بعض الناس لا يجدون غير اللوم يقابلون به أي حدث جلل كنوع من التفاعل مع الآخرين ، فهم ينحون باللائمة على السائق الذي تقتله عصابة ما لأنه لم يسارع الى تسليمهم "سويج " السيارة وفوقه " بوسه " قبل ان تفور أعصابهم ويقتلوه، ويلومون الموظف الذي يطرد من دائرته لأنه بالغ في نزاهته وهو يكشف للمدير عن قضية فساد إداري بينما يكون المدير هو الرأس المدبر لها ..وقد يلومون امرأة مكافحة تعمل خارج المنزل طوال النهار لإعالة أسرتها حين يقع لطفلها حادث ما وهو في رعاية قريبة لها ..ويستمر مسلسل اللوم طالما يحاول هؤلاء ان يقولوا كلمتهم ويمضوا دون ان يمدوا يد مساعدة حقيقية للمرء المنكوب ..هذه الأيام يبرع اللائمون في ممارسة هوايتهم وهم يسمعون أخبار التفجيرات الكارثية التي تتوزع بالتساوي في أنحاء العراق كافة ، فهم يلومون الناس على تعريض انفسهم للموت دون ان يعطوهم بديلا يجنبهم ذلك ..
مسلسل آخر من اللوم بدأ مع اقتراب الانتخابات فهناك فريق يلوم أبناء المناطق الغربية على الوقوف في ساحات الاعتصام للحصول على مطالبهم ثم استغلال هذه الاعتصامات من قبل بعض المنتفعين وأصحاب المصالح السياسية لإلصاق صفة الإرهاب بها وبالتالي إعطاء الحكومة ذريعة لضرب تلك الساحات والحصول بجدارة على بطولة مقارعة الإرهاب للتباهي بها كورقة انتخابية بينما مازالت الأمور كما هي ولم يتم دحر الإرهاب حتى هذه اللحظة ..
فريق آخر يلوم الحكومة على إثارة قضية العلواني وساحات الاعتصام بهدف استخدام الحل العسكري ما ادى الى خسارة أرواح بريئة من أبناء الجيش والمدنيين من أبناء المناطق الغربية بينما لم تحقق الحكومة الهدف الذي زمرت وطبلت له وبقي الحال كما هو عليه مع استمرار الخسائر بالأرواح والمعدات والبنى التحتية وقبل كل ذلك بالثقة والترابط والتآخي بين أبناء الشعب الواحد فمثل هذه الأفعال لابد وان تغرس نبتة الطائفية المقيتة في نفوس البعض ويغذيها الجهل او التعصب فتتحول الى حقد لا يليق بالعراقيين..
مؤخرا ، صادفت ايضا من استخدم سلاح اللوم ليواجه به من ينوي المشاركة في الانتخابات بحجة ان لا شيء سيتغير وستعود نفس الوجوه لتحتل المواقع القيادية لأنها قادرة على استخدام كل الوسائل التي تساعدها على ذلك ولأنها ستستغل الفراغ الذي خلفه غياب وجوه عديدة أخرى سواء بالاجتثاث او بسبب الأزمة المعروفة ..وهناك من يلوم المرشحين انفسهم على انفاق الملايين وسلوك مختلف السبل للفوز بالانتخابات فالنتيجة لدى هؤلاء اللائمين معروفة سلفا كما يبدو ..
الى متى سنواصل هواية اللوم فلا نبحث عن مسببات الأزمات والهدف من تصعيدها ثم نحاول إيجاد حلول لها ..ولماذا نسلك سبيل اللوم ونحن نقبل على مرحلة يمكن ان يتحقق بها شيء من التغيير ..لابد لنا اذن من المحاولة دائما لتغيير الأوضاع الخاطئة ..وهل هناك خطأ اكبر من الاستسلام وممارسة هواية اللوم ..؟
هواية "اللوم"
[post-views]
نشر في: 11 إبريل, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو همس الأسدي
اللوم .. نهج وسلوك تربوي يعكس حالة الضعف والجبن وعدم القدرة على المواجهة أو التشخيص لاسيما وأن اللوم يقع على العموم على الضعيف والمعتدى عليه ؟ وهذه الصفه جزء من الشخصيه الأنتهازية التي تلمع القوي دائما وتضع الملامة والتقصير على الأضعف والمظلوم !