ذات ليلة من ليالي الشتاء دخلت سيمون دي بوفوار غرفتها، أضاءت الأنوار وجلست لتكتب، تدون ملاحظاتها وتتساءل أين المرأة من كل ما يجري في العالم؟، هل يمكن لهافي يوم من الأيام ان تحقق حريتها الشخصية.
اليوم أصبح العالم مسكونا بشيء اسمه المرأة، فلم يعد من الممكن تشكيل برلمان او حكومة في أي بقعة من العالم من دون النساء، وفازت امرأة مثل مارغريت تاتشر ابنة بقال إنكليزي بلقب الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وأصبحت بلدان أمريكا اللاتينية تستبدل رؤساءها العسكر بنساء أنيقات، ذهب العصر الذي كانت تشكو فيه سيمون دي بوفوار في كتابها "الجنس الآخر " العصر الذي تمردت فيه على سلطة رجل مثل سارتر ورفضت ان تصبح تابعة له مطلقة عبارتها المشهورة: لا "يولد المرء امرأة بل يصبح كذلك " .وقد أثار الكتاب في حينه ضجة كبيرة في فرنسا وخارجها وانتقده الكثير من الأدباء ومنهم احد أصدقائها الحميمين " البير كامو " الذي كتب يقول: " انه إهانة للرجل، كتاب يتسم بعدم اللياقة وبمخالفة الآداب العامة وبالوقاحة الصريحة"، واعتبره الحزب الشيوعي الفرنسي بأنه "إهانة للمرأة العاملة " فيما حرمته الكنيسة في روما، لكن سيمون دي بوفوار صمدت أمام جميع هذه الانتقادات لأنها صممت على خلق وعي ثقافي جديد في قضية المرأة إذ عرضت أوضاع المرأة من النواحي التاريخية والاجتماعية والنفسية والثقافية في القرن العشرين. حيث كانت المرأة تعاني اضطهاد الرجل الذي يتحول بفضل سطوته العاطفية عليها من إنسان بسيط الى رمز يشبه الآلهة. وتتساءل بوفوار إذا كان تاريخ النساء من صنع الرجال، فهل يعني ذلك أن المرأة هي التي سمحت للرجل بأن يعتبرها جنساً آخر؟ أم إن المجتمع هو الذي حكم عليها لتكون جنسا آخر؟ تابعا خاضعاً للرجل؟ وهل اختارت أن تكون في قفص عوضا عن أن تكون طائرا طليقا؟ إن المجتمع هو الذي ساهم في خلق الصورة النمطية للمرأة لتكون أنثى، خاضعة للرجل، صنعها المجتمع لتكون جنسا آخر، ألغى شخصيتها وطمس إنسانيتها، واعتبرها أنثى بالمفهوم المطلق جسدا كمتاع، حسب أهوائه، لا يمكن للإنسان العاقل أن يختار العيش في قفص، إلا إذا حكمت عليه ظروف الحياة أن يعيش مقيدا بالأغلال، قبل سيمون أطلق شاعرنا الزهاوي دعوته الشهيرة لمنح المرأة حقوقها:
وكل جنس له نقص بمفرده أما الحياة فبالجنسين تكتمل
يكتب علي الوردي :" في عام 1910 قامت ضجة كبرى في العراق حول قضية تحرير المرأة اشترك فيها صفوة المفكرين وقادة الرأي، وعلى رأسهم الزهاوي الذي كتب عدداً من القصائد تدعو الى السفور دفعت العامة من الناس الى اعتباره كافراً يريد إفساد أخلاق الناس ودينهم، وقد سببت له كتاباته الكثير من المتاعب وانتهت بتسريحه من وظيفته في إحدى مدارس بغداد. خلال الأيام الماضية تجددت معركة الزهاوي حول حرية المرأة ، لكن لم تكن شوارع الحيدرخانة مسرحا لها وإنما معرض الكتاب في أربيل الذي احتفل بمرور مئة وخمسين عاما على رحيل صاحب " اسفري ياابنة فهر " هذه المرة لم يجد الزهاوي نفسه في مواجهة مع شيوخ جامع الحيدرخانه وإنما مع حزب سياسي يصر على ان نعيش معه عصر الحريم .. ففي الوقت الذي صدح فيه صوت الزهاوي داخل أروقة المعرض افتى لنا رئيس كتلة الفضيلة النيابية عمار طعمة من ان حزبه بإمكانه تنظيم تظاهرات مليونية تطالب بتطبيق قانون الأحوال الجعفري واجزم لو ان الزهاوي عاد حيا لأعلن استعداده المشاركة في تظاهرات حزب الفضيلة تظاهراتهم، لكنه سيشترط عليهم أن يشتركوا معه في تظاهرة، ضد الانتهازية السياسية، وضد سارقي المال العام، وضد عصابات الجريمة المنظمة. وضد أمراء الطوائف .
الزهاوي وحزب الفضيلة في أربيل
[post-views]
نشر في: 11 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو اثير
سيدي الكريم... لايزال حزب الفضيلة محتفظ بتسمية كلمة الفضيلة عنوان له وكان ألأجدر به أن يسمى بحزب اليعقوبي أشارة الى منظره الفكري العتيد الذي لم نسمع له يوما أي رأي أو مشورة أو نقدا لأداء الوزارة والمسؤولين الحكوميين في تردي الخدمات والبسكويت الغير صالح لل
مؤيد الراهي
سيعيش شعر وفكر الزهاوي ( اسفري فالحجاب يبنته فهرإ هو داء في الاجتماع وخيم ) الى الأبد وسيخسئ عمار طعمه وفضيلته وقانون أحواله المدنية الجعفري أبد الدهر فهؤلاء رغوه كاذبه سيطيح بها الناس من كآس الحرية
سميح
اتريد الاحتكام الى الديمقراطية ام الى صوت رجل واحد يبيع رأيه وفكره كما فعلت انت ايها الكاتب ليعبر الزهاوي عن رأيه وليعبر عمار طعمة عن راية مالضير في ذلك واتركوا للناس الحكم ليرضوا او ليرفضوا