اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مرشحون ينكثون وعودهم الانتخابية بعد الظفر بلقب "النائب"!

مرشحون ينكثون وعودهم الانتخابية بعد الظفر بلقب "النائب"!

نشر في: 11 إبريل, 2014: 09:01 م

في البلدان المتطورة وذات النظام الديمقراطي لا توجد حواجز بين الحاكم والشعب وإنما حكم سيادة الشعب أي أن من حق كل فرد أن يلتقي المسؤول ويحاوره ويسمع مشاكله ومعاناته، مظاهر الديمقراطية في بلادنا لا نراها إلا مع قرب الانتخابات حيث يبدأ المرشح بجمع الناس

في البلدان المتطورة وذات النظام الديمقراطي لا توجد حواجز بين الحاكم والشعب وإنما حكم سيادة الشعب أي أن من حق كل فرد أن يلتقي المسؤول ويحاوره ويسمع مشاكله ومعاناته، مظاهر الديمقراطية في بلادنا لا نراها إلا مع قرب الانتخابات حيث يبدأ المرشح بجمع الناس ومحاورتهم وحل بعض مشاكلهم، وسرعان ما تمر الأيام ويصبح مسؤولا يختفي عن أنظار الناس وعن أقاربه تاركاً منزله والذهاب للسكن في منطقة أخرى. 

(المدى) أجرت تحقيقاً ميدانياً بشأن هذه الظاهرة والتقت بعض المواطنين المقربين من النواب وخرجت بهذه الحصيلة.

لم أرهُ منذ توليه المنصب في مجلس النواب
يروي زياد مهدي وهو صَدِيق لأحد الأعضاء في مجلس النواب انه لم يكن يعرف أن من يكون برلمانيا تهون عليه رفقة الخلان، معرباً عن أسفه من الأوقات الجميلة التي أمضاها معه.
يقول زياد البالغ من العمر 38 عاما "كنت معتاداً ومنذ سنين على الخروج معه وقضاء ساعات طوال في المقهى ولعب كرة القدم والسفر" مؤكداً انه هو من ساعده على الترشيح في الانتخابات البرلمانية لعام 2008 وعملا معاً البرنامج الانتخابي".
ويسأل مهدي مستغرباً ما الذي تغيـَّر؟ فوز صديقي في الانتخابات! هذه فرحة كبيرة لي قبل ان تكون له، مشيراً الى أنه "لم يمضِ سوى شهرين وغادر صديقي المقرَّب (البرلماني) بيته متجهاً لسكن المنطقة الخضراء.
ويضيف "اتصلت به مراراً وتكراراً بعد مغادرته المنطقة وكان يرفض الرد وسرعان ما تم تبديل خط الاتصال وبالتالي انقطعت كل وسائل الاتصال بيني وبينه"، مؤكدا انه لم يرَه منذ توليه منصب النائب حتى الآن.
مواطن لم يرَ برلمانياً إلا على شاشات التلفاز
يقول سيف جاسم من سكنة مدينة (الحرية) إنه لم يشاهد برلمانيا جالسا في مقهى ولا مطعم في منطقته ولا حتى أثناء زيارته للمناطق الأخرى، متسائلاً "أين يقضي النواب أوقاتهم"
ويعبـِّر سيف عن وجهة نظره قائلا "اذا كان البلد لم يتغير فيه سوى القليل على مختلف الأوجه الاقتصادية والسياسية والزراعية والصناعية وغيرها، ما هي الأعمال التي يقوم بها النواب التي تُثقـل كاهلهم وتؤدي الى عدم وجود الفراغ للنزول الى الشارع وممارسة حياتهم اليومية ؟ معرباً عن اعتقاده ان النواب يديرون أمور الحكم خارج البلاد.
ويضيف "لم أرهم إلا على شاشات التلفاز أثناء تصريحاتهم المضادة وتسقيط أحدهم للآخر"، الى جانب ذلك رؤيتهم عند مرورهم في الشوارع وهم في سياراتهم المصفحة ذات السرعة الفائقة التي تُرهب الناس وتُحدث الضجة".
لم يـزر المنطقة إلا في حالات الفواتح والأعراس
المواطن مثنى الشمري يروي ان أحد المرشحين لمجلس النواب الحالي في منطقته كان معتاداً على المشي في جميع أنحائها والجلوس في المقاهي وحضور مباريات الفرق الشعبية صباحاً ومساءً وهو يحمل برنامجا انتخابيا قائلا: (إذا فزت أسوي المنطقة جنـة)،معرباً عن استغرابه من اختفاء هذا المرشح بعد فوزه في الانتخابات من دون العلم الى أية جهة ذهـب.
ويؤكد الشمري أن "البرنامج الانتخابي الذي قدمه المرشح لم يرَ أصحاب المنطقة منه شيئاً"، لافتا الى ان "النائب لم يزر المنطقة منذ توليه المنصب (البرلماني) حتى الآن باستثناء زيارة أقاربه ما أثار سخط واستياء أهالي المنطقة عليه".
ويتابع المواطن واصفاً زيارة النائب لأقاربه فقط في الفواتح والأعراس "كانت المنطقة تدخل حالة خوف ورعب عند دخول موكبه متسبباً في إغلاق الشوارع المؤدية الى البيت الذي يرتاده، إضافة الى انتشار المونيكات بين الأزقة والشوارع".
ويشير مثنى البالغ من العمر 21 عاما الى أن "وعوداً كثيرة سمعناها ولم نرَ منها شيئاً" معربا عن اعتقاده من عدم اختلاف أي شيء في البرامج الانتخابية التي قدمت سابقا والتي ستقدم حاليا وبقـاء الوضع كما هو".
ساعتان فقط لحضور مجلس عزاء والدته 
يعدد المواطن أيمن الحسن الامتيازات التي كانت تحصل عليها منطقته بسبب وجود أحد المرشحين الكبار للانتخابات المنصرمة قائلا "كانت الكهرباء مستمرة سوى انقطاع بسيط لا يتجاوز 10 دقائق إضافة الى وصول النفط والغاز وبأسعار رخيصة".
ولفت الحسن الى أنه "ما إن أصبح هذا المرشح برلمانياً سرعان ما غادر منزله تاركاً المنطقة بأقل من أسبوع"، مشيراً الى ان الغريب في الأمر ان المنطقة ساءت حالتها وعادت الكهرباء تقطع وتستمر لساعات طوال ولم تعــد الخدمات كما كانت سابقاً"!
ويؤكد المواطن أيمن الحسن انه كان حاضراً وجود النائب الذي توفيت والدته في المنطقة ولم يبقَ في مجلس عزائها سوى ساعتين، منوِّها الى انه "في تلك الساعتين جاء العديد من النواب لتعزية النائب، أي أن مجيئه كان لتلقي التعزية من أقرانه في البرلمان".
لا أرى النائب إلا في حالة نزوله الإعلامي
من جهته يشير حيدر شاتي الى أنه "أصبح من الصعب رؤية النائب إلا في حالات تفرض عليه النزول كضغط وسائل الإعلام على أدائه وانجازاته مبيناً ان "هذا ما يُجبره على النزول الى الشعب ليقدم التبريرات".
ويدعو شاتي النواب الذين أخفقوا في العملية الانتخابية للسنوات الماضية الانسحاب وإعطاء الفرص للغيــر، آملا أن "يقدم هؤلاء الجدد ما لم يستطع أن يقدمه الآخرون في الدورة المنصرمة".
وفي السياق نفسه جاء رأي المواطن خضر الياس ناهض الذي يقول إنه شاهد أحد النواب قبل قرابة ثلاثة شهور وهو يسحب مياه الأمطار وما هي إلا دعاية انتخابية"، مستنداً في حديثه قائلا: أين كان قبل سنتين او ثلاث سنين ، ألم تكن الشوارع تمتلىء بمياه الأمطار"؟
ويوضح أن مَن يقوم بمثل هذه الأفعال في الفترة المقترنة بقرب الانتخابات لا تعــد خدمة وإنما هي دعاية ترويجية لانتخابه"،معرباً عن توقعه عدم اختلاف توجهات المرشحين الحاليين لأنهم ينضمّون إلى الكتلة أو الائتلاف أو الحزب".
 
مرشحون غادروا مناطقهم بعـد الظفر بلقب "النائب"
المواطن حيدر فاضل يؤكد أن "الكثير من النواب كانوا أثناء فترة ترشيحهم أقرب لنا من عوائلنا حاملين برامجهم الانتخابية ويجوبون المحلات والأزقة وهم يعدون بكل ما هو خير وصلاح".
ولفت فاضل إلى أن "الارض لا تخلو من الناس الطيبين فهناك أحد النواب لا داعي لذكر اسمه هو إنسان شريف عمل الكثير لخدمة منطقته استمر لدورتين انتخابيتين على التوالي"،مشيراً الى ان "النائب ظل يعيش بالقرب من الناس يلتقي بهم ويقضي حاجاتهم ويحل مشاكلهم حتى الآن وهو مرشح للدورة الانتخابية المقبلة".
ويرى حيدر ان "من الصعب القول لا توجد خدمات قدمت من قبل هؤلاء النواب طيلة فترة عملهم بالمجلس إلا أن نسبتها ضئيلة جدا لا تتجاوز 20% "، موضحا ان الدورتين الانتخابيتين جاءتا مخيبتين لآمال جميع العراقيين معتقداً ان الانتخابات المقبلة لن تغير من الواقع شيئا سوى اختلاف في بعض الوجوه والبرامج الانتخابية التي ستظل حبرا على ورق".
البرامج الانتخابية خـدعة تجعل الشعب ينتخب
توضح المواطنة شهلاء المطوّع "أن في منطقتها رشح الكثير في الانتخابات البرلمانية السابقة البعض منهم فاز والآخر لم يفــز"، مشيرة الى أن الأمر المثير للجدل هو: أين النواب الذين فازوا ، لم نرَ وجوههم ولا حتى برامجهم التي كانوا يعرضونها قي كل مجلس وحديث"؟ وتوضح شهلاء الساكنة في منطقة (الشعب) أن "المدينة كبيرة وفيها العديد من المناطق التي تفتقر الى الخدمات يرتادها هؤلاء المرشحون يعطون الوعود لأهاليها بأنهم في حال فوزهم سيقومون بإجراء تغييرات جذرية عليها"، مشيرة إلى أن "أهالي المنطقة صدقوهم وقاموا بانتخابهم بحثاً عن مَن ينظر إليهم ويحقق مطالبهم".
وعـود وإهمال متراكم
يشير المواطن فؤاد محمد إلى أن في الانتخابات المنصرمة قام احد المرشحين في منطقة العامرية و(النائب) في مجلس النواب حاليا بتوزيع البطانيات على المنطقة طالبا منهم انتخابه، مؤكدا أنه "بعد توليه المنصب في المجلس اختفى نهائيا عن المنطقة"!
ويلفت محمد إلى أن "الأمر الذي زاد من سخط ألأهالي هو الإهمال الذي تعرضت له المنطقة طيلة هذه الفترة "، عاداً ذلك تجاهلا من قبل النائب أولا الذي يمثل المنطقة إضافة إلى انعدام وجود الخدمات التي عُرضت في برامجه الانتخابية.
ويوضح أن "هناك الكثير من النواب الذين عملوا على هذه الشاكلة وقاموا بتقديم برامجهم الانتخابية وأعطوا وعودهم لأهالي المناطق الفقيرة بتغيير حالهم إلى الأفضل إلا أنه سرعان ما سقطت تلك الوعود مع قيام هؤلاء النواب بترك مناطقهم هروباً من واقع الحال الذي تعيشه تلك المناطق".
ويؤكد المواطن أنه لم يرَ النائب سوى في فترات الانتخابات عند نزوله إلى الشارع وحضور المجالس والندوات الشعبية والتكلم مع الشباب على أنهم هم عمود المستقبل وعليهم يقع العاتق الأكبر في مسك زمام الأمور".
أمور كثيرة وفوارق كبيرة وخطوط حمر بين الشعب والمسؤولين أدت إلى انعدام ثقـة البعض بهؤلاء المرشحين في الفترة الحالية فالشعب لا بـد له أن ينتصر وينتخب مَن هو فعلا جدير بأمور حكم البلاد وليس من هو قادم للحصول على منافع شخصية لا تنفع سوى ذويه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram