تعتز النساء الكرديات في إقليم كردستان بالزي التقليدي أكثر من الرجال كما إنهن غالبا ما يهدين بعض تلك الأزياء الى صديقاتهن من قوميات أخرى او الى بعض العوائل الوافدة على الإقليم من داخل العراق او من الجزء الكردي بسوريا.وبحسب تقرير تابعته "المدى " فان ال
تعتز النساء الكرديات في إقليم كردستان بالزي التقليدي أكثر من الرجال كما إنهن غالبا ما يهدين بعض تلك الأزياء الى صديقاتهن من قوميات أخرى او الى بعض العوائل الوافدة على الإقليم من داخل العراق او من الجزء الكردي بسوريا.
وبحسب تقرير تابعته "المدى " فان النساء في العراق لا تعتز بأزيائهن التقليدية مثلما تفعل المرأة الكردية، فالزي الكردي يمثل رمزاً للهوية القومية والانتماء عموماً.
مناسبات كثيرة تلك التي يظهر فيها الزي الكردي في شوارع إقليم كردستان. ففي عيد النوروز ترتدي النساء جميعهن زيهن القومي التقليدي بغض النظر عن مستوى تعليمهن وانتمائهن السياسي وأفكارهن الاجتماعية.
وفي أيام الجمعة حيث تخرج العائلات الكردية إلى الجبال لقضاء عطلتها وتعود ليلاً أو في نهاية اليوم، ترقص النساء على أنغام الموسيقى الكردية الصاخبة وفق نسق معين من الصعب أن يجيده الوافدون إلى الإقليم كما جاء في تقرير صحيفة "الحياة".
والاعتزاز بالزي الكردي دفع في اتجاه إعلان تخصيص يوم له، والسماح للموظفات والعاملات في المهن العامة والخاصة من ارتدائه على رغم أن تصميمه وأكسسواراته لا تلائم مكان العمل وتعيق حركة المرأة عند التنقل.
ولا يقتصر ارتداء الزي الكردي التقليدي على النساء، بل امتد إلى الأطفال الذين يرتدونه أسبوعياً مقلدين للكبار، حتى تبدو الأماكن التي تتجمع فيها العائلات لتمضية العطلة وكأنها مصدر انبعاث قوس قزح، إذ تنتشر الألوان البراقة بشكل لافت في تلك البقع الخضراء.
وترفض النساء أن يرتدين الزي الكردي أكثر من عام، فالفستان الذي تختار المرأة قماشه وتصميمه في عيد نوروز مع بداية الربيع ترتديه في العطل وتستغني عنه قبل مرور عام كامل. لأن التقاليد السائدة تفرض استقبال العيد التالي بألوان جديدة وملابس بألوان زاهية، ولو ارتدت إحدى النساء زيها ذاته في العيد اللاحق فستطاردها التساؤلات حول سبب عدم زيارتها الخياط وتصميم ثوب جديد.
وتهدي النساء الأزياء التي يرتدينها مدة من الزمن إلى صديقاتهن من قوميات أخرى، أو يتبرعن بها لطرف ما لا سيما بعد وفود النازحين من كرد سوريا إلى الإقليم حيث جمعت منظمات إنسانية الأزياء التقليدية من العائلات الكردية ووزعتها على نازحات في المخيمات قبل حلول عيد النوروز (21 آذار) لارتدائها احتفالاً بالمناسبة.
ويحسد الرجال النساء على قدرتهن على تغيير الزي الكردي بين حين وآخر، بينما يثابر الرجل على ارتداء الزي ذاته لسنوات قبل أن يقرر تغييره، والسبب الرئيس في ذلك ارتفاع الكلفة. إذ تبلغ أسعار قماش الزي الرجالي وكلفة خياطته ثلاثة أضعاف ثمن زي نسائي. كما إن الألوان تبدو متشابهة على عكس مئات خيارات الألوان المتاحة للمرأة عند قرار شرائها القماش.
حب العائلات الكردية لزيها يجعلها تبدو كباقة أزهار ملونة عند خروجها في يوم العطلة. يرتدي الجميع الزي التقليدي بألوانه الزاهية ويجلسون إلى مائدة طعام دسمة تقضي النساء ساعات في تهيئتها قبل الانطلاق نحو المناطق التي يقصدون لتمضية نهارهم والرقص على أنغام موسيقى دبكتهم الشهيرة، والتي غالباً ما تكون خارج المدينة في القرى أو المناطق السياحية، أو عند مجاري الأنهار.
وخصوصية الزي الكردي لا تنطلق من اعتزاز أبنائه به فقط، بل من ألوانه الصارخة ونقوشه اللامعة القريبة من ألوان أزياء الهنود التقليدية وزركشاتها ونقوشها.