية المتقدمة حتى بعد رحيله الى مصر التي تم ترحيله عنها فيما بسبب هذه الاراء والروح الثورية التي استوطنت في هذا الشاعر الكبير الذي تم منعه من التجديد في مجلس المبعوثان بعدها بسبب مداخلته والفاظه التي لم تلاق قبول المتنفذين في الحكومة.
واشار الى ان الزهاوي قام في فترة الثلاثينات بالترحيب ومدح الفرق الفنية المصرية التي قدمت الى العراق وله حادثة شهيرة مع كوكب الشرق السيدة ام كلثوم التي أحيت حفلاً غنائياً في بغداد سنة 1936 وتمت دعوتها الى احتفال وداعي حضره عدد كبير من السياسيين والادباء والشعراء والقى فيها الزهاوي قصيدة اثرت فيها ودفعتها الى تقبيل يده شكراً على كلماته.
وختم بالقول ان الزهاوي الذي توفي سنة 1936 أقيم له تشييع رسمي سار فيه عدد كبير من الوزراء وتقدمته الفتوة العراقية وجماهير حتى مواراته الثرى في مقبرة ابو حنيفة النعمان في بغداد ووقف على قبره الشاعر معروف غني الرصافي والقى واحدة من اروع قصائد التأبين التي ترددها الناس الى اليوم.
جميع التعليقات 1
د.عباس محمد رحيم
يعتبر الزهاوي أول تنويري في الوطن العربي