قبل ترويج الحلاقين "لزيان نمرة صفر" وجعله الموديل السائد بين الشباب، تضامنا مع الصلعان، كانت "البكلة " لدى النساء او الكعكولة للرجال، قصة الشعر المفضلة لكلا الجنسين، كتقليد لنجوم السينما المصرية، والصلعان خارج اللعبة، واذا حاول احدهم الاستعانة بالشعر المستعار للحصول على كعكولة الممثل الراحل انور وجدي، ينفضح امره ويصبح اضحوكة للزعاطيط وشباب الحي.
يوم وصلت المعلمة لميعة الى مدينة صغيرة في جنوبي العراق استقبلها مدير الناحية وكبار المسؤولين، ولحظة نزولها من باص الخشب، انفرجت اسارير المحافظين من الرجال، لان بنت بغداد كانت ترتدي العباءة، فاعربوا عن سعادتهم وارتياحهم بحصولهم على فتاة ملتزمة محتشمة ستتولى تعليم بناتهم، ولكن ما اثار استغراب بعض المستقبلين "بكلة لميعة" الكبيرة البارزة، حتى اصبحت مدار حديثهم اليومي، فانتقل الى نساء الناحية، وبدورهن ابدين استغرابهن من حجم البكلة على الرغم من ان النساء لم تتوفر لهن فرصة مشاهدة المعلمة لإصدار أحكامهن على "البكلة".
لميعة كانت المعلمة الوحيدة في الناحية، باشرت عملها في مدرسة ابتدائية للبنات، ومع مرور الايام استطاعت توطيد علاقاتها بتلميذاتها بالحب والاحترام، وكانت الوقائع اليومية في المدرسة تنقل الى البيوت، فازداد اعجاب الرجال والنساء بدور المعلمة في تدريس البنات وتعليمهن التطريز واعداد المعجنات والخياطة، فتحول الاعجاب الى حب من طرف واحد لدى بعض الرجال العزاب، ورغبتهم في الزواج من المعلمة باءت بالفشل لانها، وكما نقل عنها لاتريد زوجا اقل من متصرف لواء، بمقاييس الحاضر الشخص الذي يشغل منصب المحافظ.
شهرة لميعة و"بكلتها" وصلت الى قرية تابعة للناحية، فاقسم احد رجالها وكان من كبار الاقطاعيين المعروف بتعدد الزوجات، ومغامراته النسائية وصولاته في ملاهي العاصمة، وعلاقاته براقصات ومطربات ذلك الزمن بانه سيتزوج "ام بكلة" وابدى استعداده بمنحها الاموال الطائلة وتسجيل عقارات باسمها في حال موافقتها، وبخلاف ذلك سيلجأ الى الخيار العسكري لتحقيق رغبته، ولكن محاولاته فشلت حتى في لقاء ست لميعة، لانها توجهت الى اهلها في بغداد، فصدرت الاوامر من جهات عليا موجهة الى متصرف اللواء تقضي باستدعاء "المحفوظ"، وإقناعه بالتخلي عن فكرته وفي حال رفضه، يحال الى القضاء بتهمة تهديد موظف حكومي اثناء اداء الواجب الرسمي .
"المحفوظ" رفض نصائح التخلي عن فكرته بالزواج، فسافر الى بغداد ليتصل بمسؤولين قد يساعدونه على طلب يد لميعة من ابيها، وفشلت محاولاته، وعاد الى قريته يجر اذيال الخيبة، لاسباب كثيرة اهمها انه لايجيد القراءة والكتابة، ولميعة ترفض الارتباط برجل متزوج مهما كانت مكانته الاجتماعية وحجم ثروته، وانتهت القصة، وأصبحت من الماضي.
نموذج "المحفوظ" جدد حضوره في المشهد السياسي العراقي عبر الانضمامالى قوائم انتخابية، لخدمة الشعب العراقي وبعد انجاز هذا الهدف النبيل قد يتطلعاحدهم للزواج من امرأة تحمل "بكلة" كبيرة، ولاسيما ان بعض اعضاء مجلس النوابالحاليين والسابقين، اعلنوا تشجيعهم لتعدد الزوجات في اطار حملتهم لرعاية الارامل،والقضاء على ظاهرة العنوسة في العراق.
"بكلة" لميعة
[post-views]
نشر في: 13 إبريل, 2014: 09:01 م