في بدء الحرب مع إيران، أعلن الرئيس الإيراني الأسبق بني صدر ان انقلابا حدث بالعراق وأطاح بصدام حسين. رد صدام ساخرا: إن الرئيس اذا احتاج إلى أن يكذب فليكلف وزيرا أو مسؤولا اقل منه درجة يكذب بالنيابة عنه. هكذا هي أخلاق الطغاة. يشرعون الكذب على الناس حسبما يشتهون. لا يحتقرونه لأنهم جميعا يكذبون. لكن فيهم من يكذب بغباء وآخر بذكاء. وأظنني كتبت عن الفرق بينهما ذات مرة.
تذكرت بني صدر وصدام وقواعد الكذب عند السياسيين، وانا أطالع، يوم الخميس الفائت، تصريحا للنائب سلمان الموسوي عن ائتلاف دولة القانون أعلن فيه عن "استجابة الحكومة المصرية لطلب وزارة الخارجية بإغلاق مكتب قناة البغدادية في القاهرة". لم تكلفني عملية التأكد من صحة إعلانه غير ان اضغط على الريموت كنترول. وجدت البغدادية تبث يا مولانا! ماذا اسمي ذلك إذن؟ إنها ليست مجرد كذبة أوعز له الأعلى منه ان يقولها حسب قاعدة صدام وإخوته من الطغاة، إنما هي حلقة جديدة من مسلسل الضحك على عقولنا التي يتبعها ائتلاف القانون. وما اقبح الذي يضحك على شعب جريح وقتيل ومنهوب.
أي سياسي في الكون يكذب ولا يجد أمة تلطمه على فمه، ستدفع الثمن فادحا حاضرا أو مستقبلا. أما اذا كان الضحك يستهدف عقول أبنائها ولا تقلب الدنيا على رؤوس الضاحكين فلتقرأ على اسمها السلام إلى يوم الدين.
لست هنا بصدد الدفاع عن القناة، بل يكاد القلب ان يتفجر غيظا من كتلة سياسية تحكم بلدا وكأن لا أحد به يمتلك عقلا. الكذبة الكبرى، أو سموها الضحكة الكبرى على الناس، قول السيد، وأظنه حاج أيضا، ان مصر استجابت لطلب الحكومة العراقية. تصوروا ان مصر التي تعطي كامل الحرية لباسم يوسف ليسخر من رؤسائها تأبى ان تسمح لأحد ان ينتقد دولة المالكي!
ولأنه متأكد من ان لا احد سيحاسبه أو على الأقل يقول له تره مصّختها، أطلق العنان لمخيلته ليشدد على "ضرورة تعاون وزارة الخارجية وهيئة الإعلام والاتصالات والشرطة الدولية الإنتربول بإغلاق مكتب البغدادية". خو بدربك شدد على ضرورة تدخل مجلس الأمن وهيئة الأمم والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
يا سيدنا الموسوي خطرت ببالي فكرة قد تفيدك: أنا أيضا انتقد المالكي وعلى مدار الساعة وكذلك أقيم في مصر. لذا سايم عليك جدك ان بدربك تبلغ الحكومة المصرية بلكي تغلق عمودي!
مصّــختــوهــا
[post-views]
نشر في: 11 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
انت سيدي بعيد عن العراق وقلبك يتفطر ماذا تقول علينا نحن يوميا معاركنا تبدا من الساعة الثامنة حتى نهاية الدوام مع الصعاليك والعبيد للحاكم الواحد والحزب الصمد والمشكلة الكبيرة التى نعانيها والثقافة التي ترسخت بعقول العراقيين اذا ذهب المختار من هو البديل هذه