اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي وكراسة الديمقراطية للمبتدئين

المالكي وكراسة الديمقراطية للمبتدئين

نشر في: 12 إبريل, 2014: 09:01 م

تقوم الدول الاستبدادية على قاعدة القائد الأوحد البطل الأسطوري الذي ينقذ البلاد من محنتها بأبسط شروط ومطالب العدالة الاجتماعية.
يكتب ايزنهاور في رده على رسالة وجهها طالب امريكي يسأله عن معنى الزعامة بالقول: عندما تتألف امريكا من زعيم واحد ومئة وأربعين مليون تابع فأنها لا تعود امريكا، حربنا الاخيرة لم يربحها رجل واحد بل ربحها الملايين من الرجال والنساء، وفي السلم يقود زمام هذا البلد أيضا ملايين الرجال والنساء".
عندما احس القائد الوطني جعفر ابو التمن بأن  الحكومة تريد تعطيل عمل مجلس النواب قاد جماعة من  السياسيين ليعرض مطالب الشعب على الملك فيصل الاول مطلقا مقولته الشهيرة في شجاعة "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذي لا إله إلا هو إننا لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم". يحاول اليوم بعض السياسيين ومعهم وسائل اعلام تغذية نوع جديد من الدكتاتورية اطلق عليه  "الدكتاتورية الأبوية" وهذا المدلول يمثل تماما العلاقة بين الأب والأبناء في الأسرة أو العلاقة بين رئيس القبيلة ومرؤوسيه. ويمكن تحديد صفات تميز هذا النوع من الدكتاتويات: 1- عدم المحاسبة عن نتائج أعماله، او عن  طريق مؤسسة قضاء مستقل أو سلطات مجتمع مدني.2- دائما ما يستند هذا النوع من الدكتاتوريات إلى مرجع أخلاقي أو ديني، و لكن بدون وجود سلطة محاسبة على الالتزام بهذه المراجع. 3- اقترابه من مرتبة التقديس الإلوهية أو كما ذكر الكواكبي  "إنَّه ما من مستبدٍّ سياسيّ إلى الآن إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله، أو تعطيه مقامَ ذي علاقة مع الله بالعودة إلى موضوعة الدكتاتورية العادلة تجد أن مفهوم العدل المرتبط بشخص الدكتاتور انما هو نوع مزيف  فما هو العدل الذي سوف يتميز به الديكتاتور، وبماذا يختلف عن العدل الذي يتم بالخضوع لقوانين الدولة أو تشريعاتها، هذا التصور".
 يكتب مونتسكيو في كتابه الشهير روح القوانين  ان الديكتاتور هو: الذي ينفرد بالرأي والحكم وفقا لأهوائه ورغباته دون مشاورة أو استرشاد من أحد، ولا يملك أية فضيلة يعتمد عليها في تأكيد مشروعيته  السياسية سوى ما يحاول أن يزرعه في أذهان وقلوب المجتمع من الخوف والمهانة، بحيث لا يكون في نفوسهم سوى الترهيب والتخويف، اعتقادا منه بأن ذلك يوفر الطمأنينة والسلام  "..تخبرنا تجارب الشعوب بان اكثر من عشرة رؤساء تغيروا في امريكا منذ منتصف القرن الماضي، وتقلبت فرنسا من الديغولية الى الاشتراكية الى الوسطية اكثر من مرة، وخرج من الحكم زعماء في بريطانيا بحجم ماكميلان وتاتشر ولم تقم مظاهرة في نيويورك  او باريس او لندن، ولكننا في العراق ما ان قررنا ان نفتح نوافذ للحرية وان نتخلى عن  نموذج " القائد الضرورة"، حتى وقف البعض من ساستنا ضد هذه الفكرة المجنونة، مصرين على ان نبقى نردد مثل الببغاوات "بالروح بالدم.. نفديك يابطل" يحاول ائتلاف دولة القانون ايهام الناس ان العراق سيذهب الى المجهول بذهاب المالكي ،المطلوب ان تغيب العقول وراء ضباب الجهل، مظاهرات  واحتجاجات يقودها مسؤولون وساسة  يريدون تزييف  الوقائع بشعارات فارغة من اجل حاكم يجثم على نفوس المارة في اي من شوارع اليوم الناس بحاجة الى بناء دولة حديثة. وهذا يعني أن كل "البكتيريا" المضرة التي تكونت على جسد الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة، لا بد من مكافحتها وازالتها باجود انواع "مبيدات" الديمقراطية.. فلامكان لمسؤول وسياسي يعتقد ان المنصب فرصة للاثراء بسرقة البلاد.. فالمكان فقط لدولة، تتحقق فيها الحريات العامة، ويجد فيها المواطن مناخا للتعايش لا للسيطرة من طرف واحد. هذه هي الديمقراطية التي لن تقف في انتظار إشارة مرور من حنان الفتلاوي أو موعظة من إبراهيم الجعفري.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram