اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الراغبون بالمشاركة في الانتخابات المقبلة يتخوفون من صفقات الكتل المهيمنة

الراغبون بالمشاركة في الانتخابات المقبلة يتخوفون من صفقات الكتل المهيمنة

نشر في: 13 إبريل, 2014: 09:01 م

مع بدء العـد التنازلي لانطلاق عملية التصويت الانتخابي لاختيار المرشحين للدورة الانتخابية المقبلة، في الثلاثين من الشهر الحالي، يواصل المرشحون نشر دعاياتهم الانتخابية عبر وسائل الإعلان بجميع أشكالها، المقروءة والمسموعة والمرئية، للتعريف بقوائمهم وأرقا

مع بدء العـد التنازلي لانطلاق عملية التصويت الانتخابي لاختيار المرشحين للدورة الانتخابية المقبلة، في الثلاثين من الشهر الحالي، يواصل المرشحون نشر دعاياتهم الانتخابية عبر وسائل الإعلان بجميع أشكالها، المقروءة والمسموعة والمرئية، للتعريف بقوائمهم وأرقام كياناتهم وتسلسلهم، كما يتواصل عرض برامجهم الانتخابية للجمهور عبر اللقاءات المباشرة . 

عشية هذا الاستحقاق الهام أبدى عدد من المواطنين رغبتهم بالمشاركة بقـوة فى الانتخابات بهدف اختيار الأفضل للدورة المقبلة، فيما عبّر آخرون عن مخاوفهم من الصفقات الكبيرة للكتل السياسية المهيمنة، التي ظهرواضحاً للرأي العام أنها اختارت أسماءً لامعة أعلامياً غير أنه لم يُعرف عنها تقديم أي شيء مقنع للوطن والمواطن.

(المدى ) أجرت استطلاعاً أبدى فيه عدد من المواطنين رأيهم في المشاركة ونتائج الانتخابات .

التلاعب على القوانين يساوي الخيانة
أبو زهراء، خريج كلية القانون، يعمل فى أحد المحال التجارية فى منطقة الكريعات، قال إنه لاحظ عملية تمزيق صور المرشحين وشعاراتهم التي وزعت فى شوارع بغداد، ورأى أن هذا مؤشر واضح على رغبة مُسبقة بتزوير الانتخابات، من خلال التأثير على نتائجها بطريقة غير مشروعة، وربما تدل عملية التمزيق هذه على عجز في تحقيق تلك الرغبة، لكنها في الحالتين تدل على ضعف الشعور بالمسؤولية الأخلاقية، في صيانة حق المواطن في الإطلاع على طبيعة برامج القوائم الانتخابية ومعرفة مرشحيها، وهذا بحد ذاته يُعــد إنتهاكاً لقواعد اللعبة الديمقراطية، واستهانة بمشاعر الناخبين. 
ابو زهراء أوضح أن مفهوم الديمقراطية لا يعني أن (يلعب) كل طرف على الأطراف الأخرى، كما فهمتها الاحزاب القائمة اليوم، وإنما تعني أن يمارس الجميع العملية الديمقراطية بروح رياضية، بدءاً من الدعاية الانتخابية وانتهاءً بتقبل النتائج، سواء فاز الطرف المعني أم خسر، ففي التبادل السلمي للسلطة لا يوجد طرف خاسر دائماً، ولا طرف فائز دائماً ، المهم هو فوز الديمقراطية، لأنها الضمانة الوحيدة لتطور الدولة والمجتمع. إن عدم فوز قائمة معينة لا يعني هزيمتها النهائية، بل يُفترض بها أن تراجع برامجها ونقاط ضعفها كي تتلافاها في الدورات القادمة، أبو زهراء دعا الجميع لقبول النتائج، وهو على قناعة بأن على الجميع الإلتزام بأصول الديمقراطية، وليس التلاعب على القوانين أو على الأطراف الأخرى، لأن التلاعب على القوانين هو مثل الخيانة . 
 
الخوف من صفقات بين الكتل
المواطن فاضل عباس من سكنة الاعظمية، يشير إلى عزوف المواطنين عن التعامل مع بعض المرشحين، الذين يؤمّلون المواطنين بوعود تنقذهم من شظف العيش والفاقة والمرض والجوع، ويحاولون استغلالهم بلعبة الانتخابات التي ينقصها الضمير والأخلاق، وتنعدم هذه الصفات عند هؤلاء المرشحين الضعفاء، عباس أوضح أنه كان له رأي ببعض الذين اشتركوا بدورات انتخابية سابقة، ولم يحصلوا سوى على عشرات الأصوات من أفراد عائلتهم فقط ، ونراهم يرشحون مرة أخرى، وهذا دليل على اتفاق مسبق للكتل السياسية يثير القلق، لعدم قناعة المجتمع بشخوصهم، بالرغم من دفعهم لملايين الدنانير للصور والدعايات الانتخابية التي تشوه جدران المدينة وأزقتها، مع الأمل بفشلهم في جولة الانتخابات المقبلة.
نشارك في الانتخابات لضمان التغيير 
المواطن كريم المعيني يوضح انه سيشارك فى الانتخابات المقبلة لضمان التغيير، سواء فى الوجوة أو طبيعة الأداء، وهو يؤكد أن هذا أصبح مطلباً جماهيرياً، لاسيما أن المواطن فقد الكثير من الخدمات وغيرها من الأمور المهمة فى حياته، كريم أعرب عن قلقه من اتفاقات يحتمل عقدها بين الكتل التى لا تحظي بالمقاعد التى كانت تتوقعها، مما سيدفع الكثير من أصحاب الكتل لنقديم التنازلات المتبادلة بغية الحصول على حضور مميز، وهذا الأمر لن يكون في صالح المواطن ولا المصلحة العامة، لأن الذي لم يُنتخب ولم يحصل على ثقة المواطنين سيحصل على مقعد، وهذا ضد رغبه الناخب العراقي، فالأمر يحتاج إلى حسابات معقدة، لضمان أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.
المعيني دعا المواطنين إلى عدم الوقوع في فخ الطائفية وأحزابها بخاصة، لاسيما أن الكثير من الأحزاب المهيمنة ولأسباب ودواعٍ معروفة ومكشوفة تتجة إلى المرجعيات الدينية ومنها من يصل بها الأمر حد الادعاء بحصول تلك الزيارة، لمجرد لبس الغطاء المعني والتصيد في المياه العكرة، وكل ذلك يتم بإنفاق مبالغ ضخمة عبر مسالك معروفة والآخر من الأحزاب التي تتلقى الدعم الخارجي الإقليمي. المعيني أوضح أن الشعوب تفتخر بالعديد من الإنجازات ومنها أن يكون البرلمان نموذجياً بتطبيقه شعارات الدفاع عن مظالم البسطاء، وأشار أن هواجس المواطن تتركز اليوم على الخوف من لجوء البعض إلى التزييف أو التزوير لهذه الجهة أو تلك بخاصة في وضع يخضع لتجاوزات أمنية خطيرة حيث توجد مناطق تسيطر عليها عصابات الجريمة وتلوي ذراع أهاليها.
المخاوف من دول الإقليم 
المواطن حسن هادي 33عاماً حلاق فى منطقة الشعب أعرب عن قناعته بأن بعض الائتلافات المتنافسة قبل الانتخابات ستعمل على التقارب بعد ظهور النتائج، وستعيد تحالفها مرة أخرى، معرباً عن أمله في عبور هذه المرحلة للوصول إلى بداية النهاية لمعاناة المواطنين التي عاشوها طوال السنوات الماضية، حسن أشار إلى أهمية عبور مرحلة الانتخابات بسلام، لكي تنشط الحركة التجارية، وتدور عجلة الإعمار والبناء، التي تأثرت كثيراً لأسباب عدة، أهمها المحاصصة الطائفية التي دفعت ببعض الكتل في البرلمان، إلى تعطيل إقرار القوانين المتعلقة بالخدمات، حيث أصاب المواطن العراقي احباط قد يدفعه إلى عدم الذهاب إلى صندوق الاقتراع، ذلك إن النتائج المتحققة من أداء البرلمان والحكومة في السنوات الأربع الماضية كانت ضعيفة، وخلقت لدى المواطن ردة فعل قد تدفعه لعدم التفاعل مع المناسبة الانتخابية الجديدة، حسن أوضح أن جميع هذه الاشكاليات خلقت نوعاً من القلق، ولكنه برغم ذلك أكد مشاركته في الانتخابات متخوفاً من الصفقات التي يمكن أن تعقد بتأثير دول الإقليم المجاورة.
الابتعاد عن الاصطفافات الدينية والمذهبية
وليد السبع مدرس لغة انكليزية فى الاعدادية المركزية يوضح ضرورة المشاركة في الانتخابات، لأنها ستؤدي إلى تغيير الواقع الذي يشكو منه المواطن، ففي عهد النظام البائد لم يكن ذلك ممكناً، لكن اليوم أصبح بإمكان المواطن محاسبة المسؤول ومعاقبته من خلال صندوق الاقتراع، مشيراً إلى دور التوعية العشائرية في الابتعاد عن الاصطفافات الدينية والمذهبية على حساب الكفاءة، لأنها ستؤدي إلى تكوين برلمان مجموعات وطوائف وليس برلمان دولة يفكر بالمصلحة العامة للبلاد . السبع أوضح أن استحداث البطاقة الالكترونية في الانتخابات المقبلة ظاهرة حضارية وستسهل على المواطن الانتخاب بسهولة، بشرط أن لا تخضع هذه البطاقة إلى إجراءات روتينية جديدة، تُعقـِّد عملية المراجعة، فبعد حمل هذه البطاقة يجب أن لا يحمل المواطن أي مستمسك رسمي آخر، ولذلك لابد من توحيد الإجراءات الإدارية لدى مكاتب الاقتراع، بشكل لا يؤدي إلى إشكالات قد تؤدي بالمواطن إلى التقاعس والعزوف عن المشاركة في الانتخابات.
ننتخب مَن يمثلنا ويؤمن لنا مستقبلا
ابو احمد صاحب مخبز فى منطقة الصليخ يرى أن الانتخابات البرلمانية القادمة مهمة جداً، ويؤكد أنه سأيدلي بصوته حتى لا يكون متشائما بينما لديه أمل كبير بالتغيير الذي سيحصل حتماً، لأن "العقل العراقي بدأ بالنضوج وبات لازماً علينا ان ننتخب من يمثلنا ويؤمن لنا مستقبلا يتوافق مع المرحلة القادمة ويضمن حقوقنا كعراقيين". 
ابو احمد يقول "إن ذهابي إلى الانتخابات متعلق ببصيص من الأمل الذي ربما يتحقق، ولكني أتمنى أن يتحقق ويكون سهل المنال وأرى ان ذلك ليس مستحيلاً، لأن ارض العراق زاخرة بالخيرين والنجباء وخرَّجت العديد من الأجيال الذين حملوا أعباءً ومسؤوليات" ويختم بالقول إنه ليس مستبعداً تحقيق الأماني، لأن المسؤولية ليست بالهينة فهناك من يريد استمرار الأزمات بين أبناء البلد الواحد.
نتناقش على مَن نصوِّت؟ 
السيدة شيماء دحام موظفة فى وزارة الصحة تتمنى أن تكون للعراق هيبته ومكانته فى المحافل الدولية، وهذا يتم عبر بناء نظام ديمقراطي يُقتدى به، ولهذا "أتمنى أن أرى أعضاء البرلمان وهم يقرأون ملامح وجه المواطن، وأن يسعوا بجدية لتحقيق جزء من أحلامه المتمثلة بالعيش بأمان وكرامة"، شيماء تابعت "أن المواطن لا يريد سوى أن تكون لديه قيمة حقيقية في المجتمع، واحترام كرامتة الانسانية، وتوفير الخدمات وتطوير المستوى المعيشي والتعليمي، وأن يتمتع عضو البرلمان أو الوزير في الحكومة بالعلمية والمهنية، شيماء توضح أنها ومعها جميع افراد العائلة سيشاركون في الانتخابات وأنهم يقومون الآن بدراسة مرشحي القائمة التي ينوون التصويت لها والتعرف على المرشحين بشكل واقعي ومدروس، ويناقشون لمن سيصوتون، لاسيما أن البعض من المرشحين شغلوا عدداً من المناصب ونعرف من هو النزيه ومن هو الذي يخدم البلــد ؟
أم لأربعة شهداء متخوفة من النتائج
أم صلاح 67عاماً أم لأربعة شهداء ما بعد (2003) والخامس معتقل تبين لـ( المدى ) أن الحكومة الحالية خيَّبت الظنون، " فأنا لديّ أربعة شهداء جمعيهم ضحية الإرهاب حيث استشهد أولادي منذر ورياض وخالد و صلاح، جميعاً أثناء الحرب الطائفية والآخر معتقل منذ خمس سنوات، أتمنى من البرلمان القادم والحكومة أن تأخذ بنظر الحسبان حقوق المعتقلين وشجونهم ومعاناة الاهالي، خصوصاً الأبرياء منهم لكنني متخوفة من النتائج.
107 قوائم انتخابية 
رئيس الدائرة الانتخابية فى المفوضية مقداد الشريفي، أشار فى تصريح صحفي إلى أن عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها بلغ (277) كيانا سياسياً وبعد الائتلافات والانسحابات اصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات (107) قوائم انتخابية تتوزع بواقع (36) ائتلافاً سياسياً و(71) كياناً سياسياً، الشريفي أوضح أن نتائج قرعة أرقام الكيانات السياسية المتنافسة في انتخابات مجلس النواب جرت بشكل سلس وبكل مصداقية وشفافية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram